في الخامس من تشرين الثاني من العام 2012 وضع وزير التعليم العالي الاسبق علي الاديب حجر الاساس لمشروع مستشفى كربلاء الجامعي بسعة 600 سرير وهو مشروع تمريضي تعليمي اقتصادي عالمي يسهم في تشغيل آلاف الايدي العاملة خلال تنفيذه وآلاف اخرى بعد تشغيله، وبوشر العمل به وانهيت عمليات كثيرة في البنى التحتية، وتوقف العمل به خلال الحرب ضد الارهاب، وانتهت الحرب وحالة التقشف وعادت الموازنة واطلقت التخصيصات الا ان وزارة التخطيط تصر الى الان وبعد سبع سنوات على توقف المشروع على عدم اطلاق التخصيصات بحجج غير مقنعة، مناشدات كثيرة رفعها اهالي كربلاء وجامعتها الى نواب كربلاء ومجلس الوزارء باطلاق التخصيصات واكمال هذا المشروع الطبي العالمي.
سبب الايقاف
مدير قسم الاعمار والمشاريع في جامعة كربلاء الدكتور ايمن جميل كاظم السعد تحدث لوكالة نون الخبرية، بقوله "توقف المشروع في بداية العام 2015 خلال الحرب ضد عصابات داعش الارهابية بعدما فرضت الحكومة التقشف العام على الانفاق الحكومي، بناء على قرار مجلس الوزراء المرقم (347) الذي يحتوي على فقرات منها ان يتوقف المشروع ويتم الحل بالتراضي بين الطرفين المنفذ والمستفيد او يتم تجميده لحين توفر الرصيد المالي ومن ثم يتم اكماله بناء على رغبة الشركة المنفذة، ولدينا مشاريع توقفت واتفق على حلها بالتراضي مثل مشروع الاقسام الداخلية للبنات، واحيل المشروع من جديد على شركة جديدة والعمل مستمر به، اما مشروع مستشفى كربلاء الجامعي وهو واحد من ثلاثة مشاريع مستشفيات كان من المقرر ان تنفذ في بغداد وكربلاء ونينوى ففيه حالة خاصة تتضمن الانجاز الكامل (تسليم مفتاح) ويقصد به اكمال المشروع بالتصميم والبناء والتسليم دفعة واحدة واحيل على شركتي البعد الرابع والبناء المركزي بتكلفة اجمالية مقدارها 245 مليار دينار، وهو ضمن خطة مشاريع الوزارة الاستثمارية ومدرج في خطة وزارة التخطيط ورصدت له التخصيصات، لكن الذي يجب معرفته ان وزارة التخطيط لا تسلم مبلغ المشروع كاملا الى الوزارة المستفيدة بل تطلق جزء بسيط من المبلغ كدفعة اولى، وثم تمنح دفعات اخرى تسدد على مراحل وعلى قدر نسب الانجاز، وتم تجميد المشروع في العام 2015 واوصى مجلس الوزراء باكماله لحين انتهاء اسباب الايقاف".
مبلغ مخجل
السعد اكد، ان "العام الماضي اقرت الموازنة العامة واطلقت التخصيصات لكن وزارة التخطيط منحتنا مبلغا مخجلا لا يسد حاجة امور صغيرة في هذا المشروع الذي يتكون من 600 سرير وفيه 11 مركزا بحثيا وهو يضم مختلف الاختصاصات الطبية وفيه 14 طبقة ومكون من برجين ومساحته الكلية 92 الف متر مربع وحاليا انجزت فيها 1145 ركيزة تدخل في عمق باطن الارض من (25 ــ 30) متر، وفيه ثلاث مباني للسكن هي سكن الاطباء العزاب وسكن للممرضين والممرضات وسكن للاطباء المتزوجين، واكملت ركائزها وعددها 400 ركيزة ونفذت اجزاء من البنى التحيتة وشملت اعمدتها والتسليك والمجاري والجدار الساند ومكونة من ثلاث طبقات، اما مبنى المستشفى الجامعي فانهينا بناء الركائز وباشرنا بعملية تهذيب رأس الركائز وعملية صب طبقة تسوية الاسس فتوقف عندها المشروع بنسبة انجاز بلغت 14 بالمئة، وستلزم الحكومة بدفع مبالغ الاندثارات بعد تقييمها من قبل لجنة مختصة".
مخاطبات ومناشدات
ويستمر مدير قسم المشاريع بتوضيح اسباب عدم المباشرة بتنفيذ المشروع بقوله "عندما عادت الامور الى مجاريها باشرنا بمخاطبات كثيرة الى وزارة التعليم العالي ومنها الى وزارة التخطيط وحضرنا اجتماعات عدة طالبنا بها باعادة تنفيذ المشروع واطلاق التخصيصات له بما يوازي حجم المشروع، ولكن وزارة التخطيط لم تحل هذا الامر بحجة ان مبالغ المشروع كبيرة ولا يمكن توفيرها، ونحن نناشد مجلس الوزراء وكل نواب كربلاء الى اتخاذ قرار ملزم ووقفة جادة لاطلاق تخصيصات المشروع، كونه مشروع عملاق ويخدم الاقتصاد العراقي حيث يسهم خلال فترة انجازه بتشغيل الاف الايدي العاملة ولمدة ثلاث سنوات وكذلك يشغل الاف الايدي العاملة من المهن الطبية والادارية والخدمية بعد انجازه كونه يضم 16 صالة عمليات جراحية ومن جميع الاختصاصات وصمم وفق مواصفات عالمية من قبل شركة (اربتك جوردانا) والمصصم المعاماري من بريطانيا والمدقق اميركي الجنسية".
هدر الملاكات الطبية
وبين السعد، انه "في المستشفى منظومات تقنية وفنية حديثة جدا، ويضم 11 مركزا بحثيا يمكن الطلبة من اكمال بحوثهم في امراض الدم والسرطان والغدد والكبد وغيرها حيث يجد كل تجهيزات البحوث المطلوبة، كما انها مرتبطة بالمستشفى وهو ما يجعل دراسة الطب نظريا وعمليا في صالات وردهات المستشفى بوقت واحد، وفيه بناية تعليمية مكونة من خمس طبقات تضم قاعات مؤتمرات مرتبطة بانظمة البث المباشر والتواصل مع الجامعات العالمية عبر دوائر تلفزيونية مغلقة"، مشيرا الى موضوع مهم وهو، ان "الجامعة خرّجت خلال السنوات العشرة الماضية المئات من طلبة كليات الطب والصيدلة وطب الاسنان والادارة والتمريض كان يمكن ان يكونوا الان في هذا المستشفى ويقدمون الخدمات الطبية لاهالي محافظات الفرات الاوسط والجنوب لان سعة المستشفى عالية جدا وهو مشروع متعدد الفوائد".
ووضع وزير التعليم الاسبق علي الأديب حجر الأساس لمستشفى جامعة كربلاء الذي تبلغ سعته 600 سرير في بداية تشرين الثاني عام 2012 معلنا أن المستشفى سيضم 11 مركز تخصصي وفق احدث المواصفات العالمية.
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- يجريها فريق طبي عالمي مكون من (24) متخصص.. قلب الطفل "ايمن" من كركوك يعالج في مستشفى زين العابدين الجراحي
- توجيه للسوداني قد يجد لها حلا :مناطق البستنة في كربلاء يعجز الجميع عن بناء مدارس لابنائها الطلبة فيها
- جاء من ديترويت الى كربلاء المقدسة.. طبيب اميركي تطوع لعلاج زوار الامام الحسين في الاربعينية