في مثل تلك الأيام من العام الماضي فقد الشيخ حيدر علي الزيداوي ابنائه الاربعة دفعة واحدة وبلحظة موت جارف بصعقة كهربائية وهم يحاولون نشر سجادة موكب حسيني للشروع بالخدمة الحسينية واستقبال المئات من القادمين سيرا على الاقدام سنويا في محافظة البصرة والقاصدين احياء شعيرة زيارة اربعينية الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء المقدسة، وبرمشة عين ضاع من بين يديه رقية (17) عاما وزينب (15) عاما وليث (14) عاما وحسن (10) سنوات، وبينما كان يملأ نظره من رؤية وروده الاربعة في اركان بيته اصبح البيت جدران وأم ثكلى، ولكن تحقق له ما قاله له رجل الدين الذي اتصل به من النجف الاشرف ردا على تساؤل (الشيخ ابو ليث) هل هذا عقاب لي من الله، فرد عليه "ان الحسين اعطى لله كل شيء فاعطاه الله كل شيء، فانتظر عطايا الله"، وفعلا كان له من الكرامات والمعجزات ما يستحق على صبره على البلاء وفقد الاحبة والاستمرار بخدمة سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين (عليه السلام).
رؤيا وكرامة
يقول الشيخ حيدر علي الزيداوي في حديث لوكالة نون الخبرية، التي التقته في الذكرى السنوية الاولى لاستشهاد اولاده الاربعة خلال الخدمة الحسينية، ان "فقد الولد صعب جدا، كما قال الإمام الحسين (عليه السلام) عندما استشهد ولده علي الاكبر(عليه السلام) "ولدي من بعدك على الدنيا العفى"، وانا اصبحت عندي عقيدة ان من يموت ابنه لابد ان يموت بعد افضل له من الفراق المر والكل يشاطرني هذا الرأي فكيف اذا كانت يد المنون تقطف كل ابنائه دفعة واحدة وبرمشة عين، لكن بلسم اي مصاب هو مصيبة الإمام الحسين (عليه السلام) ونحن نقول يذهب العزيز الى الاعز ولا شيء عندنا اعز من ابي عبد الله الحسين (عليه السلام)، وما جعلني اقف على قدمي من جديد واباشر حياتي الخاصة وعملي في الخدمة الحسينية هو ابو عبد الله الإمام الحسين (عليه السلام) ، وانا اصبحت دائم الشكر للإمام الحسين (عليه السلام) واخاطبه بالقول "جعلتني ارى واعرف لوعتك على فقد ابنائك واحبابك".
واضاف، ان "الحسين اعطاني كرامات من حيث الاهتمام الكبير والواسع الذي حظيت به من العتبة الحسينية المقدسة والناس عموما والمقربين والكل تسعى لتخفيف المي وحزني على فقد ابنائي، وقد حصلت معي امور اعتبرها كرامات او اعجاز، حيث اني قررت بعد الفاجعة ان ابيع البيت دون علم اهلي واخوتي حتى لا يمنعوني من البيع ولم يكن يعلم بالبيع غيري والمشتري وسمسار العقارات الذي حصلت فيه الحادثة المؤلمة لاني لم اعد استطع ان ارى حيطانه وابوابه وغرفه وحاجيات ابنائي لان ذكراهم تمزق قلبي، وجائني شخص بعد تسعة ايام من حادثة وفاة ابنائي لا اعرفه ولكنه يشبه الشهيد ابو تحسين الصالحي "قناص الدواعش" وكان وفد من العتبة الحسينية المقدسة جاء ليطمئن علي جالسين عندي فقال لي هذا الشخص (ابو ليث اني اداوم بالحشد الشعبي ولا اعرفك ولا تعرفني ولكن يشهد الله البارحة شفت السيدة الطاهرة ام البنين (عليها السلام) وتكول سلملي على ابو ليث وكله لا تبيع البيع لان راح يصير مزار للزوار واولاده الاربعة يمي)، واصبح الحال عندي ايقاف عملية البيع لان امر واجب التنفيذ حبا بالسيدة الطاهرة ام البنين فانبرى اعضاء الوفد القادم من العتبة لايصال تلك الرؤيا والحال الى سماحة المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي فاصدر امرا بان يتغير جنس البيت من دار سكني الى حسينية فكان ما قرره الشيخ المتولي الشرعي امرا واقعا خلال اشهر وبينت الحسينية واسميناها حسينية شهداء الخدمة الحسينية ومضيف ام البنين واستقبلت يوم الاربعاء الماضي اول وجبة من الزائرين القاصدين للسير الى كربلاء المقدسة واعيد تقديم الخدمة الحسينية فيه وصار البيت هو بيت الله وبيت الحسين (عليه السلام)، وافتخر ان احد المراجع الكرام سالني يوما عن سر صمودي وعدم انهياري فكان جوابي انا اريد ان اثبت للجميع ان اتباع الحسين (عليه السلام) لا يحيدون عن عبارة "يا ليتنا كنا معكم" مهما بذلوا من التضحيات".
