دعا ممثل المرجعية الدينية العليا السيد احمد الصافي (المسؤولين في الدولة العراقية) إلى (الحضور لمدينة كربلاء المقدسة والالتقاء بالمواطنين العراقيين لسماع همومهم ومحاولة حلها فهم قد توافدوا بالملايين عليها وشكلوا فيها عراقا مصغرا ففيها ترى إبن الموصل والبصرة وكركوك وأربيل والكوت والعمارة والناصرية وبغداد والأنبار وديالى وغيرها من مدن العراق) جاء ذلك في خطبته لصلاة الجمعة الموافق 22/2/2008م.
مضيفا (أن الشعب بطبيعته وبفكره الجمعي لا يكذب في وصفه لحقائق الأرض لعدم وجود مصلحة لديه في ذلك لذا فإن على المسؤولين أن يعرفوا حقائق ما يجري في وزاراتهم ودوائرها من هذا الشعب لا من غيره سواء كانت عن طريق تقارير أو دراسات لواقع تلك الدوائر لاحتمالية أن لا تكون تلك الدراسات معبرة عن الواقع - بل هي في أغلب الأحيان كذلك - لذا فإن نزول المسؤول إلى الواقع الميداني يكفل له معرفته لهذا الواقع عن كثب وبالتالي وضع الحلول الناجعة لمشاكله) مبينا أنه (قد طلب ذلك الأمر مرارا وتكرارا وهو يعيده الآن لإسماع من لم يكن قد سمعه من قبل من المسؤولين ولتلقى عليهم وعلى من سمعوا من قبل الحجة كاملة ولأن فرصة تطبيق ذلك موجودة الآن ما دامت هذه الجموع الغفيرة موجودة في كربلاء المقدسة).
وطالب كافة وزراء الحكومة ومسؤوليها بانتهاز هذه الفرصة.
وبين السيد الصافي (أعتقد أن بعض المشاكل التي نعاني منها كشعب الآن ليست بسبب حكومة مفروضة علينا - كما في السابق - لأن الإنتخابات وصناعة دستورنا بأيدينا قد حسم كون أن هذه الحكومة شرعية ومستمدة من الشعب لا مسلطة عليه، بل أن الشعب العراقي قد بذل وأعطى كل ما لديه من جهد ومال ونفس - ومازال كذلك - وهو ينتظر أن يبادله المسؤولون هذا العطاء ليعرف أنهم أهلا لما وضعوا من أجله).
واستطرد قائلا (تستند بعض حكومات العالم إلى أجهزة قمعية في بقائها - كما كان في النظام السابق - وتستند اخرى في ذلك إلى قوة دولة أخرى، وهناك من الحكومات من يستند إلى شعبه لأنها مستمدة منه وهذه أفضل الحكومات - وحكومتنا من هذا النوع - ولكن يحتاج هذا النوع من الحكومات إلى أن تسند وتقوي شعبها الذي تستند إلى قوته...).
وحول التغيير الوزاري المرتقب اشار السيد الصافي إلى (كما تعلمون هناك رأيين حول هذا التغيير ولسنا بصدد ايهما يعتمد ولكننا بصدد معرفة هل سيؤدي هذا التغيير إلى إرتقاء حقيقي في أداء الحكومة أم لا؟).
وتسائل ممثل المرجعية العليا (هل تطلب الحكومة من الشعب ان يكون واعيا للمرحلة؟!) مضيفا (اننا نقول إن الجموع التي أمامنا دليل على وعي هذا الشعب لأنها جائت إلى هنا (كربلاء المقدسة) من أجل تحديد هويتها والمحافظة عليها) مبينا أن (هناك مع الأسف بعض المسؤولين ممن آذوا ودمروا هذا الشعب ولم يفوا بوعودهم له بل قد هرب بعضهم إلى خارج العراق بأموال هذا الشعب المظلوم).
واعتبر السيد الصافي هذه الأيام في هذه الزيارة المليونية بأنها (كافية لدق جرس الإنذار في عقول بعض المسؤولين ليعرفوا أن الشعب واع ويفكر بشكل جيد وأن ما نراه هو ظاهرة عراقية لا تحسب على طائفة بعينها فقط).
وطالب المسؤولين المعنيين بأن (يعيدوا النظر في العلاقة بين مجالس المحافظات وبين أبناءها من خلال سن القانون الجديد المنظم لهذه العلاقة لأننا نقول وبصراحة - ولا نقصد مجلس محافظة بعينها - أن بعض هذه المجالس قد فشل فشلا ذريعا خلال فترة حكمه الماضية وعرقل الكثير من مشاريع التطوير والخدمة بلا سبب حقيقي)
وطالب السيد الصافي الحكومة العراقية بـ (تقييم أدائها في العام الماضي ومعرفة الوزراء المقصرين في ذلك الأداء حيث أن عاماً واحدا كافٍ لتقييم وزارة ما - فضلا عن أكثر من ذلك - وقد طالبنا في وقت سابق في نهاية العام الماضي أن يكون عام 2008 عاما للقضاء على الفسادين المالي والأداري) مبينا أن (خطورة هذين الفسادين لا تقل عن خطورة الإرهاب، فلا تقل خطورة سرقة أموال وزارة الكهرباء (ولا أقصد هذه الوزارة بعينها وإنما هي على سبيل المثال) والهرب بها إلى خارج العراق لا تقل خطرا عن تفجير محطات انتاج الكهرباء أو توزيعها من قبل الارهابيين).
وانتقد السيد الصافي (بعض صغار موظفي الدولة ممن يمارسون دكتاتورية ضد مواطنيهم ممن يراجعون هؤلاء الموظفين لحل مشاكلهم وتمشية معاملاتهم) معتبرا أن (هناك سوء ادارة ليس فقط في الكثير من وزارات الدولة بل حتى من قبل الكثير من دوائرها وبعض موظفيها) مطالبا المسؤولين وصغار الموظفين بـ (انتهاج اسلوب صحيح في التعامل مع المواطنين ووضع طرق إدارة صحيحة لدوائرهم خاصة ونحن في بداية مشوارنا لبناء دولة المؤسسات وكتابة قوانين الدستور الذي اقر مسبقا ولا يفترض أن نبقى على نفس الاسلوب الخاطئ في الادارة) معتبرا أن (هذه المشكلة ليست سياسية حتى يمكن عدها بنفس المستوى من التعقيد مع المسائل السياسية الاخرى).
وخاطب إمام جمعة كربلاء المقدسة المواطنين والمسؤولين المعنيين قائلا (اتطلع إلى يوم يحاكم فيه المفسدون لترجع إلى دولتنا هيبتها) مطالبا المسؤولين بـ (نحتاج الى حسم وحزم في الكثير من الامور فضلا عن أن يكون المسؤول ميدانيا - كما قلنا من قبل - لنتمكن من وضع حد للكثير من الاخطاء الحاصلة في مفاصل الدولة).
موقع نون
أقرأ ايضاً
- تركيا منفتحة على المبادرة العراقية للوساطة مع سوريا وتدعو لاجتماع ثلاثي
- لبنان :مساعدات السيد السيستاني تدق أبواب دير الأحمر”، وهذه هي المناطق المشمولة
- بأقل من شهرين.. السوداني يتعهد بإنجاز ما تبقى من مشروع 1000 مدرسة في العراق