اكدت دراسة اميركية ان النوم لساعات كافية فى الليل لا ينشط الذاكرة فقط، بل يساعد على استرجاع الذكريات الجميلة التى تكون قد مرت على الإنسان.
وقال الدكتور تيموثى جى وولتر الأخصائي فى علم النوم والعلوم العصبية: ان الدماغ يتفاعل عاطفيا مع الحالات التى يمر بها الإنسان ويعود إليه تقرير الذكريات التى يجب الاحتفاظ بها أو نسيانها وطى صفحتها بالكامل.
وأضح وولتر: ان الحرمان من النوم يؤثر بشكل سلبي على القدرة على التركيز والتعلم وحتى مستوى الذكاء، مشيراا إلى ان الدماغ المجهد قد يفشل في تخزين بعض الذكريات الخاصة أو الأمور التى تهم الإنسان، والتى قد يفقدها إلى الأبد.
ويؤثر الحرمان من النوم على الوظائف البدنية والعقلية للإنسان ويؤثر فى مستوى الهرمونات ويحدث تشوشا فى نظام حياته وقد تكون له نتائج سلبية.
كما اشارت الدراسة ان الحرمان من النوم قد يؤدى للإصابة بالأمراض العقلية.
وطلب الباحثون من مجموعة متطوعين عدم النوم لــ 53 ساعة متواصلة لمعرفة تأثير ذلك عليهم من الناحيتين الجسدية والذهنية بعدما عرضت عليهم صور تدعو إلى الغضب أو الحزن، حيث أوضحوا ان المسح الدماغي الذي أجري لهؤلاء، أظهر ان أدمغتهم عانت من\" التعب والإجهاد العاطفي \" بسبب حرمانهم من النوم طوال هذه الفترة.
وأشار فريق من المدرسة الطبية فى هارفارد، إلى ان حرمان الإنسان من النوم يعود إلى أكثر الأشكال بدائية من حيث النشاط، ويعجز عن وضع التجارب فى سياقها، كما يفقد السيطرة على الأشياء وتكون ردة فعله غير ملائمة، مؤكدين ان هناك أدلة على ان الاضطراب فى حالات النوم مسؤول عن معظم الاضطرابات النفسية.
يذكر، ان الأشخاص الذين يعانون من الأمراض العقلية قد لا يدركون ان ردود فعلهم قد يكون مبالغ فيها أو انهم يتصرفون بشكل غير منطقي.
وأكدت دراسات أجرتها مجموعة من علماء أبحاث النوم في الولايات المتحدة ان قلة النوم تسبب البدانة والغباء والمرض، بل وتؤدي إلى انخفاض متوسطات الأعمار أيضا.
وانتقد يورجن تسولي الخبير من \" مركز أبحاث النوم \" في مدينة ريجنزبرج الألمانية، تقليل الألمان من أهمية النوم الصحي والسليم، مشيرا إلى تأثر الذاكرة بقلة النوم من خلال التجارب التي أجريت على بعض الأفراد والتي أثبتت ان النوم القليل مرتبط بالنسيان السريع.
وأضاف الخبير: ان هورمون لابتين المسؤول عن خمد الشهية أثناء النوم يجعل الجسم يتحمل الجوع والعطش خلال الليل، فيما يتحرك هورمون \"جرلين \" المسؤول عن تنشيط الشهية في حال انقطاع النوم، مما يؤدي بسهولة الى البدانة.
كما أفادت دراسة حديثة، ان عدم الكفاية من النوم يؤدي إلى اضطرابات نفسية وجسدية مثل، الكآبة وزيادة الوزن، كما يؤثر على جهاز المناعة.
ومن خلال الدراسة التي أعدتها مؤسسة النوم الوطنية في أميركا، اتضح ان 74 بالمئة من سكان العالم يعانون من صعوبات في النوم خلال مرحلة ما من حياتهم، ويمكن ان يكون السبب الرئيسي للمشكلة هو أسلوب العيش المتبع يوميا.
وأشارت الدراسة إلى ان القلق والأرق الليلي قد يؤدي إلى قلة الأنتباه وعدم التركيز وضعف الذاكرة، كما انه يؤثر سلبا على الناحية الأجتماعية.
وأفادت الدراسات الطبية الحديثة ان الأشخاص الأقل نوما معرضون للإصابة بمرض السمنة ولاحقا بمرض السكري.
وأشار باحثون من جامعة بريستول، إلي أن الجسم الذي لا يأخذ حقه من النوم يواجه ثلاث مشكلات: أولاً: انخفاض نسبة هرمون \"اللبتين\" في الدم، وهذا الهرمون يزيد من صرف الجسم للطاقة، وبالتالي يعمل بأقصى درجات ترشيد استهلاك الطاقة، ويخزن أكثرية الطاقة في صورة طبقات دهنية عادة بدلاً من صرفها.
ثانياً: ارتفاع نسبة هرمون \"الجريلين\" في الدم وهذا الهرمون هو بمنزلة فاتح شهية لأنه يعزز من شعور الإنسان بالجوع.
ثالثاً: انخفاض درجة حساسية أنسجة الجسم إزاء \"الانسولين\" الأمر الذي يمكن أن يسبب الإصابة بمرض السكري.
وأشار كارل شونكا مدير قسم الأمراض العصبية في مستشفى براغ الجامعي العام في العاصمة التشيكية، إلى ان قلة النوم تحجم من نوعية حياة الإنسان وتزيد من احتمالات الإصابة بأمراض محددة وبالأخص الاكتئاب النفسي وحالات الضيق النفسي، كما انه يضعف نظام مناعة الجسم.
أقرأ ايضاً
- الخضار الأعلى كثافة بالمغذيات
- تركز على الحاسوب والرياضيات والهندسة العتبة الحسينية: خريجو مدارس "STM" سيصبحوا بصمة سوق العمل في العالم
- مخاطر زيادة فيتامين D على الصحة