- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
تغيير الجبهات، لاستعادة الهيمنة، ام لأحباط النصر؟
حجم النص
بقلم:محمد الشذر الطفل الصغير حين يركز على شيء، يفقد ما سواه، ويصب جام تركيزه فقط على النقطة التي امامه، مذوبا كل ما عداها، ولذا حين ينطلق بسرعة لأستحصال شيء معين، تراه يصطدم بالعوائق التي امامه، دون ان يراها. الحكومة العراقية او ماكنة الحكم التي تدير البلد الان، والتي نكاد نجزم انها ماكنة حكم "لغوجية" او دعوجية اذ يديرها حزب اللغوة "الدعوة"، والذي نجح فقط في الخطابات الرنانة التي لا تغني عن جوع، او تساعد برمق عيش حقيقي لهذا البلد، تتشابه الى حد كبير مع هذا الطفل الصغير، اذ بعد سياسة رعناء اضاع بها كبريات مدن العراق، رئيس ذلك الحزب، راحت توجه كل جهودها نحو حرب شوارع فرضت على ابناءه قسرةً. وجّه الجهد الحكومي جميعه، الى الحرب التي يخوضها الجيش لأستعادة المناطق المسلوبة، ولكنه غيب ما سواه، فتراه ارجع التعليم العراقي الى انحطاط فكري كبير، وتراجع علمي اكبر، بسبب من يدير وزارة التعليم والذي ينتمي لذلك الحزب، وغيرها، من الجوانب لا يسعنا المجال لذكرها، ولكن سنذكر اهم جانب فيها. المنظومة الاستخباراتية، والامنية، والتي تعد مصدرا مهما لقيادة البلد، والحفاظ على استقرار امنه الداخلي والوطني، اذ انها عصب اساسي لقيادة المنظومة الحكومية، والعسكرية، والتي تساهم في السيطرة على جوانب ادارة الدولة بحرفية عالية، ونظرا لاهمية هذا الجانب، نجد ان اغلب الدولة العظمى تمتلك منظومة استخباراتية عالية الدقة، وجيدة السمعة، والتي تُفعّل في كل بلد نظرا لحيويتها. العراق، والتلكؤ الذي يطال بعض مؤسساته، طال هذا الجانب المنظومة الاستخباراتية، فراح البعض ممن يديروا مافيات الفساد، يسهمون بزرع العوائق لافشال ما يحققه منافسيهم، فنشاهد تحركات العناصر الارهابية، والمجاميع المسلحة، تتحرك بحرية تامة، في فضاء الحكومة المركزية، والسبب هو اكسابهم الشرعية في التنقل بسبب من لهم باع في السلطة، وايضا المؤسسة نفسها التي تفتقد الى المتانة في الادارة والتنسيق. سيطرة بعض المجاميع الارهابية، على بعض الاماكن في العاصمة، والخروقات التي تحصل من هنا وهناك، والخلايا النائمة والتي تتحرك متى ما اشتهت، لبث الرعب في نفوس الناس، او لتتزامن مع مناسبات وطنية، كأنتصار الجيش في حربه، انما هي اشارة، الى ان هذه المجاميع تمتلك الحرية في التحرك، فتختار بعض الاماكن الرخوة، والتي تستغلها لتكسب لنفسها دعما اعلاميا، ورسالة مفادها ان الجانب الاستخباراتي يكاد يكون معطلا. الخلايا النائمة مصدر رعب، اذا لم تجهض، واستأصالها يكون عن طريق التوغل بسرية، وكشف مخططاتها، واستيعاب تحركاتها، والتنبؤ بها، والتقدم عليها دائما.
أقرأ ايضاً
- المجتهدون والعوام
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- الأخطاء الطبية.. جرائم صامتة تفتك بالفقراء