حجم النص
بقلم:عاصف الجابري قد يختلف ابناء بيت واحد؛ لكنهم لا يتفقون على هدم جدرانه، وربما نختلف في المصالح الخاصة لكن المصلحة العامة أهم، وقد نتخالف في الفكر والآراء، لكن ما يجمعنا وطن واحد ومصلحة مشتركة وعدو لا يفرق بيننا على أساس الهويات؛ وربما نقول إنه يضرب هنا أكثر لكن الهدف واضح؛ ضربه بعضنا ببعض. يقال ان الخلاف لا يفسد للود قضية، والانتماء الفرعية تذوب في الانتماء الأكبر والوطن جامع لأبنائه، مانع للفرقة والتشتت. مسرحية أبطالها رجال سلطة دينهم دماء الأبرياء، هزلية حتى البكاء وعنجهية الى اراقة الدماء، فليس هنالك من إنسان عاقل يعيش في وطن ويحمل سلاحه يقتل به من يختلف معه بالرأي، وليس من المنطق ان نضحي بوطن ومستقبل أجيال لمصالح أشخاص، وكل من يملك أيّ سلاح وفكر هدام يستخدمه لإبادة المجتمع. من مهازل الساسة وانحطاط أخلاق بعضهم، ومن المفاجئات المضحكات؛ طارق الهاشمي الهارب خارج العراق والمحكوم بالإعدام، يقدم استقالته بورقة مكتوبة بالأحمر الى رئيس الجمهورية مام جلال الراقد في مستشفيات المانيا، ويدعو الى وحدة صف لأجل مقاتلة الجيش العراقي، كأنه جيش غزاة، بينما العشائر الأصيلة في الرمادي تطلب المعونة من الحكومة لمحاربة الإرهاب وحمايتهم. تطاردهم لأنها عاشت مرارة تسلطهم. الإرهاب فكر منحرف عاث في الأرض فساداً لم يستثني طائفة او شريحة من المجتمع، محاربته مهمة وطنية تستوجب مساندة القوى العسكرية ونهضة أبناء عشائر الرمادي الشرفاء، ضد غاية منحطة لصراع طائفي يحرق الأخضر واليابس، يشحن الشباب ويجندهم نحو المحرقة. الإرهاب لا هوية له الاّ القتل والدمار الذي أرهق جميع الشعوب الإسلامية، أفعال مشينة منحرفة منحطة تسيء للإسلام حينما تردد ألفاظه على منحر من يختلف معهم، ويقطع الرؤوس باسم الحاكمية، أساء الى رسول الانسانية ومنهج بناء الحياة. الاستقرار الأمني مرهون بالاستقرار السياسي، والقانون أساس كفالة الدستور الحقوق المتساوية. من يطلب التغيير معترضا على العمل الحكومي، عليه أن ينتظر صناديق الاقتراع، ويكون ساعي في تهيئة الأجواء المناسبة لكي يختار المواطن بعيد عن الضغوط الداخلية والخارجية، ومن يؤمن بالإسلام دين سماوي للسلام والحياة، عليه القناعة بالتبادل السلمي للسلطة الذي تحكمه إرادة الشعوب الحرة. العراق ما عاد يتحمل دماء أكثر، والجميع مسؤول عن حفظ حياة المواطن وعدم المساس بالحقوق بذرائع طائفية. الإرهاب لا دين له ولا يمارسه الاّ الوحوش. وقد حذر العقلاء مبكراً من خطورته واحتواء المجتمع لبعضه؛ لكن بوصلة البعض لا تزال تشير للمجهول والخراب، على أمل مناغمة صندوق الاقتراع طائفياً.
أقرأ ايضاً
- القتل الرحيم للشركات النفطية الوطنية
- العراق وأزمة الدولة الوطنية
- ملاحظات نقدية على الاستراتيجية الوطنية للتربية والتعليم في العراق 2022-2031