بقلم:حميد الموسوي الاسلوب الخبيث الذي تم بموجبه استدراج الناس البسطاء الى التظاهر السلمي اولا- وفيهم اهالي بعض المسجونين وفيهم عاطلون يبحثون عن فرص عمل وفيهم من لم يتقبلوا العملية السياسية الجديدة – وتحويل هذه التظاهرة الى عصيان وقطع الطريق الدولي ومن ثم تحويل المكان الى ملاذ آمن وستراتيجي لعصابات القاعدة التي تسرح وتمرح في صحراء الرمادي مستفيدة من الحدود الشاسعة المفتوحة مع سوريا ومنتهزة هذا الوضع والظروف التي هيأتها ساحات الشر.هذا الاسلوب لم يكن خافيا على الرأي العام العالمي والعربي والعراقي كونه امتداد اوخيط من خيوط المؤامرة التي تبنتها دول الخليج - وفي مقدمتها السعودية وقطر – لأسقاط العملية السياسية منذ اليوم الاول لقيام النظام الديمقراطي الجديد خاصة وان التمويل المادي والاعلامي والتسليح والتدريب يقدم بشكل علني للمجاميع الارهابية القادمة من السعودية وفلسطين وتونس والجزائر ومصر وليبيا وسوريا. هذه المؤامرة الخطرة بكل هذا الامداد والدعم لم يكن بمستطاعها تنفيذ عملية ارهابية واحدة من دون وجود حواضن وغطاء سياسي في العملية السياسية،حيث وفرت الحواضن المأمن وقواعد الانطلاق فيما وفر الغطاء السياسي اختراق الاجهزة الامنية واستثمار سيارات وبطاقات الدولة للارهابيين. واذا كان هناك تعتيم اوتشكيك اوالتباس لدى البعض طيلة هذه الشهور والسنين فقد اسقط دخول الجيش العراقي الى الرمادي وسحقه عصابات داعش كل الاقنعة وفضح بالملموس الوجوه التي توارت خلفها منذ سنين.ولعل الشمس التي اشرقت على مخيمات ساحة الشر اسقطت كل الحجج والمدعيات والذرائع، اذ اندفع من كانوا يسمون بالمعتصمين بسعار محموم وهمجية الى احتلال مراكز الشرطة والمؤسسات والدوائر والمصارف في مدينة الفلوجة واوسعوها نهبا وحرقا وقتلا لمن وجد فيها ثم استعرضوا في شوارع الفلوجة بملابس ورايات القاعدة!!. ومع ان فض اعتصام الانبار الذي طال امده اكثر من عام وتسبب في قطع الطرق الدولية وتعطيل التجارة الخارجية وهدم الجسور والمجسرات وتحويل خيم الاعتصام الى مقرات لداعش واخواتها، مع طريقة فض هذا الاعتصام كانت سلمية ولم ترق قطرة دم واحدة ولم تطلق اطلاقة واحدة،كما ان الحكومة والقضاء لم يوجها تهمة الارهاب ولم تصدر مذكرة القاء قبض للسياسيين الذين تسببوا في هذا الاعتصام ثم وقفوا علنا مدافعين عن الارهاب،مع ذلك كله لم يتوقف المشبوهون عن الفحيح وتظاهر البعض منهم بانسحابه من الحكومة والبرلمان ولم يخجلوا عن المطالبة بسحب الجيش من المدن واتهامه بجيش المليشيات الطائفية مع ان هذا الجيش المغوار ضرب الخارجين على القانون في البصرة والنجف الاشرف ومدينة ا لثورة في بغداد قبل ان يطارد جرذان القاعدة في الانبار!. وللتذكير فقط ان القوات المسلحة المصرية فضت اعتصام رابعة العدوية بقوة السلاح ولم تمهل المعتصمين اكثر من اربعين يوما،سقط خلال العملية المئات من القتلى والجرحى،ثم اصدرت الحكومة المصرية قرارا اعتبرت فيه حركة الاخوان المسلمين منظمة ارهابية والقت القبض على جميع قيادتها وباشرت بمحاكمتهم ومنعت التظاهرواصدرت قرارا يقضي بالحكم مدة اربع سنوات على من يضع شعار رابعة العدوية في صفحته على الفيس بوك!علما ان حركة الاخوان المسلمين منتخبة من قبل احد عشر مليون مصري.! واستعانت حكومة البحرين بقوات درع الجزيرة لفض تظاهرات الشعب البحريني السلمية التي لم تفخخ وولم تفجر ولم تهجر ولم تفصل الرؤوس عن الاجساد فقتلت المئات من الابرياء وسجنت المئات بينهم اطفال ونساء وشيوخ بحيث وصل الاعتقال الى الاطباء الذين عالجوا الجرحى!. وماتزال القوات السعودية تحتل البحرين!. فيما انقضت القوات المسلحة التركية والدرك على المتظاهرين الاتراك في ميدان تقسيم ولم تمهل المعتصمين اكثر من اسبوعين.وكذلك فعل الفرنسيون والبريطانيون وهم اكثر الدول ديمقراطية واستقرارا.كل ذلك ولم يعلق احد ولم تعترض جهة ولم ينسحب برلمانيو تلك الدول. ايها الانباريون الشرفاء:- ان ابطال الفتنة الذين ورطوكم واستغفلوكم واستغلوكم لتحقيق مآربهم وتنفيذ الاجندات الخليجية فروا بمجرد دخول اول دبابة وتحليق اول طائرة.. التجأووا الى اسيادهم اولياء نعمتهم وترككوكم هدفا لوحشية نفايات الشعوب يستبيحون مدنكم وينهبون اموالكم ويخربون عمرانكم.انكم تعرفونهم جيدا.. افضحوهم.. اثأروا لكرامتكم منهم..حرموا عليهم دخول مدنكم.. اسقطوهم من سجلات عشائركم.خذوا مماجرى دروسا وعبرة وموعظة يا اولي الالباب