الاهتمام بمعاناة المواطنين وحل مشاكلهم والسير الحثيث لتقديم الأفضل والأحسن والإخلاص لله والولاء المطلق للوطن هي جملة من الأمور المهمة التي تنبغي أن تتوافر بالمسؤول الذي يسعى من خلال منصبه خدمة المواطن والوطن هذا ما أكد عليه سماحة السيد احمد الصافي ممثل المرجعية الدينية العليا وأضاف أن( الخطأ ليس عيبا وإنما الإصرار عليه هو عيب والجهل كذلك ليس عيبا لكن البقاء عليه وعدم محاولة السؤال ورفع الجهالة ذلك هو العيب، والإنسان عندما يعمل يمر بمجموعة عوامل تؤثر عليه لم يكن ليرى هذه العوامل خلال مسيرته في العمل، وأحيانا يصغي لبطانته ومستشاريه ثم تنكشف إن هذه الأمور فيها بعض الإشكاليات وهي مسالة عادية في كثير من البلدان وفي كثير من الدول، لكن إبقاء هذه الحالة على ما هي عليه هذا غير صحيح، وأنا اعتقد إننا بحاجة إلى أن نعرف نتائج ما حققه المسؤولون وأولويات ما نصبو إليه، هل نجحنا؟ هل مازلنا نراوح في مكاننا؟ هل هناك تقدم في بعض الأمور؟ في معرض الإجابة نرى هناك حالة من الظلامات على شرائح متعددة من المجتمع بسبب شخص معين جعلته الظروف أن يكون بهذا الموقع، وحالة الأبوة لأي مسؤول في الدولة مهمة جدا... فالمسؤول إذا لم تكن فيه صفة الأبوة لا اعتقد انه يكون مسؤولا ناجحا وإنما يتحول إلى كابوس على رؤوس من تحته من الموظفين ).
وفي خطبته الثانية التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في الأول من ذي القعدة 1429هـ الموافق 31/10/2008م عقب سماحة السيد الصافي أن ( الإنسان إذا أراد أن يبني لا بد أن يتحمل، فالوضع الآن بخير وان شاء الله يستقر الوضع أفضل، وأننا تخطينا مشاكل اقتصادية ومشاكل إقليمية وتأثيرات الدول الأخرى على البلد، وان الظروف التي مرت بها البلاد لم تمر بها جميع البلدان بالشكل الذي مر بها بلدنا، هذا كله صحيح وهو يؤثر نوعا ما على المسيرة لكن بدأت مؤسساتنا القانونية تأخذ مجراها ولا يمكن أن تعطل مؤسسة بكاملها بسبب شخص!! ولا يمكن أن تعرقل أشياء بسبب المزاج الخاص لهذا المسؤول أو ذاك!! أقول نحن في هذا الوقت يجب أن نراجع وان نبحث عن أسباب فشلنا وأسباب نجاحنا حتى لا نرجع خطوة إلى الخلف، والحمد لله مؤسسات كثيرة نجحت وأخذت طبيعة المؤسسات الدستورية وأصبح المسؤول لا ينظر إلى وضعه الشخصي بقدر ما ينظر إلى الوضع القانوني لكن هذه الطريقة إن شاء الله تعمم على اكبر مساحة ممكنة، ونحن في سبيل أن ندفع خطواتنا إلى الأمام ).
