تتوالى الوعود من قبل وزارة الكهرباء بشأن تحسين ساعات تجهيز الطاقة الكهربائية كل عام مع بداية فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، لامتصاص غضب الشارع الناقم على إدارة هذا الملف الشائك، فبعد إعلان الحكومة توجهها نحو المباشرة بتنفيذ مشروع لتدوير النفايات في توليد الطاقة الكهربائية، كشفت لجنة الكهرباء والطاقة النيابية، الأماكن التي سيشملها المشروع.
يشار إلى أن خمس حكومات متعاقبة قد تعهدت بمعالجة أزمة النفايات التي باتت مشكلة خطيرة تهدد حياة الكثير من العراقيين، إلا أنه لم يتم تحقيق أي شئ يذكر على أرض الواقع.
إذ ذكرت عضو اللجنة ذكرى الرديني، في حوار تلفزيوني، أن “المناطق التي ستزود بالطاقة الكهربائية من تلك المعامل هي القريبة على المحطة في منطقة النهروان جنوبي بغداد”.
وأضافت أن “حجم الطاقة المتوقعة عن توليد هذه المحطات يتراوح بين 80- 90 ميغاواط اعتماداً على المحتوى الحراري للنفايات”.
وأشارت الى أن “المعامل ستكون موردة لتعمل بتقنية الجيل الرابع فما فوق، وهي ذات تقنية حديثة معتمدة في العديد من الدول المتقدمة مثل اليابان وأوروبا والولايات المتحدة وتركيا والصين”.
ولفتت إلى أن اللجنة مع “تعميم التجربة على باقي المحافظات عند انطلاق المشروع ونجاحه، لما له من آثار إيجابية في تخفيف الأثر البيئي في المجتمع كونها طاقة نظيفة دون انبعاثات، وتغطي جزءاً من الطلب على الكهرباء”.
وتشكل النفايات في العراق واحدة من أبرز المخاطر التي تهدد صحة الإنسان والبيئة، في ظل انعدام مواقع الطمر الصحي وغياب طرق إعادة تدويرها بشكل صحيح، حيث يدفع العراق ثمنا باهظا لعدم قدرته على التعامل مع هذا الملف ما يضيف أزمة بيئية جديدة للبلاد، بعد التغير المناخي.
وينتج العراق 20 مليون طن يومياً من النفايات، فيما تفرز أمانة بغداد لوحدها 9 آلاف طن يومياً، وتعد هذه الكميات ثروة هائلة تنتظر الاستثمار من خلال إعادة تدويرها لإنتاج مواد جديدة قابلة للاستعمال، وفي الوقت نفسه المحافظة على البيئة وتوفير فرص عمل للعاطلين.
وتغطي النفايات مساحات كبيرة في مختلف المحافظات العراقية مما يجعلها عرضة للحرق من قبل المواطنين للتخلّص منها ومن الروائح الكريهة المنبعثة منها، الأمر الذي يتسبّب في تصاعد الأبخرة السامة في تلك المناطق، وبالتالي في اختناقات بين السكان.
وبلغ إجمالي كمية النفايات المرفوعة سنويًا في العراق في سنة 2023 حوالي 11 مليون طن، فيما يبلغ معدل المخلفات المتولدة من كل فرد في العراق 1.5 كغم يوميا. حسب احصائيات وزارة التخطيط.
وتتعرض أطنان من النفايات يوميا الى الطمر العشوائي وخصوصا في العاصمة بغداد، اذ يتم طمر جزء كبير منها يقدر بحوالي 30 ألف طن من النفايات الصلبة يوميا والمخلفات الطبية مما يعرض المواطنين الى الاضرار وملوثات بيئية وأمراض متعددة.
أما محافظات العراق فتعاني من تخصيص مساحات واسعة في معظم مناطقها لطمر النفايات، فيعمد سكان كثيرون إلى حرقها للتخلّص منها ومن الروائح الكريهة المنبعثة منها، الأمر الذي يتسبّب في تصاعد الأبخرة السامة في تلك المناطق، وبالتالي يتعرض السكان الى الاختناقات، وقد دفع ذلك كثيرين منهم إلى تقديم شكاوى أمام وزارة البيئة للمطالبة بتخليصهم من المكبّات الملوِّثة.
يذكر أن هناك العديد من مشاريع إنشاء معامل لإعادة تدوير النفايات وتحويلها إلى مواد صالحة للاستخدام، مثل الأسمدة أو فرز المواد الصلبة فيها، قد طرحت خلال الأعوام الماضية، لكن في العام 2014 وبسبب الأزمة المالية والحرب على تنظيم داعش توقفت أغلبها، ما دفع أمانة بغداد إلى طمرها بالطرق التقليدية.
أقرأ ايضاً
- مع تصاعد التوترات.. البرلمان يعقد "جلسة طارئة" لمناقشة التهديدات الإسرائيلية
- تركيا منفتحة على المبادرة العراقية للوساطة مع سوريا وتدعو لاجتماع ثلاثي
- الجامعة العربية ترحب بمذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت