زارالباحث والمفكر السيد (هاني فحص) مدينة كربلاء المقدسة صباح اليوم 3/3/2009 وتشرف بزيارة مرقدي الامام الحسين واخيه العباس ( عليهما السلام ) وقد اجرى موقع نون لقاء خاصا حول مجمل القضايا التي تمس الوضع العراقي والعربي والعالمي حيث ابتدأنا بالسؤال ..
س* كيف هو تقييمكم للوضع العراقي ضمن المرحلة الحالية ؟
ج: حسب تقديري ان في مناخ الحرية و فضائه تظهر مشكلات، ومن الممكن ايضا في فضاء الحرية أن ينشط الحوار، وأحياناً يحتدم الصراع والسجال، هذا إذا كان جو الحرية محكوم بعقل مشترك، بعقل حامي للمشروع الوطني عندها ستتحول كل هذه الممارسات إلى خير، أنا في تقديري أن العراق مر بمراحل خلال هذه الفترة القصيرة، السنة الأولى \"دوخت \" الأشرار من الحدث، ما بعدها أستيقاظهم من دوختهم ومحاولتهم للذهاب بالحدث المتحول بالأتجاه الأخر الارتدادي ، ان الذي حصل هو ليس ناتج عراقي فقط، بل مركب من ظروف أقليمية وغيرها الذي حصل في العراق جاء على خلفية نهاية تجربة حركة التحرر العربي في صيغته القومية التي حملت مشروع مليء بالأخطاء المعرفية والتحليل الخطأ.إذن التغير الذي حصل في العراق هو متحول في هذا السياق وعميق يمكن أن تعطله أو تعثره وتعيقه مثل هكذا محاولات ولكن لا يمكن أن يلغى، لسبب بسيط وهو أن شرط الحرية قد تحقق في العراق ، وتبين أنه شرط أنساني ووطني وديني ونهضوي، والعراقي رأى وذاق طعم الحرية، وكذلك في جو الحرية تظهر المشاكل واضحة،وان هذا المتحول هو الذي أتاح للعراق أن يكشف مكوناته التي كانت مكبوتة ومغيبة، المكونات الأثنية، المكونات الدينية، المكونات المذهبية والجهوية والحزبية، هذه جميعها ظهرت محملة قسم منها بذاكرة خائفة من المستقبل ومتشبث بالماضي الذي لن يعود وان المستقبل شراكة، والبعض مطمئن للمستقبل نسبياً وخائف من الماضي، فعمل الأرهاب وبعض العقبات السياسية المحلية والأقليمية بمشاركة التجربة الأمريكية في البلد بالتالي فان جميع هذه العقبات التي ذكرناها أيقضت الناس على ضرورة أن تشارك في تحرير بعضها من الأرهاب والمخاوف، فصارت حالة من الشراكة متقدمة رغم كل المأسي، أخيراً وفي هذه الفترة كان لا بد من – الحالة الشيعية خصوصاً - أن نرجح ظهور الوحدة على تعبيرات التعدد لضرورة وحدة البلد والأستمراريته وتنشيط العملية السياسية، هذه ظهرت في التجرية النيابية، هذه نشطت العملية السياسية جعلتها تقطع مراحل متقدمة لكنها انتجت سلطة تشريعية ضعيفة، كيف العلاج؟ هذا حصل مما هو واضح الأن، وهذا نقد على السلطة التشريعية وليس السلطة التنفيذية، كأنه السلطة التشريعية تخلت عن اعمالها لصالح السلطة التنفيذية، التي يفترض أنها تراقبها.
س: التخندقات والتوافقات السياسية اليس لها دور في ضعف السلطة التشريعية؟
ج: أنا رأيي أن الأئتلاف كان ضرورة سياسية، لا تخلوا من ضرر، وضررها هذا هو التعددية العشوائية بمعنى عدم الولاء للمعايير السياسية المحضة، والتساهل بمعاير الكفاءة فوضع هذا التخندق هو الذي اضعف السلطة التشريعية ، التخندق هو المحاصصة التي ليست بذاتها عيباً، العيب أن لا تكون على مقاييس ومعايير عادلة نسبياً، وهذا برأي مايجري ،لابد أن نعمل على ترسيخ فكرة وطنية لا يوجد أنهزام مطلق ولا أنتصار مطلق في العالم ، من ينظر إليه أنه مهزوم هو ضرورة لمن ينظر إليه أنه مطلق، وهكذا العكس، فلا بد من فتح القنوات بين المكونات السياسية، ليس لدمجها بل لوضعها في فضاء مشترك، هناك أختلاف في العراق ولكنه أختلاف تكاملي وليس أختلاف ألغائي، يعني يجب في هذه الانتخابات الأخيرة يجب أن تعتبر لأعادة ترتيب مشروع الدولة، خاصة أن مخاطر الارهاب تراجعت وهناك مخاطر أخرى أبتدأت، قد تكون أقتصادية ترتبط بالأزمة العالمية، العراق قبل الأزمة غير العراق بعد الازمة، تحدي العمران والتنمية بعد الفراغ الهائل الذي حصل في ايام صدام، هذا تحدي، الشأن التعددي الكردي العربي ازمة اخرى ، أنا أحذر نفسي أن نعود معاً كعرب في العراق لأدارة مشكلتنا بيننا وبين الأكراد من مفهوم قومي عربي سابق، وترجع الشوفينية القومية تتحكم فينا، هذا لا يعني السكوت على الخطأ الكردي، أنا أتكلم بصراحة، لا يجوز معالجته بمفاهيم بائدة، ولابد من معالجته وطنياً بذهنية الشراكة وليس بذهنية الأقصاء، وذهنية النقد، وليس بذهنية النقض، والذي ينقض نفسه في هذا البلد فهو ينقض نفسه، والأرهابيين ومن معهم سرا وعلناً نقضوا أنفسهم إلى أن أستفاقوا، فإذا تريد أن تحفظ ذاتك أحفظ الأخر، وعلمه كيف يحفظك فيه، لابد أن نعلم بعضنا على الشراكة.