وعن معجزة ولده (عباس) الذي رزق به بعد الحادث اجاب الزيداوي، انه "جاء بكرامة لان الولد الخامس لي توفى باسقاط الحمل وحتى الطبيبة المختصة تعلم بهذا الامر، ويكن بعد عشر ايام من الحادث تدهورت حالة زوجتي الصحية وارسلناها الى المستشفى فارسلت علي الطبيبة تطلبني واخبرتني ان هناك امرا غريبا حصل لا علميا يمكن ان يحصل ولا بالمنطق الا بامر رباني، لان وجدت ان زوجتك حامل بالشهر الثالث وانا من اسقطت الجنين الميت على يدي، وان الجنين هو ولد بالرغم من صعوبة تحديد جنس الطفل في بطن امه في الشهر الثالث، فارسلتني الى فحص سونار جديد للتأكد من التشخيص وثبت انه ولد، فقلت لها ان الذي يقدم لله بثواب الإمام الحسين (عليه السلام) يعطيه الله وهذا الامر ليس غريبا لانه عطاء الله، وسنبقى خدما لابي الشهداء بنوايا صادقة اجيالا بعد اجيال".
العتبة المقدسة حاضرة
وفد قدم من كربلاء المقدسة الى البصرة الفيحاء ليواسي الاب المفجوع بذكرى مرور سنة على استشهادهم يتقدمه مستشار الامين العام للعتبة الحسينية المقدسة الحاج فاضل عوز الذي قال لوكالة نون الخبرية، ان "الباري عز وجل قال" وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون، اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون" فقد حضر وفد العتبة الحسينية المقدسة اليوم لافتتاح حسينية شهداء الخدمة الحسينية ومضيف ام البنين الذي كان سابقا دارا للشيخ (ابو ليث الزيداوي) وبعد استشهاد اولاده الاربعة (ليث وحسن وزينب ورقية) في هذه الدار اثناء استقبالهم لزوار سيد الشهداء وخدمتهم اثناء سيرهم الى مدينة كربلاء المقدسة في الزيارات المليونية التي تشارك بها جموع حاشدة من اهالي البصرة في كل عام، ولاحظنا من بعد استشهاد الابناء الاربعة ان والدهم لديه حب كبير للامام الحسين (عليه السلام) واهل البيت وايمان بعقيدة بقضية ابي عبد الله واثناء الحادث المؤلم والمفجع كان له موقف مشرف لانه قدم تلك القرابين لله سبحانه وتعالى من اجل خدمة سيد الشهداء وهي مصيبة كبيرة ولولا ارتباطها بالقضية الحسينية وخدمة زوار سيد الشهداء لكانت المصيبة عظيمة على هذا الاب المفجوع، ولكن هذا الحدث دفع العتبة الحسينية المقدسة للتواصل مع الشيخ (ابو ليث) منذ بداية الحادث ومجلس العزاء الذي اقامه قبل عام وكذلك العتبة العباسية المقدسة تتواصل معه، ونعتز بتلك الشخصية كونها تملك من العطاء لله بمستوى كبير ومشرف، وكانت توجيهات المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة وتواصله مع اهالي البصرة الكرام ومع الشيخ (ابو ليث) ونتج عنه تحويل داره الى حسينية لاستقبال الزائرين وتقديم الخدمة الحسينية وندعوا الله ان يتقبل تلك الخدمة وما سبقها من قرابين وليكون قدوة لغيره من المؤمنين".
قاسم الحلفي ــ البصرة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- يجريها فريق طبي عالمي مكون من (24) متخصص.. قلب الطفل "ايمن" من كركوك يعالج في مستشفى زين العابدين الجراحي
- لرعاية النازحين :العتبة الحسينية تفتتح مركز رعاية صحية في مستوصف الرسول الاكرم في لبنان(فيديو)
- اسكنوا اعداد اضافية وقدموا خدمات :اصحاب فناق سوريون يثمنون مبادرات العتبة الحسينية ويتعاونون معها