تصاعدت أزمة الاعمال الفنية المزورة في الاسواق الفنية العربية والعالمية مثيرة مخاوف من تدمير الارث الفني والمتاجرة بملايين الدولارات.
وتتبنى "مافيات" تشكيلية تزوير اعمال الفنانين العراقيين الرواد الراحلين مثل فائق حسن وجواد سليم وخالد الرحال واسماعيل الشيخلي وخالد القصاب واسماعيل فتاح الترك وشاكر حسن ال سعيد وليلى العطار وترويجها في قاعات ومتاجر بيروت وعمان ودبي وباريس ولندن.
ويرى فنانون تشكيليون ان المافيات تدريرها اسماء فنية وتجار ورجال اعمال عرب واجانب لرفع اسعار اللوحات المباعة من قبلهم وتهميش اعمال فنانيين اخرين في السوق الفنية.
وعبر فنان تشكيلي عراقي عن امتعاضه من ظاهرة التزوير المتصاعدة وتلاشي قيم السوق الفنية على حساب القيمة الفنية.
وراجت عملية تزوير الاعمال الفنية العراقية بعد ان زاد الطلب على اعمال فنانين راحلين في الاسواق العربية ودور المزادات العالمية.
ويتقن "المزورون" ببراعة تقليد الاعمال الامر الذي يثير الاستغراب عن سبب عدم تقديم أعمال خاصة بهم بدلا من السقوط في لعبة التزوير.
وانتقلت سوق تزوير الاعمال من الاوساط الغربية الى العربية في ظاهرة تهدد الفن التشكيلي بشكل عام.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" ان لوحات تباع احيانا بملايين الدولارات في غاليري فنية في نيويورك قد تكون مزورة موضحة ان السطات الفدرالية فتحت تحقيقا حول عمليات الاحتيال هذه المستمرة منذ عدة سنوات.
واشارت الصحيفة خصوصا الى لوحات للفنانين التعبيريين التجريديين جاكسون بولاك وروبرت موذيرويل اشترى جامع بريطاني احداها بسعر 17 مليون دولار.
ووردت غالبية هذه الاعمال الى السوق عبر تاجرة فنون غير معروفة جدا من لونغ ايلاند تدعى غلافيرا روزاليس التي كانت تقول انها وصلتها من وريث جامع تحف فنية لا يريد الكشف عن اسمه.
وبعض هذه اللوحات بيع عبر آن فريدمان رئيسة غاليري شهيرة في نيويورك "نودلر اند كومباني" التي اغلقت ابوابها الاربعاء فجأة بعد 165 عاما من العمل في هذا المجال. وبيعت اعمال اخرى في قاعات عرض فنية اخرى عبر تاجر الفن المستقل المعروف جوليان فايسمان الذي كان يمثل موذيرويل عندما كان لا يزال على قيد الحياة.
وتقدم جامع التحف الفنية البريطاني بيار لاغرانج الذي اشترى لوحة "انتايتلد 1950" لبولاك بسعر 17 مليون دولار، بشكوى ضد غاليري نودلر وآن فرديمان مؤكدا ان اللوحة مزورة.
فقد اظهر تحليل ان صباغين مستخدمين في اللوحة لم يكونا موجودين في ايام الرسام.
ويشكك بعض الخبراء في صحة ما لا يقل عن 15 لوحة اتت الى السوق عبر روزاليس على ما اضافت الصحيفة موضحة ان تحقيق مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي اي) بدأ في العام 2009.
مؤسسة ديدالوس التي انشأها موذيرويل عندما كان لا يزال قيد الحياة، اعتبرت بعد اجراء دراسات ان سبعة لوحات قدمت على انها للفنان هي بالفعل مزورة.
وقالت آن فرديمان التي لا يشملها التحقيق ولا الغاليري التي ترئسها او فايسمان، للصحيفة انها كانت تعتقد ان اللوحات التي اشترتها من روزاليس اصلية. وقد اشترت بعضها لنفسها.
وبدأت روزاليس (55 عاما) المولودة في المكسيك، تزويد السوق الفنية لوحات العام 1993 ومنها اعمال لموذيوريل وبولوك ورثكو وفرانز كلاين وكليفورد ستيل وفيليم دي كونينغ.
لكن الشكوك بدأت تظهر على مر السنين بسبب قلة التفاصيل التي كانت توفرها عن مصدر هذه اللوحات. وطلبت بعض الاطراف الشارية المحتملة تحاليل مستقلة كما حصل العام 2003 للوحة لبولوك كانت معروضة في غاليري نودلر. وتعذر على هذا التحليل تأاكيد ان اللوحة اصلية.
وهذه السنة اجري تحليل مستقل اخر بطلب من رجل ايرلندي على لوحة لموذيرويل، شكك هو ايضا ان تكون اللوحة التي بيعت بسعر 650 الف دولار، اصلية. وقد تقدم المشتري بشكوى ضد فايسمان قبل ان يتوصل الى اتفاق معه بالتفاوض.
أقرأ ايضاً
- الثقافة توضح بشأن إطلاق منحة الصحفيين والفنانين والأدباء
- العتبة الحسينية تنفق (11) مليار دينار على علاج العراقيين مجانا خلال 20 يوماً (فيديو)
- في كربلاء انطلاق مبادرة علاجية مجانية ثانية تستمر لمدة (20) يوم وتستهدف جميع العراقيين