كشف تقرير أصدرته وزارة الصحة العراقية وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية عن نقص شديد في أعداد المرافق الصحية في المدارس الابتدائية، وانعدام توفر الشروط الصحية فيها، فضلا عن عدم كفاية حنفيات مياه الشرب للتلاميذ، وأن أغلبية المدارس تنعدم فيها النظافة.
وأظهر المسح الذي أجرته لجان متخصصة تابعة لوزارة الصحة، وبمشاركة وزارة التربية والتخطيط وبتمويل من منظمة الصحة العالمية وصندوق ائتمان العراق ومجموعة الأمم المتحدة للتنمية والمجموعة الأوربية، أن 76% من المدارس الابتدائية التي شملها المسح لا توجد فيها أعداد كافية من المرافق الصحية، وأن 72% منها تخلو من الحد الأدنى للشروط الصحية.
وأشار التقرير ، إلى أن أهداف المسح تشمل توفير مؤشرات عن طلبة المدارس الابتدائية من أجل تقويم حالتهم الصحية والظروف البيئية في المدرسة والمحيطة بها، ولتشخيص أهم المشاكل الصحية التي يعاني منها الطالب، لكي تستخدم في إعداد السياسات الصحية والتخطيط الإداري السليم لبيئة المدارس.
وشمل المسح 150 مدرسة ابتدائية في ثماني محافظات هي بغداد، والسليمانية، والنجف، والمثنى، وواسط، والبصرة، وميسان، وذي قار، حيث خضعت لآليات الفحص الطبية عينة عشوائية بلغت 45 طالبا وطالبة من كل مدرسة، من الفئة العمرية 6-15 عاما، في البيئتين الحضرية والريفية.
وكشف التقرير عن أن مدارس ذي قار الابتدائية كانت الأسوأ من حيث نسبة عدم وجود المرافق الصحية والتي بلغت 80% من عدد المدارس التي شملها المسح. ويحدد التقرير حاجة كل 25 تلميذا إلى دورة مياه واحدة يتوفر فيها شروط عدة منها أن تكون مجهزة بالماء، وتوفر السيفون والمطهرات والمنظفات، وأن تكون جدرانها مغلفة بالكاشي، مع مفرغة هواء ومشبك على الشبابيك يمنع دخول الذباب. ووصلت نسبة المدارس التي تشكو من نقص في أعداد حنفيات مياه الشرب إلى 63%.
وحذر التقرير من أن تلاميذ المراحل الابتدائية في البيئة المدرسية معرضون إلى الإصابة بالحوادث والأمراض عن طريق اللعب والاحتكاك والاختلاط مع الأطفال الآخرين المصابين بتلك الأمراض، مع الإشارة إلى أن عدد التلاميذ مع التدريسيين يتجاوز الأربعة ملايين ونصف المليون في عموم العراق.
ويقضي هؤلاء التلاميذ نحو خمس ساعات يوميا في الدوام، ونحو ثمانية أشهر في السنة الواحدة، ما يؤشر الحاجة الماسة إلى صياغة برامج وسياسات فعالة من أجل تحسين صحتهم.
ودعا التقرير الذي حمل توقيع كل من وزير الصحة العراقي الدكتور صالح الحسناوي والدكتورة نعيمة القصير ممثل منظمة الصحة العالمية في العراق، إلى الإستفادة من نتائج المسح لبناء واقع مدرسي يتماشى مع الهدف المطلوب تحقيقه في الرقي بمستوى المدارس وتطوير البيئة المدرسية.
وبلغت نسبة المدارس غير النظيفة حوالي النصف (48.3%)، وكانت مدارس محافظة ميسان الأفضل مقارنة بباقي المحافظات التي شلمها المسح، فضلا عن أن 82% من المدارس تخلو من حاويات نظامية (ذات غطاء خارجي) لجمع النفايات، وكانت مدارس محافظة المثنى الأسوأ في مسألة جمع النفايات.
وتنتشر بالقرب من المدراس نفايات، وتجمعات مياه، وضوضاء، وتجمعات صناعية، بنسبة بلغت 54% من عدد المدارس التي شملها المسح الذي أظهر أن مدارس محافظة ميسان هي الأسوأ من هذه الناحية.
وتخلو أغلبية المدارس من وسائل فحص نسبة الكلور في مياه الشرب، حيث بلغت نسبتها 63%، كما تنعدم في 67% منها الحوانيت المدرسية، وكانت مدارس المثنى الأسوأ في هذه الناحية، فيما حلت البصرة بالمرتبة الأولى في عدد الحوانيت التي تقدم أغذية مطابقة للشروط الصحية.
وشمل المسح فحص التلاميذ المشاركين طبيا لتشخيص أمراض العيون والآذان والأطراف، والذي أظهر أن تلميذا واحدا من بين ألف فاقد لإحدى عينيه، وشكلت الحوادث العرضية أهم أسباب هذه الحالة. ويشكو 10 من بين كل ألف تلميذ من ضعف البصر، فيما كانت مدارس النجف صاحبة أعلى نسبة بعدد التلاميذ الذين يشكون من تشوهات الأذن الخارجية، فيما سجلت مدارس بغداد أعلى نسبة في حالات وجود الشمع في الأذن (ثلث التلاميذ يعانون من هذه الحالة).
أما التهابات الأذن الوسطى فبلغت 17/1000، فيما انخفضت أعداد المصابين بنفس المرض مع وجود إفرازات لتصل إلى 3/1000، وكانت مدارس المثنى الأسوأ في هذه الناحية.
وكشف المسح عن أصابة عدد من التلاميذ بأمراض الجنف ( تشوه العمود الفقري) وخلع الورك الخلقي وعلامات تقوس الساق.
وأوصى التقرير وزارتي الصحة والتربية بتخصيص ميزانية خاصة لتغطية مشروع \"المدارس المعززة للصحة\" الذي تتبناه منظمة الصحة العالمية، وتعزيز الفحص الطبي للطلبة الجدد، وتقديم الرعاية لحالات ضعف البصر، وتحسين خدمات الصحة المدرسية، فضلا عن مراعاة الشروط والضوابط الصحية في بناء المدارس، وتأهيل البنى التحتية من مصادر الطاقة، والمياه، ووسائل الصرف الصحي في المدارس.
وكان وزير التربية خضر الخزاعي قد رفض نتائج التقرير، مشككا بدوافع إصداره، على الرغم من مشاركة وزارته في إعداده.
أقرأ ايضاً
- فاطمة عند الامام الحسين :حاصرتها الامراض والصواريخ والقنابل.. العتبة الحسينية تتبنى علاج الطفلة اللبنانية العليلة "فاطمة "
- بركات الامام الحسين وصلت الى غزة ولبنان :العتبة الحسينية مثلت العراق انسانيا(تقرير مصور)
- تقرير دولي: عوائل ايزيدية ما تزال بحاجة لبرامج دعم في مناطقهم