- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
شــــكـو .. مــاكـو ؟؟سؤال سياسي عراقي كبير
حجم النص
عبدالزهرة الطالقاني شكو ماكو جملة عراقية بحتة، وتركيب لغوي خاص، ومجموعة اسئلة في سؤال واحد، وهو (مصطلح) ان جاز التعبير لكثرة استعماله، فنحن جميعا نسأل هذا السؤال الكبير عند اللقاء باصدقائنا ومعارفنا، او عندما نحل ضيوفا على احدهم، او يحل احدهم ضيفا علينا، وهناك طرفة يتداولها الناس مفادها ان أول كومبيوترتمت صناعته كان بحجم الغرفة ويحتوي على مجموعة ذاكرات واجهزة اتصال وارسالها ومنظومات عديدة لخزن المعلومات وارشفتها. حينها وقف امام ذلك الجهاز العجيب ثلاثة اشخاص امريكي وياباني وعراقي، وقد سأل الامريكي عن عدد الدول في العالم، واسمائها، ومساحاتها، وحجم السكان فيها، فاجاب الجهاز بالارقام. وسأل الياباني عن الصناعات وحجم التبادل التجاري بين اليابان ودول العالم ومعدل النمو السنوي فاسعفه الكومبيوتر بسيل من المعلومات. وجا دور العراقي فوقف اما الجهاز "متخصرا" وسأله.. شكو... ماكو ؟! فبدأ الجهاز يعمل ويرسل بالمعلومات حتى ارتفعت حرارته وبدأ الدخان يتصاعد من بعض اجزائه ثم شبت النار فيه لعظم السؤال واستحالة الاجابة عليه.. وهكذا نحن اليوم في العراق، من يسأل شكو ماكو يأتيه الرد هكذا.. وبمعلومات وافية عن الماضي والحاضر وربما المستقبل. ففي الوقت الذي اعلن فيه مجلس نينوى قبل اسابيع: استمرار الحرائق في أبار نفط القيارة منذ شهرين وان الوزارة لا تستطيع إخمادها، فقد حذرت منظمة الصحة العالمية من عواقب احتراق حقول القيارة والمشراق وتؤكد اختناق ألف عراقي. وان الانبعاثات من الموقعين يهددان بكارثة بيئية وإنسانية وحسب خبير اقتصادي فان السحب النفطية السامة ستنعكس سلبا على الموسم الزراعي المقبل، واكدت ذلك قيادة القوة الجوية الأميركية بكشفها عن هبوط طائرتي نقل "عملاقة" في قاعدة القيارة الجوية نقلتا فريقاً من رجال إطفاء الحريق مع معداتهم لتأسيس مركز انقاذ ومعالجة طوارئ وذخيرة لدعم القوات العراقية في عمليات تحرير الموصل. هذه بعض مخلفات داعش وآثارها.. اما ما يتعلق بوضع التنظيم بعد المعارك التي يخوضها جيشنا الباسل وحشدنا الشعبي والشرطة الاتحادية وابناء العشائر فان الانباء تشير الى ان القوات العراقية سيطرت على مطار تلعفر بالكامل، وان البغدادي في الموصل يحفز مقاتليه.. للاستمرار بالقتال، وسط انشقاقات في صفوف التنظيم الذي وزع صكوك دخول الجنة على الراغبين بتفجير انفسهم على قواتنا الأمنية. لكن مصدرا أمنيا اعلن ان "أبو بكر البغدادي" هرب من الموصل مع 52 عائلة لقيادات داعش وان النخبة من "داعش" تركت فجأة الساحل الأيسر وانتقلت لأزقة الموصل القديمة. في حين اعلنت الأمم المتحدة: ان التنظيم الارهابي أجبر 550 عائلة على الانتقال من القرى الى الموصل. ومصادر اخرى بينت ان داعش اعدم (284) شخصاً بالموصل بينهم أطفال ونقل جثثهم بعربات بلدوزر ودفع بـ"أشبال الخلافة" للخط الدفاعي الثالث حول الموصل واستثني منهم العرب والأجانب. وان شباب الموصل يفرون من «داعش» ويلتحقون بالجيش للانتقام لـ«الاصدقاء المعدومين»، وحسب شهود عيان فان التنظيم بالموصل تلقى تعزيزات عسكرية من الرقة. وتمويل من الكويتي وليد الطباطبائي وهو من ممولي داعش الخطرين. وفي قضية كركوك اشارت المعلومات الصحفية حينها ان الاستخبارات رفعت قبل شهر تقريرا عن هجوم كركوك وأن الحكومة تجاهلته! أما القيادي في منظمة بدرمحمد البياتي: اكد ان الحكومة المحلية في كركوك تعلم بوجود انصار لداعش في المناطق التي تحصنت فيها. كما ان المخابرات العراقية قدمت معلومات بوقت مبكر بشأن تسلل مخربين من داعش، لكن اعترافات خطيرة لأحد أسرى "داعش" في كركوك تفيد بأنهم تم انزالهم بطائرات تركية أدخل الموضوع في اطار آخر، بينما اعلنت لجنة الامن النيابية ان عدم تحرير الحويجة هو أحد أسباب تكرار تسلل عناصر داعش