حجم النص
أسدل التطور العلمي الستار على كثير من الأساطير التي نسجت على مدى قرن من الزمن حول غرق سفينة "تيتانيك" العملاقة التي حملت على متنها 2238 راكبا، نجا منهم 706 أشخاص فيما لقي1,517 شخصاً حتفهم. ويعود السبب الرئيسي لارتفاع ضحايا هذه الكارثة إلى عدم تزويد الباخرة بالعدد الكافي من قوارب النجاة للمسافرين الذين كانوا على متنها، حيث احتوت على قوارب للنجاة تكفي لثلث الركاب الذين تتسع لهم السفينة.
ربما كان السعي لتحطيم الأرقام القياسية وتشييد أضخم وأفخم سفينة هو ما صرف النظر عن تحقيق بديهيات السلامة.
مر مائة عام على أشهر الكوارث وهو تحطم سفينة" تيتانيك " في ١٥ نيسان (أبريل) عام ١٩١٢ في رحلة ما بين مدينة "ساوث هامبتون" في انجلترا ومدينة "نيويورك "في الولايات المتحدة.
ومنذ ذلك الوقت لم تنقطع الجهود والمحاولات لكشف مزيد من الأسرار المحيطة بالسفينة الغارقة قرب سواحل كندا و التي كانت حينها أكبر جسم متحرك صنعه الإنسان على الإطلاق!
ونتج عن الأبحاث صور نادرة وجديدة سيتم نشرها في مجلة "ناشونال جيوغرافيك" في الذكرى المئوية على غرق السفينة. تسلط هذه الصور الضوء على خبايا الأعماق وتبهر المشاهد العادي و حتى العلماء بدقتها إذ تم استخدام أحدث ما توصلت إليه تقنيات الحواسيب في معالجة الصور والتحديثات العلمية الأخيرة لأجهزة الغوص الآلية المزودة بحساسات ذات التحكم عن بعد، على الرغم من أن حطام السفينة لا تزال راقدة على عمق 4 كيلومترات تقريبا في قاع المحيط.
دامت البعثة العلمية المتخصصة بتلك الصور لمدة شهرين بدءاً من عام ٢٠١٠حيث تم التقاط أكثر من ألف صورة باستخدام أجهزة الغوص المزودة بالحسابات ومن ثم قام فريق من الدارسين بمعالجتها بواسطة الحواسيب ما ميّز الصور الناتجة بتصور تقريبي وأكثر واقعيةً لما حدث حينها.
فبعد معاينة الصور المقربة للحطام المتبقي و تفحص طريقة تموضع الأجزاء الغارقة في قاع المحيط تبين أن سرعة السفينة لحظة ارتطامها الجبل الجليدي المشؤوم حينها كانت كبيرة ما أدى إلى تعرضها لضرر قاتل خصوصا أن الفحوصات اللاحقة بيّنت أن الصفيح على هيكلها الخارجي كان أرق بربع بوصة من المعايير المطلوبة من ناحية التصاميم والمواصفات.
وعلى خلفية هذا الضرر انشق هيكل السفينة إلى نصفين، وتبين من طريقة انغراز مقدمة السفينة في الصور المعالجة، أن جزئي السفينة بقيا يطوفان كل على حدا بشكل عامودي وأن تلك المعلومات تتوافق وما ذكره الناجون من تلك الكارثة في مذكراتهم حيث أن ثقل الماء الذي يعلو حطام السفينة وقوة اصطدامه بالقاع أدى إلى انهيار كلي لهيكلها الداخلي كانهيار بيت ورقي وفقاً لما أظهرته الصور.
وتناولت الكثير من الأفلام والكتب موضوع هذه السفينة التي انطلقت في رحلتها الأولى والوحيدة ولعل أشهرها كان فيلم "تيتانيك " للمخرج "جيمس كاميرون" الذي يستعد حاليا لتحويل فلمه الذي لاقى نجاحاً ساحقاً عام 1999 إلى تقنية ثلاثية الأبعاد ليبهرنا بصورة فنية رائعة ، ويصادف هذا العام ( 2012 ) ذكرى مرور 100 عام على غرق أشهر سفينة عرفتها البحار، السفينة "تيتانيك".
أقرأ ايضاً
- مشروع الـ1000 مدرسة.. تعرّف على حصص المحافظات من المدارس المنجزة مؤخراً (فيديو)
- العتبة الحسينية توزع ادوية ومساعدات على النازحين في برج ابي حيدر في لبنان (فيديو)
- مستشار الأمم المتحدة: نتائج التعداد تصدر على شكل بيانات وجداول لا تتعلق بالخصائص الفردية