كنت في جلسة حوار مع شيخ جليل، وكان من ضمن محور الحديث «حسن المجيد الكيماوي» الذي قتل الآلاف بالأسلحة الكيماوية، في شمال العراق، بالاضافة إلى بقية جرائمه التي مارسها في الكويت!
قلت له: ما رأيك شيخنا، في مانشيت «الراي» (الكيماوي احترق بشر أعماله)!
فقال بعد ان تنحنح: لا يجوز ذلك، بل قل رحمه الله!
قلت: يا شيخنا انه حسن المجيد، تلطخت يداه بدماء جميع العراقيين شمالا وجنوبا، سنة وشيعة، وبدماء شهدائنا في الكويت!
قال: وان، لقد قال حسن المجيد «الحمد لله» عندما نطق حكم الاعدام، وهذا يعني انه مسلم، وتجوز عليه الرحمة!
قلت يا مولانا: انه قاتل الآلاف!؟
رد عليّ بكل ثقة: لا، انه ليس بقاتل، انه مسؤول عن مقتل الناس، وهل شاهدته يغرز سكينا مثلا في قلب احدهم، او شاهدته يرمي «بدرامات» الكيماوي على الناس، اذن فهو ليس قاتلا انه مسؤول عن القتل، وقد يكون اتباعه هم القتلة وهو لا يعرف، وسمعت انه بكى عندما سمع عن مقتل الناس في«حلبجة»!
قلت له: هذا يعني ان صدام ايضا ليس بقاتل، لانه لم يعدم بيده شهداءنا امام اعين امهاتهم!
قال بثقة: صدام رحمه الله مسؤول فقط وليس القاتل، وقلت لك ان الحاكم قد لا يعرف كل شيء، اتباعه يقومون بهذه الاعمال بدلا عنه دون علمه، وايضا سمعت انه بكى عندما سمع بغزو جيشه الكويت دون علمه!
قلت مستغربا: تقول مسؤول عن القتل، ثم تقول رحمه الله؟!
رد موضحا: طبعا، صدام حسين تشهد الشهادتين قبل اعدامه!
قلت له مستوضحا: انه فاجر فاسق زنديق وقاتل و....
قال: لا يا ولدي، لقد «حاشته» صحوة في آخر ايامه، وبنى من المساجد الكثير، وبنى ثاني اكبر مسجد في العالم، يعني اصابته صحوة قوية فشرح صدره!
قلت: يعني عند الصحوة اخلى السجون، واعاد الحق إلى اصحابه، وتحول إلى نسخة عربية من المهاتما غاندي!
قال: لا، ليس إلى هذه الدرجة، ولكنه شوهد يصلي، ويقرأ القران، ويبني الجوامع، ونحن لم نكشف قلبه، واعتقد انه كان يسير في طريق الايمان، لكن الاميركيين لم يتركوه يكمل ويحسن إسلامه، ولذلك حاربوه خوفا من صحوته!
قلت: طيب شيخنا قلت يجوز الترحم، هذه عرفناها، فلماذا تترحم؟! وكأنك تطلب له الرحمة من قلبك! ولم تقل «عليه من الله ما يستحق» كلما ذكرت اسماً مخالفاً لك! ما عرفت لك يا شيخ، اذا خالفك انسان في رأي، او تساءل عن حكم شرعي، او قال رأيا معارضا رأيك، او خالفك في مذهبك، صار زنديقا، فاسقا، فاجرا، علمانيا، مرتدا، كافرا... وهؤلاء قاموا بكل هذه المجازر، والجرائم، وتترحم عليهم..!
لم يجب، ولم اكمل حديثي، بعد ان اكتشفت ان في بلادنا نوعين من العلماء، عالم جليل، وعالم جليل الحيا ! ( أي قليل الحياء .. باللهجة الكويتية )!
كاتب كويتي
الرأي العام الكويتية
أقرأ ايضاً
- فازت إسرائيل بقتل حسن نصر الله وأنتصرت الطائفية عند العرب
- الرسول الاعظم(صل الله عليه وآله وسلم) ما بين الاستشهاد والولادة / 2
- الشماتة بحزب الله أقسى من العدوان الصهيوني