- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
حقيقة التقسيم ونكران المسؤولين؟!
حجم النص
بقلم:واثق الجابري هي لسيت المرة الأولى التي يحلق فيها أعضاء من البرلمان الى الخارج، ويرتفعون كي لا يمسهم حتى دخان وطن يحترق، ويتركون حكومة تنام في صمت المقابر، وتنتظر فِصال من مقاسات أهداف غيرهم؟! لا غرابة لمن إعتنق الخارج مرجعاً، ومن أماكن الترف موطناً؟! ويبدو أن بعضهم قرأ الواقع بمرآة نفسه المتقلبة؟! إجتمعت المعمورة على منع التدخل في الشؤون الداخلية، في مواثيق أصدرتها أممها المتحدة، إلاّ أن أمريكا أطلقت في عام 1991م ما تسميه " النظام العالمي الجديد"، الذي صورته بنظام يقوم على تحالفات لردع الأنظمة، أو رد العدوان عن أي دولة؟! لم تقف أمريكا على هذا الحد؛ بل كان هذه الإطروحة مقدمة لما تسمية " الشرق الأوسط الجديد"، الذي يقسم المقسم ويجزأ المجزء، والبحث عن مسببات وأدوات لتقسيم المنطقة أثنياً وطائفياً وإقتصادياً، ولم تترد عن صنع الأدوات والمسببات وحصاد النتائج؟! وجدت أمريكا نفسها في حالة ركود إقتصادي بعد الحرب الباردة، ولابد عن بديل مفترض وهو الإسلام؛ لتصريف سوق سلاحها؛ على دول عربية كونها مصدر الطاقة والغاز الطبيعي، مع وجود قادة أغبياء همهم البقاء الأزلي؛ بفعل النزاعات وتغذية الفكر المتطرف، الى أن طرحت مشروع بايدن لتقسيم العراق، وثم المنطقة برمتها؟! يبدو أن مشروع بايدن طبخ على نار هادئة، وحيكت خيوط دخول الموصل وصلاح الدين؛ بمساعدة شيوخ عشائر وقادة البعث وضباط صداميين؛ للإنقلاب على العملية الديموقراطية، وبذريعة المشاركة الشعبية الواسعة؛ يتم إدخالهم العمل السياسي كبدائل يطلبون التقسيم؛ كأحد الشروط التي تفرضها أمريكا من أجل عودتهم للسلطة؟! وإعادة رسم خرائط الإمبراطورية العثمانية، التي إنتهت على أيدي البريطانيين وفق توصيات معاهدة " سايكس بيكو" بعد الحرب العالمية الثانية. إن ما يجري في البلدان العربية بعد ربيع ساخن، أخذ يُعطي ثمار التأني وسياسة النخر، وما يجري في سوريا وبعض مدن العراق؛ يمثل خطوة متقدمة في تجزئة المجزأ، وبعد فوات الأوان أدركت الأغلبية السنية التي خدعت بشعارات الخديعة؛ لا تستطيع العمل بعد تغلغل داعش وتشريد العوائل، وفي ذات الوقت ما تزال أصوات تعزف على وتر المطالبة بالإقليم السني، متناسية مصادر الثروات والعلاقات الإقليمية، وخطر الساسة اللذين يتبنون فكرة التقسيم؟! البناء على إطروحات الخارج، هو من دفع لتغلغل الدواعش، وهدم تاريخ العراق وعلاقاته الإجتماعية، ويقف خلفه مطامع سياسية، لم تضع المصلحة الوطنية نصب عينها؟! يعيش بعض اعضاء البرلمان والحكومة وكثير من المسؤولين؛ خارج تغطية الشعور بالمصلحة الوطنية، ويبدو أن بعضهم مستعد لتناول طبخات نضجت على نار الإقتتال والفتنة والطائفية، وقد قبض حصة كبيرة فسحتها الخلافات واللامبلاة، وينتظر غداً ما يُقدم من عون لإدارة مصالحه التي وضع أساسها خارج العراق، وما يعنية أن يتمتع بالرفاهية، وليذهب العراق الى الجحيم؛ إذ يعتقد أن المخططات الغربية ستؤمن مستقلبه؟! ويكون بذلك أداة للتدخلات الخارجية؟! وها هي أمريكا تضع لمساتها الأخيرة للتقسيم، ونواب البرلمان في سفرات ترفهية خارج الحدود؟! ويبقى الشعب بين حقيقة مساعي التقسيم، ونكران المسؤولين؟!
أقرأ ايضاً
- المجلس.. بين رؤية وحقيقة في إبعاد المستقبل
- الحقيقة ليست في الصورة
- مشروع داري.. بين الحقيقة وتسويق الوهم - الجزء الثاني