- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
انفصاليون وسيستنزفوا العراق لحين انفصالهم ..
حجم النص
بقلم أياد السماوي
بعد ساعات من رسالة رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني إلى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بشأن المتعلقات المالية بين بغداد وأربيل , صرّح المتحدث بإسم مجلس الوزراء حسن ناظم يوم أمس الخميس أنّ ( هنالك جهودا حثيثة من أجل تذليل وإزالة كافة العوائق أمام حل المشاكل بين بغداد وأربيل , وأنّ العمل متواصل من قبل الحكومة والبرلمان وأنا متفائل بشأن العلاقات بين الإقليم والحكومة الاتحادية , وأنّ المحاولات الخاصة بحل مستّحقات الإقليم المالية والرواتب خاصة ستلقى النجاح قريبا ) .. وكان مسرور بارزان قد تحدّث في رسالته إلى الكاظمي عن السبل الدستورية لحل الخلافات العالقة والتأكيد على مبادئ الشراكة والتوافق والتوازن واستعداد الإقليم الدائم لتسوية تلك المشاكل .. وقبل الرّد على تصريح المتحدّث بإسم مجلس الوزراء حسن ناظم , أودّ أن انقل للقارئ الكريم هذه القصة من التاريخ والتي حدثت قبل 83 عاما ..
يروي المرحوم ناجي شوكت أحد رؤوساء الوزراء السابقين في العهد الملكي في مذكراته , أنّه سافر عام 1937 وكان حينها وزيرا للعدلية برفقة وزير خارجية العراق المرحوم نوري سعيد إلى تركيا لتعزيز العلاقات , يقول ناجي شوكت .. اجتمعنا صباحا مع كمال أتا تورك رئيس الجمهورية التركية ومن ثمّ مع عصمت إينونو رئيس الوزراء , ثمّ عدنا إلى الفندق وتناولنا الغداء وبعد ذلك صعد كلّ واحد منّا إلى غرفته لغرض الراحة .. يقول ناجي شوكت نزلت عصرا إلى ردهة الفندق وسألت موظف الاستعلامات عن نوري السعيد فأخبرني إنّه حالما صعد إلى غرفته أبدل ملابسه وخرج من الفندق ولا يعلم إلى أين ذهب , يقول انتظرته إلى أن عاد ليلا وسألته أين كان , فقال كنت عند كمال أتا تورك وعصمت إينونو , فقلت له ألم نجتمع معهم صباحا ؟ قال نعم ولكن خطر في بالي مشروع وذهبت لأعرضه عليهم , قلت منك هذا المشروع أم من جلالة الملك ؟ فقال لا مني , قلت وما هو المشروع ؟ قال بموجب معاهدة لوزان فإنّ مصير سوريا يقرّره ثلاثة دول هي بريطانيا وفرنسا وتركيا , وقد عرضت على أتا تورك أن يضمّ سوريا إلى العراق مقابل أن يعطيه لوائي السليمانية وأربيل فرفض , ثمّ ذهبت إلى عصمت إينونو محاولا إقناعه ورفض كذلك .. فقلت له وما الدافع لهذا المشروع ؟ قال نوري السعيد رحمه الله ( لأنّ الأكراد انفصاليين وسيستنزفون العراق لحين انفصالهم ) .. رحم الله ناجي شوكت ونوري السعيد وغفر الله لهم ..
العبرة من هذه القصة .. أنّكم يا جناب المتحدّث بإسم مجلس الوزراء .. تستنزفون أموال الشعب العراقي مع حكومة انفصالية لا تؤمن قط بوحدة العراق , ولا يعنيها أبدا مستقبل الشعب العراقي .. وما تتحدّثون به إلى الرأي العام العراقي هو الخيانة العظمى بعينها .. كفاكم استهتارا بأموال هذا الشعب , واعلموا أنّ الشعب العراقي لن يغفر لكم ويرحمكم ..
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!