كرم الامين العام للعتبة الحسينية المقدسة الدفعة الاولى من المتخرجين من الدورات التخصصية التي اقامتها هيئة التعليم التقني في العتبة المقدسة، مؤكدا الحاجة الى رأس المال البشري الذي يتبنى موضوع التنمية المستدامة وهو الربط بين الجانب العملي الميداني، ومشددا على الحاجة الماسة والفعلية لافتتاح جامعة تقنية تعنى بالتنمية المستدامة وتوفير الملاكات الوسطى .

وقال الامين العام للعتبة الحسينية المقدسة الاستاذ حسن رشيد العبايجي في كلمة خلال لقائه بالملاكات التدريسية والمتخرجين وحضرتها وكالة نون الخبرية ان" هيئة التعليم التقني من المؤسسات التي اقرت حديثا، بعد دراسة هيكلتها وتمت الموافقة على استحداثها من قبل الادارة العليا للامانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة، بعد ان وجدت ان هناك حاجة ماسة وفعلية لافتتاح جامعة تقنية تعنى بالتنمية المستدامة وتوفير الملاكات الوسطى، لان الكثير من الدول المتقدمة في العالم كانت تعتمد على رأس المال البشري، اي الموارد البشرية مع انها لا تمتلك موارد طبيعية مثل النفط، بل حتى الزراعة لديها محدودة، والان اصبحت من الدول المتقدمة بل اولى الدول في مجال تقنية المعلومات، ومن هذه الدول هي فنلندا التي اصبح لديها نظام حوكمة متكامل، وباتت تصدر تقنية المعلومات الى العالم، وكذلك كوريا الجنوبية التي اعتمدت على رأس المال البشري في تنمية اعمالها ونشاطاتها ومشاريعها، ولديها الان منشئات صناعية متطورة في مجال صناعة السيارات والقاطرات وغيرها وتنافس دول كبرى".

واضاف العبايجي ان" العراق مر ما بين الحروب العبثية والحصار وغيرها من الظروف، واصبحت فيه الملاكات الوسطى ضئيلة وغير مشجعة بسبب عدم وجود فرص عمل داخل العراق وعدم وجود تخطيط، وبسبب الاوضاع التي تغيرت في البلد، اما الان فنحن بأمس الحاجة الى رأس المال البشري الذي يتبنى موضوع التنمية المستدامة وهو الربط بين الجانب العملي الميداني، لذلك تتبنى الان هيئة التعليم التقني دورات تدريبية كثيرة، بدأً من المنتسبين على مستوى شهادات عليا، وكذلك العاملين المهنيين في المشاريع التقنية سواء الصيانة او الهندسية لتطوير مهاراتهم في الذكاء الصناعي او غيره، وهي دورات تدريبية متقدمة نثمنها لأهميتها للنهوض بمشاريع كثيرة في العراق، لذلك نحن نبارك لكم اشتراككم في هذه الدورات التدريبية ونجاحكم واجتيازها، وفي نفس الوقت نتمنى ترجمة هذه الدورات الى جانب عملي".

واوضح ان "العتبة الحسينية فيها حلقات كثيرة اصبحت تشكل روتين او ترهل وتضخم في بعض المفاصل، ونحتاج الى ادخال تقنية لغرض اختزال هذه الحلقات والروتين والترهل والوصول بخدماتنا ومنتجاتنا واعمالنا لمستوى يرتقي الى مصاف الدول الكبرى وهو امر ليس بعيد عنا"، لاسيما ان "العتبة الحسينية تبنت مشاريع غير متوقعة وليست من اختصاصها، لكن بعد ان وجدت ان لها حاجة فعلية وفيها حاجة ماسة للمواطن دخلت فيها، مثل مشروع معالجة الامراض الخبيثة او السرطانية الذي دخلنا فيه وكنا قلقين جدا، ولكننا اقتحمنا هذا الباب ووصلنا فيه الى نتائج مبهرة ادت الى تقديم افضل الخدمات الطبية للمواطنين، وخلاصة القول ان الهدف من اقامة هذه الدورات لغرض ادامة التنمية المستدامة والنهوض بمفاصل الخدمات في بلدنا".

قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي