استقبلت مؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام التابعة للعتبة الحينية المقدسة اعداد كبيرة من المرضى من مختلف المحافظات وخاصة من محافظات اقليم كردستان ونينوى صلاح الدين والانبار من المحتاجين الى العلاج بمادة "الليتيشيوم"، ووفرت لهم العلاج واغنتهم عن السفر الى خارج العراق وتحمل نفقات كبيرة.

اصابة متأخرة

وقال المهندس " سرمد سعدي" ابن المريض " سعدي عبد الحميد" القادم من محافظة اربيل للعلاج في مدينة كربلاء المقدسة لوكالة نون الخبرية ان" والدي يبلغ من العمر (76 عاما)، والكشف عن اصابته بورم البروستات كان متأخرا لتردده في مراجعة الطبيب بسبب الاحراج، ولم يستشر طبيبا الا بعد تأزم الحالة بداية عام (2023)، وهو امر وضعنا في مأزق لان الامراض السرطانية اهم ما يسهل علاجها هو الكشف المبكر، ووجدنا ان الورم متقدم وهو امر يجعله يتنشر ويصيب المناطق المحيطة بالبروستات، وتبين ان لديه اصابة بمنطقة عظام الحوض الملاصقة لغدد البروستات، وفي المرحلة الاولى خضع للعلاج الكيماوي في احد مستشفيات محافظة اربيل وكانت استجابته للعلاج جيدة مثلما كان متوقعا، والمتعارف عليه ان كل مريض بالسرطان يستفاد من الجرعات الاولى من العلاج وبعد اشهر يمر بمرحلة ثانية ويحدد مدى اصابته، وكان والدي وبحكم اصابته الماسة بعظام الحوض يحتاج بعد عام من العلاج الى علاج من نوع آخر، بعد خمس جلسات بالعلاج الكيمياوي ووصوله الى مرحلة عدم الاستفادة من العلاج".

الليتيشيوم
واضاف ان" الامر يتعلق بزيادة الاعراض الجانبية وقلة مقاومة الجسم وحيويته وانخفاض طاقته وزيادة عدد ساعات النوم، واوصى الاطباء نتيجة لحالته الخاصة بالاتجاه نحو العلاج بمادة "الليتيشيوم"، ومع وجود الفحص والتشخيص ولعدم توفر مادة "الليتيشيوم" في المستشفى الذي يتعالج به في محافظة اربيل، نصحنا مدير المستشفى في اربيل بمراجعة مؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام في محافظة كربلاء المقدسة لتوفر تلك المادة فيها، وجئنا قبل (45) يوما الى المؤسسة بعد التعرف على امكانات اطبائها واجهزتها المتطورة بدل السفر الى دول اخرى مجاورة وغيرها وانفاق اموال، وسيخضع اليوم الى تناول جرعة مادة "الليتيشيوم" وسيغادر بعدها بيوم واحد".

خدمات استثنائية

من جانبه اكد رئيس قسم الطب النووي في المؤسسة الدكتور ايسر ناجح خلف لوكالة نون الخبرية ان" الدعم اللامحدود من المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي وهيئة الصحة والتعليم الطبي جعل المركز منارة للطب النووي في العراق، ونستقبل المرضى من جميع المحافظات العراقية، وحاليا لدينا مرضى من الانبار واربيل والسليمانية ودهوك ونينوى وتكريت وباعداد كبيرة، ناهيك عن محافظات الوسط والجنوب مثل بغداد وبابل والنجف الاشرف وذي قار والبصرة، وقد استحدثت انواع جديدة من العلاجات لم تكن متوفرة بفضل الجهود العلمية الكبيرة التي يبذلها الملاك الطبي والتمريضي والفني والعلمي، وفي مقدمتها العلاج بالليتيشيوم المشع، الذي يعتبر بارقة امل لمرضى سرطان البروستات المنتشر وبعض الامراض الهرمونية العصبية التي لا تستجيب الى العلاجات الاخرى، ومعظم الخدمات المقدمة للمرضى تعتبر خدمات استثنائية واغلبها لا تتوفر في المراكز العلاجية المشابهة في العراق، وخصوصا العلاج بمادة "الليتيشيوم المشع" كونه نوع جديد من العلاج استخدم للمرة الاولى في العام (2016) في استراليا والمانيا وتطور ليصل الى معظم انحاء العالم، وتجرى عليه دراسات واحصاء عدد المرضى الذين تمت معالجته بواسطته وارتفاع الاعداد، وتمكنا من خلال الملاكات الطبية الخبيرة من توفيره في المؤسسة وجعله من انواع العلاج المتقدم بنتائج تضاهي ما موجود في العالم".

نسب عالية

واضاف ان " اخر احصائية لدينا اشارة الى علاج حوالي (30) مريض بواسطة (62) جرعة علاجية بمراحل مختلفة حيث يتضمن برامج العلاج اعطاء اربع جرع، ووجدنا ان الاستجابة الجزئية للمرضى لهذا العلاج وصلت الى حوالي (70) بالمئة وهو رقم ممتاز، لان الارقام العالمية لنسبة الاستجابة تصل الى (65) بالمئة"، مشيرا الى ان " توفير العلاج في هذا التوقيت والمكان دفع اغلب المرضى للاستغناء عن السفر الى الخارج وانفاق اموال طائلة لتلقي هذا العلاج الذي لم يكن متوفرا في العراق"، فضلا عن " الدعم المادي الذي تقدمه العتبة الحسينية المقدسة اثناء اطلاقها للمبادرات العلاجية المجانية التي شملت عشر جلسات لاعطاء الجرعات، وكذلك التخفيضات من نسبة اجور العلاج لحالات كثيرة لمواطنين من ذوي الدخل المحدود او الحالات الانسانية التي شملت الوجبة الثانية من الجرع بنسبة من (50 ــ 30) بالمئة من الاجور".

قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ علي فتح الله