الى كركوك. وان ائتلاف العربية كشف عن قيام الأسايش بمطالبة عرب في كركوك بمغادرة مناطقهم، وجاء هذا الاجراء وقائيا حسب مصادر تركية. ويبدو ان المعركة (شوباش) ومفتوحة لمن يحب ان يشارك، فحزب العمال الكردستاني التركي اعلن حينها عن مشاركته في العمليات القتالية التي جرت في كركوك. وفي الشأن الصحفي طالب النائب حيدر ستار المولى الاقليم ونقابة الصحفيين بطرد قنوات الفتنة الدائمة لداعش واستنكر مجلس امناء شبكة الاعلام العراقي طرد مراسل العراقية وطالب علاوي بالاعتذار، والملفت أن مراسلة التلفزيون الاسرائيلي تظهر في بث مباشر لمعارك الموصل وسط مجموعة من مقاتلي البيشمركة. ليس اسرائيل فقط بل ان نتائج تحقيقات “تويوتا” أثبتت تورط السعودية وقطر في دعم “داعش” وكشف نائب عن المستور عنه بان البعث وداعش يضغطان على القيادات السُنية لتعطيل الحكومة، ما دفع رئيس جماعة علماء العراق للدعوة الى التصدي للنواب السنة المتطرفين، وقال الشيخ مهدي الصميدعي: ان اسامة النجيفي هو مؤسس دواعش السياسة في البرلمان. وحول ما يخص تواجد القوات التركية على الاراضي العراقية هنالك الكثير، ففي الوقت الذي تحدث فيه كارتر عن اتفاق بشأن الموضوع.. فان تصريحات نارية اشتعلت بين أنقرة وبغداد. بحيث ان وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو: قال سنستخدم كل الحقوق في العراق عند الضرورة بما فيها التدخل البري، وكأن العراق ضيعة تابعة له ولاجداده العثمانيين، وقال اردوغان مهاجما الحشد الشعبي: سيكون لنا ردا مختلفا ان اشعتم الخوف في تلعفر. ووسط شكوك لجنة الامن النيابية: بوجود اتفاق "غير معلن" بين انقرة وواشنطن على دخول القوات التركية للعراق، فان واشنطن قالت لا يمكن لأية دولة تنفيذ عمل بري في العراق دون موافقة بغداد، ومبعوث أوباما الى بغداد اعلن ان التواجد التركي في بعشيقة ليس بعلم التحالف الدولي، وعلى مستوى الرد الشعبي فان المتظاهرين في بغداد والسليمانية وبقية المحافظات طالبوا بإخراج القوّات التركية وإغلاق قواعدها المنتشرة في الإقليم. وفي الشأن الداخلي فان جبهة الإصلاح أعلنت ان معركة الموصل لن تؤثر على استجواب المسؤولين وانها ستستجوب 3 وزراء، ورئيس البرلمان سليم الجبـــوري اعلن من اربيــــل بلغة اليائسين ان الطبقــة السياسيـــة توشـــك علــى إعــلان عجــزها عن ادارة البــــلاد، ولجنة النزاهة البرلمانية كشفت عن شبهات فساد خطيرة في وزارة الكهرباء في 90 عقداً، ومصدر نيابي اوضح ان وزراء ومدراء عامين سابقين سيحالون الى النزاهة بعد معركة تحرير الموصل، وان حكما غيابيا بالحبس 7 سنوات لمدير عام المصرف العراقيِّ للتجارة ومدير الفرع الرابع، و اتهام اعضاء في مجلس كربلاء باستغلال المساعدات الدولية. ورئاسة حكومة كوردستان كذبت صرف نحو 700 الف دولار لشراء دار لبرلمانية، وفي اطار المخفي والمستور.. فان طالباني كشفت عن سرقات بارزاني للنفط ، وهوشيار عبدالله انتقد صمت المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية تجاه تعطيل برلمان إقليم كردستان لأكثر من سنة، وفي ميسان تم تسجل ارتفاعاً بحالات القتل والمتاجرة بالمخدرات، ومجلس محافظة بغداد اعلن ان أمانة بغداد اثبتت فشلها في ادارة الملف الخدمي والفساد ينخرها من الداخل، ورئاسة الجمهورية تؤكد انها لن تصادق على قانون منع الخمور، وازمة الكتب المدرسية بسبب عقود وزارة التربية التي تكفل تأخر طباعة المناهج لنهاية العام، ولا معلومات تؤكد ان حصة الحزب الاسلامي تبلغ 10 بالمئة حسب مانشرت وسائل الاعلام، وأحد أعضاء مجلس النواب اقترح استقطاع راتب شهر واحد من الوزراء والنواب والدرجات الخاصة وتحويل المبالغ لطباعة المناهج الدراسيـة. ورغم ذلك كله فان مصادر صحفية كشفت عن أخطر ثلاثة سيناريوهات أمريكية للموصل بعد التحرير. هو العراق عايز سيناريوهات ؟!
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً