ما بين نقص الخدمات ومياه المطر، عاشت العاصمة العراقية بغداد خلال اليومين الماضيين، حالة من السخط على الوعود والإجراءات الحكومية في معالجة ملف غرق العاصمة بعد أن تسببت الأمطار الغزيرة بغرق الشوارع والأزقة وحلّت ضيفا ثقيلا على البيوت والمحال التجارية.
إذ أثار تعرض أغلب شوارع بغداد، للغرق بفعل الأمطار التي هطلت بشكل كبير على مناطق العاصمة العراقية، يومي الخميس والجمعة موجة من الانتقادات الحادة للحكومة على مواقع التواصل الإجتماعي، لاسيما وان بعض المناطق لازالت تغرق في المياه ولم تصلها فرق أمانة العاصمة لسحب مياه الأمطار.
فيما سخر البعض الآخر من غرق المناطق الراقية في العاصمة وتحديدا منطقتي زيونة وبعض أحياء المنصور، فيما تناول ناشطون غرق مجسر قرطبة وسط بغداد الذي تم افتتاحه في نيسان الماضي واستمرت أعمال بنائه 200 يوم، كذلك غرق مستشفى الشيخ زايد ومعاناة المرضى وهم ينقلون مرضاهم بين ردهات المستشفى وسط المياه.
وكان المتحدث الرسمي باسم امانة بغداد عدي الجنديل أكد، أمس الجمعة، ان الأمانة ستقوم خلال الساعات القادمة بتصفير جميع مياه الأمطار المتجمعة في بغداد.
إلى ذلك أصدرت الهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي العراقية، صباح اليوم السبت، تحذيراً جوياً وصفته بأنه “هام”.
وأشارت في تقرير لها، إلى “تساقط كميات من الأمطار العالية تتجاوز 50 ملم، مما قد يتسبب في حدوث السيول والفيضانات في مناطق ضمن إقليم كردستان”.
ونشرت الهيئة خريطة توضح أن “مناطق أربيل والسليمانية في إقليم كردستان ستستقبل كميات أمطار عالية، مما يعرضها لاحتمال السيول والفيضانات، فضلا عن مناطق في ديالى وكركوك”.
وبينت الهيئة أن “بداية التحذير سيكون فجر يوم غد الأحد، على أن ينتهي فجر الاثنين”.
كما رصدت خارطة اخرى “سحابة عملاقة تتجه نحو أجواء شمال العاصمة بغداد وصلاح الدين وكركوك وجنوب نينوى، فيما تدخل سحب رعدية أجواء صحراء السماوة جنوبا”.
وخلال السنوات الماضية تحرج مياه الأمطار الحكومات العراقية المتعاقبة، التي تفشل بالسيطرة عليها، ما يدفع إلى غرق غالبية شوارع العاصمة بغداد الرئيسية والفرعية، وسط اتهامات لكل هذه الحكومات بإهمال ملف الخدمات، بسبب سوء الإدارة والفساد.
وتشكل بغداد بحسب بيانات صادرة عن وزارة التخطيط أعلى المحافظات في عدد السكان حيث يقترب سكانها من 9 ملايين نسمة بنسبة مقدارها (21.3 %) من مجموع سكان العراق، في وقت، لم يطرأ أي تعديل أو إضافة على ملف الخدمات والبنى التحتية.
وشهدت الأعوام الماضية زيادة مطردة لعدد سكان العراق، لكنها لم تشهد مشروعات طرق وبنية تحتية تواكب هذه الزيادة، ليصبح غرق الشوارع والمنازل أثناء هطول الأمطار أمر معتاد عليه.
وتعاني بغداد من سوء الخدمات وغياب آليات التطوير وتردٍ كبير في أوضاع البنية التحتية في ظل غياب مشاريع الصيانة لعدة أعوام، حيث تملئ شوارع العاصمة الحفر والمطبات التي باتت تهدد سالكيها، إضافة إلى تدهور الأرصفة وانتشار النفايات والأسلاك الكهربائية الشائكة التي تشكل خطراً على حياة ساكنيها.
أقرأ ايضاً
- عمليات بغداد: المناطق التي تنتهي فيها عملية التعداد السكاني سيرفع عنها الحظر
- النزاهة تعلن الإيقاع بأربعة متهمين في قضية تهريب الذهب من مطار بغداد الدولي
- الاستخبارات العسكرية تطيح بعصابة تتاجر وتروج بالمخدرات والممنوعات في بغداد