- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
التبرج بين الموضة ومخالفة الشرع
حجم النص
ندى صبيح التبرج سلوك شائن يتنافى مع قيم وتعاليم واخلاق الاسلام السمحة، ظاهرة تشارك فيها نسبة عالية من الفتيات وفي أماكن مختلفة متنوعة، فامتلأت الطرقات والأسواق التجارية، والحدائق وحتى الجامعات منها بهذا اللبس المخل والفاضح لفتياتنا الشابات. ان إظهار محاسن المراءة التي أمر الله بإخفائها يعتبر من المعاصي، على المراءة ان لا تثير الفتنة والشهوات، في الجاهلية كانت النساء تتبرج لا بقصد إرضاء أزواجهن، بل بقصد إبراز مفاتنهن،قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى﴾سورة الاحزاب من الكلمة الأولى من الاية الكريمة، يُفهم أن هناك جاهلية سوف تأتي في آخر الزمان الموضوع حساس ودقيق، وكل منا يعرف أبعاده، كم من انحراف وقع بسبب ذلك في مجتمعاتنا لفهم خاطئ لموضوع التحرر فكان اللبس الفاضح والالوان الجذابة من كمية المكياج الموضوع والمبالغ فيه، واذا ما انتقد شخص ما الموضوع يصنف التبرج ضمن الحرية الشخصية والتطور الحاصل في العالم. كثير من نساءنا العربيات في هذه الأيام صِرْنَ مشغولات، بل مولعات بما يسمونه الموضة وال styel فما تلبث إحداهن أن تشتري ثوبًا متبرجًا قبيحًا حتى يظهر ما هو أقبح منه فتبادر بشرائه وهكذا تسير خلف ملذاتها وشهواتها الشيطانية كذلك تعد القنوات الفضائية أخطر وسائل الإعلام، فمن خلال هذه القنوات تأثرت المرأة المسلمة بالمرأة الغربية، فالمسلسلات المدبلجة المشوهة بقصص تسئ للاخلاق والشرع والتقاليد المجتمعية لدولنا العربية والتي يتابعها حتى اطفالنا الصغاربسبب رؤية اهتمام الكبار لمتابعتها، أصبحت المراءة العربية تحس بالنقص والتأخر تأثرًا ببريق حضارة زائفة لا تملك شيئًا من القيم والأخلاق المستمدة من عقيدة صحيحة، فأصبحت تقتبس بالتدرج تلك العادات الفاسدة والتقاليد العفنة حتى صار الأمر إلى ما نشاهد. قد يدرج البعض ظاهرة التبرج واللبس الفاضح للفتيات، ضمن العولمة الحاصلة في العالم وللايضاح فقط ان العولمة هي تغير اجتماعي حدث في عصرنا هذا، أنها عصر ما بعد التحديث الاجتماعي، أو أنها مرحلة تاريخية ترتبط بتغير الديناميكية التي تمر بها المجتمعات الإنسانية عبر تاريخها الطويل، كما أن للعولمة علاقة بترويج قيم دخيلة وأنماط سلوكية تتحدى المنظومات الدينية للشعوب وثقافاتها وأخلاقها لذا لا علاقة للتبرج وقلة الحياء بالعولمة. على النساء التادب بأدب الإسلام حيث من أسباب التبرج قلة العلم الشرعي، ومن النساء من تعرف الكثير من ذلك ولكنها لا تقيم لحكم الشرع وزنًا في مقابل تلبية شهواتها. اقول ان الله لا يعاقب أحداً، عمل نظاماً دقيقاً، تخالف فتقع، هكذا الشرع، لذلك أوامر الشرع ليست قيوداً للإنسان ولكنها ضمان لسلامته لذا من الافضل اتباعها لعدم الوقوع في التخلف الاخلاقي وتشويه المعتقدات.
أقرأ ايضاً
- الصياح.. بين الرأي الشرعي ودائرة التحليل النفسي
- شيءٌ عن الشرعيَّة المستقبليَّة للسلطة السياسيَّة
- العراق.. النظام بين الشرعية والمشروعية