في مشهد متكرر مع كل سقوط للأمطار، قضى العراقيون ليلة طويلة وسط السيول والأمطار الغزيرة، التي ضربت عدد من المدن العراقية، كان الأكثر فيها تضررا هي العاصمة بغداد ومحافظة صلاح الدين.
إذ شهدت العاصمة بغداد، غرق كامل لعدد كبير من شوارعها جراء الأمطار الغزيرة، فيما تناقل ناشطون على مواقع التواصل الإجتماعي صورا ومقاطع فيديو تظهر حجم الضرر الذي أصاب مناطقهم.
ومن أبرز المناطق تضررا في العاصمة هي الأعظمية وزيونة والبلديات وأحياء كاملة من المنصور والحسينية والعلاوي والشعب والمأمون واليرموك.
الجدير بالذكر أن مديريات التربية الست في بغداد أعلنت تعطيل الدوام الرسمي لجميع المدارس اليوم الأحد.
إلى ذلك، أعلن محافظ صلاح الدين حالة الطوارئ في المحافظة، اليوم الأحد، بعد موجات السيول والأمطار التي أثّرت على العديد من المناطق.
ووجه المحافظ بحسب بيان تلقته وكالة نون الخبرية، جميع الأجهزة والدوائر الخدمية في المحافظة للاستجابة الفورية وتقديم أشكال الدعم والإغاثة كافة للمتضررين، بالتنسيق مع المركز الوطني لإدارة الأزمات والكوارث في وزارة الداخلية، وبمشاركة التشكيلات العسكرية والمدنية والقدرات الهندسية”.
يأتي هذا التحرك بهدف توفير المساعدة اللازمة للأهالي والتخفيف من الأضرار الناجمة عن السيول والأمطار، وضمان السلامة.
من جهة أخرى، أعلن مدير ناحية قزانية في محافظة ديالى مازن الخزاعي، اليوم الأحد، تضرر طريق حدودي بسبب السيول المتدفقة بكميات كبيرة من ايران.
وذكر الخزاعي، أن “الساعات الماضية شهدت تدفق سيول من الحدود الايرانية بكميات كبيرة عبر 7 أودية أبرزها حران وحزام ومويلح واكبرها ترسق ضمن اطراف ناحية قزانية و قضاء مندلي”.
وأضاف أن “الاوضاع تحت السيطرة حتى الان، لكن هناك طريق الحدود الذي يربط مركز قزانية وعشرات القرى الحدودية تضرر نتيجة شدة السيول”، لافتا الى أن “الطريق مهم ويستخدم من قبل قوات الحدود وسكان القرى الحدودية”، وفقاً لشفق نيوز.
وأشار الخزاعي إلى أن”الأوضاع تحت السيطرة ولا وجود لأي مخاطر على السكان”.
وتشهد معظم محافظات البلاد تساقط الأمطار بغزارة منذ يومين مما تسببت بحدوث سيول في بعض المدن والمناطق.
فيما تسببت الامطار والسيول بقطع طريق كركوك السليمانية قرب من سيطرة جيمن.
إذ أكدت مصادر مطلعة، أن “انقطاع الكهرباء عن السيطرة تسبب في إيقاف عمليات تطبيق المنصة الإلكترونية في التحاسب الجمركي للبضائع المستوردة”، وفقاً لصحيفة العالم الجديد.
وكانت قيادة العمليات المشتركة في العراق أعلنت، فجر اليوم الأحد، عن إجراءات تخص المتضررين من الأمطار والسيول.
وقالت قيادة العمليات المشتركة في بيان تلقته وكالة نون الخبرية، إنه “بناء على توجيهات رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني للمركز الوطني لإدارة الأزمات والكوارث في وزارة الداخلية بالشروع الفوري في إغاثة متضرري السيول والأمطار في محافظات شمال وغرب العراق وبالتنسيق بحشد جهود التشكيلات العسكرية والمدنية والقدرات الهندسية وتقديم كل المساعدة والعون اللازمين للأهالي بالسرعة المطلوبة فقد شرعت قيادة العمليات المشتركة بجملة من الإجراءات”.
وأصدرت العمليات المشتركة أوامر بـ”فتح مقرات مسيطرة لقيادات العمليات وقيادات شرطة المحافظات غير المرتبطة بقيادة عمليات للتنسيق مع المحافظين ومديريات البلديات والطرق والجسور في المحافظة”.
وأمرت بـ”تحشيد جميع الجهود والكوادر الخدمية والهندسية لإغاثة القرى والممتلكات العامة والخاصة المتضررة من جراء السيول والأمطار”.
وطالبت بـ”إعداد الخطط السريعة الخاصة بالإخلاء والإنقاذ وفتح الطرق وتحديد الطرق البديلة”.
ودعت في بيانها إلى “التنسيق مع دوائر وزارات النفط والكهرباء والإعمار والإسكان والموارد المائية ومديريات الطرق والجسور والدفاع المدني وجميع الدوائر ذات العلاقة حول اتخاذ الإجراءات للحفاظ على البنى التحتية والتقليل من الأضرار الناجمة من الفيضانات والسيول وتصريف مياه الأمطار”.
وطالبت أيضا بـ”إجراء عمليات الإجلاء الفوري للعوائل المتضررة باستخدام جميع الوسائل المتيسرة كأسبقية أولى في حالات حدوث السيول والفيضانات”.
كما طالبت بـ”تهيئة كل معدات الجهد الهندسي اللازم (المعدات الهندسية) وانفتاحها بالمواقع التي تشهد هطول أمطار غزيرة وفيها سيول تؤثر على البنية التحتية والمواطنين والقطعات، بالإضافة إلى متابعة المواقع والنقاط والأبنية البعيدة والواقعة على خط السيول وإجراء اللازم بصددها”.
وشددت العمليات المشتركة في بيانها على ضرورة “حماية ملاجئ الأعتدة والمشاجب والمستودعات والمواقع الحيوية من الفيضانات مع تحديد حركة العجلات المدنية والعسكرية في الوديان والمناطق التي تشهد سيولا شديدة وعالية”.
ومنذ 21 عاما يعاد المشهد كل عام حيث تغرق شوارع المدن العراقية بمياه الأمطار إذ لم تنجح هذه الحكومات المتعاقبة في إنشاء سدود تجنب السكان هذه الكوارث.
وتعود شبكات تصريف المياه في العراق “المجاري” لسنوات طويلة، ورغم مرور كل تلك المدة لم تشهد الشبكة تطويرا سوى بعض الترميمات البسيطة.
ويشار إلى أن شبكة تصريف المياه التي يعتمد عليها العراق أنشئت في وقت لم تكن البلاد بهذه الكثافة السكانية ولا الاتساع العمراني.
وتتسبب موجات الغرق كل عام بتلف ممتلكات الكثير من العراقيين خصوصا في المناطق الشعبية الفقيرة، كما أنها تعتبر ثروة مهدورة لعدم وجود سدود تحجز مياه الأمطار في وقت بات العراق من أكثر البلدان معاناة من الجفاف صيفا.
أقرأ ايضاً
- عمليات بغداد: المناطق التي تنتهي فيها عملية التعداد السكاني سيرفع عنها الحظر
- النزاهة تعلن الإيقاع بأربعة متهمين في قضية تهريب الذهب من مطار بغداد الدولي
- الاستخبارات العسكرية تطيح بعصابة تتاجر وتروج بالمخدرات والممنوعات في بغداد