- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الامام علي (ع) يرسم الطريق للعلمانية
حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم العلمانية اصابت الغاية لكنها اخطات في الوسيلة، فالغاية هي الارتقاء بالمجتمع من خلال الارتقاء بالانسان ومنحه كافة حقوقه وحريته وفي مختلف المجالات وهذا ما اكدته الشريعة الاسلامية، ولكن هنالك ضوابط لتحقيق هذه الاهداف، الشارع المقدس وضعها وفق معايير الهية دقيقة (لايعنينا من اخطا التفسير) بينما الضوابط عند العلمانية في منفلتة تارة تصيب وتارات اخرى تخيب. عندما يشخص الامام علي عليه السلام سبب تدهور المجتمع بكلمات تعتبر هي الاساس لذلك ولكننا قد ننظر اليها من جانب اخلاقي او تراحمي، فعندما يقول الامام عليه السلام كلماته الرائعة فيما يخص الفقر فانها مدعاة للتفكر والتامل بنطاق اوسع مما عليه تفكيرنا، قال عليه السلام لابنه محمد بن الحنفية: يا بني اني اخاف عليك الفقر، فان الفقر منقصة للدين، مدهشة للعقل، داعية للمقت، وقال كذلك (لو كان الفقر رجلاً لقتلته)!وقال ايضا (الفقر يخرس الفطن عن حجته). عندما يقرر الامام عليه السلام اعدام الفقر فان الاعدام يكون بحق من يقتل نفس بريئة من غير ذنب او محصن يفسد في المجتمع بالزنا وهذه اتعس جرائم الاخلاق بحق الانسانية، وهاتان الجريمتان وما يترتب من جرائهما من اثار سلبية على المجتمع هي بعينها اثار الفقر. دعاة العلمانية الان لاسيما في المغرب العربي ولقلة او عدم اطلاعهم على تراث اهل البيت عليهم السلام فانهم كثيرا ما ينتقدون الاسلام ويستشهدون بما توصل اليه الغرب ومنها هذه الفكرة " سيرج تاكوتين قدم لنا كتابا بعنوان (اغتصاب الجماهير) تحليلا وتصنيفا للطاقة الحيوية في صورة ما بعد (الدوافع الغريزية)لو الغينا واحدا من اشكال الطاقة الحيوية مالذي يسميه (سرج تاكوتين) مثلا بالدافع الغذائي او دافع التملك او الدافع التناسلي فان جميع الامكانات البايلوجية لحياة اجتماعية ما سوف تنهدم دفعة واحدة، واذا افترضنا ان فعلنا العكس فحررنا الطاقة الحيوية من كل قيد فان النظام الاجتماعي سيجد نفسه وقد اخلى موقعه لنظام طبيعي خالص / مشكلة الافكار في العالم الاسلامي ـ مالك بن نبي ص50"، مالك بن نبي معجب بهذا الاكتشاف والذي هو ترجمة حقيقة لما قاله امير المؤمنين عليه السلام، فالذي لا يجد قوت بطنه كيف يستطيع ان يبدع او يمارس حياته بشكل طبيعي من زواج وعمل وتملك؟ هذا الاكتشاف تم التوصل اليه علميا من قبل بافلوف عالم فيزيولوجي وطبيب روسي (1849 – 1936م) حاصل على جائزة نوبل مكافاة على اعماله في هذا الحقل 1904م، توصل من خلال ابحاثه حول الجهاز الهضمي وبوجه خاص حول الارتكاس الرضابي... ان الحياة النفسية الانسانية محكومة بذات القوانين التي تسود الحياة النفسية لدى الحيوان بفارق تراكم جهاز اشارات ومفاهيم السنية مع الجهاز الحسي الاساسي الوحيد لدى الحيوان بهذا كان ينادي بافلوف بوحدة (الحيز الفيزيو لوجي والنفساني). التراكمات الاشارية عند الانسان تختلف عند الحيوان، فالحيوان عندما يشعر بالجوع تكون لديه احتياط من الطاقة بحيث انه يستخدمها كلها في الهيجان للبحث عن الطعام على عكس الانسان فاذا جاع استنفذت طاقته ومال الى الخمول، والانسان عندما يشبع يفكر بالعمل، بينما الحيوان عندما يشبع يميل للخمول، وهذه الاختلافات النفسية الافرازية لها بحثها الخاص. وما يتعلق الامر بالفكر العماني وطبيعة الارتقاء بالانسان فان سبب التخلف هو الفقر الذي شخص الامام علي عليه السلام اثاره السلبية (فان الفقر منقصة للدين، مدهشة للعقل، داعية للمقت) واحد اسباب الفقر هو النظام الاقتصادي المخروم والمتاثر بالمتاهات السياسية.
أقرأ ايضاً
- التسرب من التعليم
- كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟ (الحلقة 7) التجربة الكوبية
- الرسول الاعظم(صل الله عليه وآله وسلم) ما بين الاستشهاد والولادة / 2