من هو المسؤول عن وحدة الشعب العراقي وتماسك البلد من التشرذم والتفكك والانهيار؟ سؤال طالما شغل ذهن المهتمين بالشأن العراقي والذي أجاب عنه سماحة السيد بقوله ( طبعا الكل مسؤول لكن درجة المسؤولية تتباين من موقع لآخر، ويبقى النقاش الداخلي بين أبناء البلد غير الصورة الخارجية التي تعكسها الفضائيات ووسائل الإعلام، وهناك نقاط مشتركة ونقاط متباينة بين الكيانات السياسية المتباينة، والنقاشات الداخلية هي مسالة صحية سواء كانت تحت سقف البرلمان أو المجالس التنفيذية الأخرى، والسبب في ذلك أن كل واحد منا يريد مصلحة هذا البلد وكلامي هنا مع الأصحاء لا مع المرضى، عين هذا النقاش لا يمكن أن يصدر إلى الخارج وإنما الخارج له طريقة أخرى له علاقة على حفظ وحدة البلد بالحفاظ على مشروع البلد والانتقال من الحالة الدكتاتورية إلى حالة أفضل، فالأجنبي ( الطرف الآخر) سينفذ من خلال فهمه لهذه الخلافات ويروج بضاعته ولا يروج بضاعتي مستغلا الخلاف بين هذه الطوائف، أنا لا أريد أن اجعل المسؤول يغير قناعته فانا أتحدث هنا عن الأداء وليس عن القناعة ( قناعة سياسية ، قناعة حزبية هو حر أن يختار ما يشاء ) الكلام ليس في هذا وليس من حقي أيضا أن أتدخل في أمورهم، لكن المسالة في الأداء، أقول تصدع البلد قد ينفذ له الآخرون من خلال كوني أنا المسؤول عندما اخرج خارج العراق أحاول أن اطعن بشركائي وفرقائي!! هذا وهم فالداخل له طريقة في الكلام والخارج له طريقة في الكلام، العراق لا بد أن يتعافى فإذا كان الأبناء لا يحاولون أن يرمموا ما في الداخل لا يمكن أن نستعطي من يرمم من الخارج، فعندما أسافر خارج العراق واسأل عن العراق يجب أن أدافع عن الكردي وعن الشيعي وعن السني والتركماني والمسيحي وأي طيف في البلد إذا أردت الحفاظ على نسيج البلد، ويجب أن أتكلم بالروح التي تحافظ على وحدة البلد، لان الكثير يعتبرون العراق بلدا متخلفا والله يشمتون بنا ويستشهدون بكلام بعض المسؤولين وانتم تعلمون أن الذي يحاول أن يوجد ثلمة يأتي بشواهد من أهل الدار!! ولا يمكن أن نعطي للآخر مبررا في أن ينهش بنا، يكفينا ما مررنا به من أزمات والآخر يضع يده على ذقنه مبتسما ابتسامة صفراء ليرى أبناء العراق يتقاتلون فيما بينهم، فنحن الذي نخسر ولابد للعجلة أن تسير، وأنا هنا أسجل شكري لكل الإخوة الأعزاء في الدولة الذين حفظوا البلد من الانزلاق وتصرفوا بحكمة وأداء ينم عن حب لهذا البلد وان شاء الله تعالى الأمور تبشر بخير، وهذه المسائل قد تكون صغيرة عند البعض لكنها ممكن أن تفتح جراحا ونحن الآن بحاجة إلى تضميد لا أن نفتح الجراح).
وعن الاتفاقية الأمنية بين العراق وأمريكا التي دار الحديث عنها بشكل مسهب في الآونة الأخيرة أكد ممثل المرجعية الدينية العليا ( لا بدية الحفاظ على ثوابتنا الوطنية الأساسية والسيادة وكل ما يتعلق بالحفاظ عليها والذي يؤسف له أن تكون بعض الفضائيات غير المسؤولة تنسب التصريحات إلى سماحة السيد السيستاني (دام ظله الوارف) انه أجاز توقيع الاتفاقية إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية، هذا كلام عار عن الصحة ولم يثبت سماحة السيد أي شيء من ذلك، وعلى الإعلام أن يكون بمستوى أن يتحمل مسؤولية النهوض بهذا البلد، لا اعلم لماذا هذا السباق حول التصريح بمسائل جوهرية وحساسة وهو يدور إما في خانة الافتراء أو في خانة الكذب المتعمد أو في خانة الاشتباه أو في خانة إثارة النزعات وما أشبه؟) ... وأوضح السيد الصافي ان (هذه الأصوات أصوات نشاز وأنها تصطاد في الماء العكر ولا يمكن نحن أن نستدرج بكلام غير مسؤول، وهناك قنوات لها قيمة ولها أهمية وهي أن تتثبت من كل كلام وتصريح، والحمد لله، العقلاء في البلد كثيرون، فالموقف من هذه الاتفاقية هو عين الموقف الذي ذكرناه سابقا وهو لا بد من الحفاظ على كل ما يمت ويتصل بسيادة البلد والحفاظ عليه ).
أقرأ ايضاً
- السفير جعفر الصدر يحتفي بوقف إطلاق النار في لبنان: تحقق النصر كما وعد نصر الله
- السفيرة الامريكية: للحكومة العراقية الدور بالضغط الدبلوماسي والذي تمخض عنه وقف اطلاق النار بلبنان
- الهلال الأحمر العراقي يحصي حجم المساعدات المقدمة إلى غزة ولبنان ويؤكد وجود 22 الف لبناني متواجد بالعراق