بناية ثانوية الاصمعي للبنات التي تتربع احدى مناطق حي الشعب شمالي بغداد وتحيطها من كل الجهات بيوت ومحال، تدرس فيها مئات الطالبات وبدوامين احدهما للمتوسطة والآخر للثانوية، ويشكو اهالي الطالبات حالهن لان هذه المدرسة شملتها وزارة التربية بالصيانة حالها حال الكثير من المدارس، لكن تلك العمليات بدأت بعد ان دخل الموسم الدراسي اشهره الاولى، ونفذ جزء من المنهاج الدراسي وخاضت الطالبات الامتحانات الشهرية بشهرها الثاني، فأزيل سياج المدرسي الخارجي بالكامل وقطعت المياه عن المجاميع الصحية الخاصة بالطالبات، فاصبحن عرضة للتحرش من الشباب الذي يتجمع كالذباب قبل ازالة السياج وزاد عددهم الان وفرض على الطالبات عدم شرب الماء او تناول الطعام قبل الدوام وخلاله لكي لا يضطررن لاستخدام الصحيات، وهي مشكلة كبيرة، لا يعرفن متى تحل.
معاناة يومية
تشرح الطالبة (ج ك) معاناتها ومعاناة زميلاتها لوكالة نون الخبرية بالقول انا" احدى طالبات ثانوية الاصمعي للبنات في منطقة حي الشعب بالعاصمة بغداد ادرس فيها منذ اربع سنوات، وفي عامي الاول كانت فقط مدرسة متوسطة للبنات وفي السنة التالية اضيف لنا الصف الرابع الاعدادي وبعدها الصف الخامس الاعدادي وهذا العام التحق بنا الصف السادس الاعدادي، فاصبحت اعداد الطالبات كبيرة جدا ووصل عدد طالبات كل صف الى (70) طالبة، عدا اللواتي تركن الدراسة هذا العام، وبدأت منذ بداية العام الدراسي عمليات تهديم وازالة الجدار الخارجي وعمليات الصيانة، وفي ذلك الوقت ولكثافة اعداد الطالبات وبدأ عمليات الصيانة في الصفوف وصعوبة توفير امكنة للامتحانات، كانت الادارة تمنح احد الصفوف استراحة لاجراء الامتحانات، ومنعت طالبات الصفوف غير المنتهية من الدوام في ايام محددة، وسمح لطالبات صفي الثالث المتوسط والسادس الاعدادي بالدوام المستمر كونهم صفوف منتهية ويمتحنون بكالوريا، مع العلم ان ادارة المدرسة والهيئة التدريسية من افضل ما يكون في تعاملهم وتدريسهم ورعايتهم، ومعاناتنا اليومية ان المدرسة اصبحت بلا سياج وحاليا بدأت عمليات بناء السياج ببطأ شديد، والمجموعات الصحية الخاصة بالطالبات قطع عنها الماء ولا يسمح لنا باستخدامها او الذهاب اليها، لانها تقع في ساحة المدرسة، ولخوف المدرسات على الطالبات من الذهاب، لان المدرسة بلا سياج ويمكن لاي شخص ان يدخل اليها، ناهيك عن وجود عمال البناء في الساحة وقرب الحمامات، فنضطر احيانا الى استخدام المجموعات الصحية الخاصة بالهيئة التدريسية، الا اننا منعنا ايضا لان اعدادها قليلة وبالكاد تسد حاجة اعداد الهيئة التدريسية، والسياج بدأ العمل فيه الان وباجزاء منه ولم يكتمل والساحة ايضا مشغولة باعمال البناء، ولازال الخطر قائم علينا، واساس مشكلتنا ان امر صيانة المدرسة صدر و(حسب ما نقل لنا) من وزارة التربية في هذا الوقت وكان من المفترض ان يكون في العطلة الصيفية".
نقل من المدرسة
عائلة اخرى تشرح معاناة ابنتها والاضطرار الى نقلها الى مدرسة اخرى وتقول "ام مصطفى" لوكالة نون الخبرية ان" اجراء عمليات الصيانة في ذروة بداية الموسم هو خطأ كبير، حيث اغلقت المجموعات الصحية على الطالبات واوصت الادارة جميع الطالبات بعدم شرب الماء او تناول الطعام خلال الدوام او قبله، لعدم الاضطرار الى الذهاب للمجموعات الصحية، وهو امر صعب جدا، لان الطالبات يقضين حوال سبع ساعات في الدراسة ولابد لهن من تناول الشراب والطعام، واصبحت الكثير من الطالبت تعاني من هذا الامر، ناهيك عن اغلاق كل منافذ المدرسة على الساحة والتي يعمل فيها عمال البناء، وكذلك ازلة السياج من مدة حيث اصبحت المدرسة يسهل الدخول لها من قبل الاشخاص او الكلاب او الحيوانات، وقطع الماء عن المجموعات الصحية حتى لا تستخدم من الطالبات التي باتت اعدادهن كبيرة جدا، بعد افتتاح صفوف الاعدادية الرابع والخامس والسادس، وكما تنقل لي ابنتي ان بعض الطالبات اصبحن يعانين من الآم في المثانة، او المعدة نتيجة احتقان المثانة او الجوع الشديد، وهو ما اثر على مستواهن الدراسي، وقد اضطررت ان انقل ابنتي الى مدرسة اخرى ، ورغم انها بعيدة عن بيتنا وتضطر الى عبور شوارع رئيسة الا اني حاولت ان انهي معاناتها اليومية، وحسب ما علمنا ان مدارس اخرى تجري فيها عمليات الصيانة خلال الموسم الدراسي، وهو امر لابد ان تلتفت له وزارة التربية والحكومة، لان فيه ضرر على الطلبة والطالبات".
قاسم الحلفي ــ بغداد
أقرأ ايضاً
- توجيه للسوداني قد يجد لها حلا :مناطق البستنة في كربلاء يعجز الجميع عن بناء مدارس لابنائها الطلبة فيها
- جاء من ديترويت الى كربلاء المقدسة.. طبيب اميركي تطوع لعلاج زوار الامام الحسين في الاربعينية
- تعرضوا للقتل والتشريد :عائلات موصلية تقيم موكبا حسينيا لخدمة زاور الاربعينية في كربلاء