س:هل تعتقدون ان السياسية الامريكية الحالية بدات باستخدام قوة السياسة بعد فشلها من خلال ادارة بوش باستخدام سياسية القوة ؟
ج: معادلة لطيفة، أنا أعتقد أن الولايات المتحدة والنظام الرأسمالي العالمي له تاريخ، أن الأزمة أزمته وكل الازمات التي تحدث تكون من صناعته ونحن نتلقاها ، ، هو كفيل بحلها ، وهذا النظام الرأسمالي هو يملك قدرة على تجديد وضعه، و حل أزماته، غاية الأمر هناك متحولات صعبة، فيها خسائر كثير في زمن طويل، وهناك متحولات أقل صعوبة، فأنا برأي أوباما شهادة ناصعة ومشرفة للمجتمع الأمريكي الذي أنتج هذا الرئيس بهذا اللون بهذا الاسم بهذا الشكل، بعد التحدي بالأدارة الامريكية، هل يتحول هذا الأنجاز الاجتماعي إلى أنجاز أداري، تقديري أنه لابد من تغير ما في مسلك بوش تغيير في مسلك الإدارة الأمريكية في زمن بوش، نبين أنه سيحل الحوار نسبياً محل الصراع على مستوى العالم الأسلامي والعربي وغيرها، وتقديري أنه يجب أن نأمل خير كثير من دون الافراط فيه ، أي لا نخلط الأوهام بالأحلام، لأن الوضع العالمي صعب اضافة إلى ذلك ما هي قابلياتنا في البلاد العربية والإسلامية لنستفيد من هذا التحول، وهي شرط ، فربما يصح أن نقول أن في زمن أوباما نحن بأنتظار قوة السياسة من دون ألغاء معايير القوة وإلا تصبح ضعيف، سياسة وحدها من دون قوة تصبح ضعيف.
س: بعد فشل المشروع القومي العربي سياسيا هل تحبذون تأسيس المشروع الوطني بين البلاد العربية ؟
ج: أنا اعترف بالاوطان العربية لتكون بديلة عن الامة العربية لكون ان المشروع القومي العربي قد فشل سياسيا كما وادعوا لبناء المشروع الوطني ليكون بديلا عن المشروع القومي الذي فشل، وهذا لا يعني أن المشروع القومي العربي كله فشل، دعونا ندبر رؤية لمشروع عربي ينطلق من كون هذه الكيانات راسخة، نصنع نمط علاقة بينها تكاملية.
نعم توجد وحدة أجتماع عربي في المشاعر والأحلام، ولكن لا يوجد مشروع سياسي قومي، ونحن نتحدث عن المشروع القومي وليس في أيدينا إلا هذه الكيانات، فدعونا نعمل عليها، كفى أنه ننسحب من ماهو الوطني بكسل من أجل القومي، أو ننسحب عرب وعروبة وعلاقات من أجل المحلي، هذه معادلة خطأ، اختبار عروبتك، واختبار أسلامك، إنسانيتك هو وطنك، أنا أريد العراق، واكبر خدمة للأمة العربية ولا مشاحه في الاصطلاح أن ننجز العراق، أن يتقدم العراق ويتحرر، وأحسن شيء لفلسطين أن يتحرر العراق واكبر خدمة للبنان أيضا ان ينهض العراق ويتحرر
خاص موقع نون
حاوره /تيسير سعيد الاسدي
أقرأ ايضاً
- تصل الى (29) تخصص في اربع فروع العتبة الحسينية: الاعدادية المهنية للبنات تدرس (5) اقسام الكترونية علمية
- تستقبل طلابها في العام المقبل :العتبة الحسينية تُشـّيد جامعة تقنية تضم معاهد واقسام نادرة في العراق
- شاهد عيان: جيش الكيان الاسرا..ئيلي قصف الانسان والحيوان والشجر والحجر