اكد احد المشاركين في المؤتمر الثاني للحد من التطرف والارهاب الذي اقامته العتبة الحسينية المقدسة تحت شعار (التطرف والارهاب تهديد للسلم المجتمعي)، ان الارهاب والتكفير ازيح كجرائم، وبقي على المجتمع ان يدرس كيف يجفف منابع التكفير؟، وكيف يصل مع جميع ابنائه في الجامعات والكليات والمعاهد والمدارس والمراكز البحثية الى رؤية استراتيجية لصناعة الامن المستقر، وصناعة الاقتصاد الواعد للبلد، وسفينة نجاة لكل مجتمعنا، بعيدا عن التخندق الطائفي والمذهبي والتخندق في الرؤى الفرعية.
وقال عضو مجلس الاوقاف الاعلى والمديرية العامة لمكافحة الارهاب الفكري الشيخ الدكتور محمـد النوري في تصريح لوكالة نون الخبرية ان" اي حضارة من الحضارات التي يفتخر بها، تعتبر حضارة بنيت على مقومات علمية وثقافية وفكرية عالية المستوى، والحضارة العراقية هي من الحضارات التي علمت الانسانية جميعا الاستراتيجية في بناء المعرفة، وهي اول حضارة بدأت بكتابة الحرف، وحضارة بهذا المستوى لا يمكن ان تنحرف عن جادة الصواب، وان حصل الانحراف ترى هذه الحضارة تسارع الى تقويم نفسها واعادة ابنائها الى جادة الصواب والطريق المستقيم والصراط القويم، ونحن في العراق ضربنا بموجة كبيرة من التطرف والتكفير، وانتهت هذه الموجة بجرائم قتل وابادة ومفخخات وضرب الجسور والجامعات والبنى التحتية، وقدم العراقيين قرابين كبيرة جدا من عام (2003) الى عام (2014)".
واضاف النوري" لكن عندما هب العراقيين جميعا ووقفوا وقفة جادة متمثلة بجميع صنوف القوى الامنية في الدفاع والداخلية والحشد الشعبي تقودهم فتوى الجهاد الكفائي التي اطلقها المرجع الديني السيد علي السيستاني ووقفات المجالس العلمائية السنية والشيعية ومن باقي الطوائف، فأزيح الارهاب والتكفير كجرائم، وبقي على المجتمع ان يدرس كيف يجفف منابع التكفير؟، وكيف يصل مع جميع ابنائه في الجامعات والكليات والمعاهد والمدارس والمراكز البحثية الى رؤية استراتيجية لصناعة الامن المستقر، وصناعة الاقتصاد الواعد للبلد، وسفينة نجاة لكل مجتمعنا، بعيدا عن التخندق الطائفي والمذهبي والتخندق في الرؤى الفرعية، ولابد من ايجاد رؤيا استراتيجية تجمع الجميع، وهذا لا يمكن ان يحصل الا اذا توجهنا التوجهات الفكرية والثقافية والمنطلقات الواعدة الكبرى، لصناعة الامن والاستقرار لامتنا، وبلدنا، ومجتمعنا، ومثل هذه المؤتمرات التي تقيمها العتبة الحسينية المقدسة لها رسائل متعددة، الرسالة الاولى هي رسالة تحفيزية الى الجامعات والكليات والمعاهد واصحاب الفكر والمؤسسات الامنية والثقافية والفكرية، على ان تعمل جاهدة لصناعة الامن الحقيقي المنطلق من فكر سليم، لان الانطلاق من مقومات ومبادئ وفكر سليم حتما سيوصلنا الى نتائج سليمة وقويمة وعظيمة جدا، والرسالة الثانية موجهة للمجتمعات الدولية ان التجربة العراقية اصبحت واعدة وكبيرة وعظيمة ولا تقف عند حدود القوات الامنية، وانما تذهب الى صناعة الافكار السليمة، وتحافظ على مقومات المجتمع العراقي من خلال وزارات التعليم العالي والتربية والثقافة والرياضة والعتبات المقدسة وجميع المراكز البحثية في العراق، وعقد مثل هذه المؤتمرات تبث الطاقة الايجابية في المجتمع العراقي وتعطي زخم كبير على اننا لا زلنا من المقاومين والواقفين والمساندين والبناة لكي يصل مجتمعنا الى التماسك، ونجعل بلدنا مزدهر، وفيه مجتمع نفتخر به بين جميع المجتمعات".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
أقرأ ايضاً
- 350 صاروخا على إسرائيل
- في السيدة زينب بسوريا :العتبة الحسينية توزع ملابس وعربات ذوي الاحتياجات الخاصة على اللبنانيين
- تركيا منفتحة على المبادرة العراقية للوساطة مع سوريا وتدعو لاجتماع ثلاثي