حجم النص
بقلم:دكتور أحمد راسم النفيس عندما يتحرك التاريخ في الاتجاه المضاد يقول تعالى (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ * جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ). إبراهيم 28-29. آلاف المليارات من الدولارات أنفقها آل سعود المصابون بداء الغرور والصلف على مشاريع حربية و(دعوية) انتحارية وها هم الآن قد دخلوا إلى مرحلة الخطر، ليس فقط بسبب فشل هذه المغامرات بل لأن أعداءهم الذين قرروا هم معاداتهم وشنوا عليهم الحروب بشتى صنوفها يخرجون من هذه الأزمات التي يفتعلها آل سعود أقوى مما كانوا عليه بينما لا يحصد هؤلاء الحمقى إلا الويل والثبور. اليوم أعلن عن بدء التنفيذ الفعلي للاتفاق النووي بين إيران والخمسة زائد واحد وما يستتبع ذلك من رفع الحظر الاقتصادي عن إيران واستعادة أموالها ومكانها الطبيعي ضمن منظومة الاقتصاد العالمي. يحدث هذا بينما يزداد آل سعود تورطا في حرب اليمن وتبدو تباشير هزيمة جيوشهم من الإرهابيين والمرتزقة في سوريا والعراق واضحة للجميع. وبينما يصرح مارتن انديك لـ"سي أن أن"، بأن)أمريكا شاركت الخليج في الحرب باليمن وهم الآن عالقون و50% من قدراتهم العسكرية مستهلكة، وهذا يصب في مصلحة إيران ولا يحتويها. وأن تدخل السعودية في اليمن يصب في مصلحة إيران لأنها تستهلك قدرات وأسلحة دول الخليج، وأضاف: "تستهلك الأسلحة والقدرات العسكرية لدول الخليج بينما نريدهم أن يكونوا فعالين في مواقع أخرى.. نحن بحاجة ملحة لأن يكون الطرفان، الخليج وأمريكا، معا في ما يتعلق بالحد من طموحات إيران بالإضافة إلى مواجهة داعش). ولمن لا يعرف من هو الصهيوني الأمريكي انديك فقد كان سفيرا لأمريكا في إسرائيل، وهو صاحب الفكرة العبقرية الداعية لتحالف إسرائيلي (سني) منذ العام 2006 الذي هو من وجهة نظرنا تحالف (صهيوني وهابي) إرهابي هو المسئول عن خراب سوريا والعراق وأينما امتدت أيديهم القذرة. آل سعود عالقون حسب وصف الصهيوني انديك أي أنهم في ورطة لا يسهل الخروج منها بعد أن استهلكوا 50% من قدراتهم العسكرية وجزءا لا يستهان به من مواردهم واحتياطاتهم المالية ومع ذلك فهم مصممون على المضي قدما في طريق الاستنزاف المؤدي حتما إلى الهلاك. في الناحية الأخرى فإيران ليست في حالة حرب مباشرة منذ انتهاء العدوان الصدامي عليها وهي قد أظهرت قدرا عاليا من الحكمة والتعقل وضبط النفس في مواجهة محاولات جرها لحروب ليس فقط تستنزف مواردها وطاقاتها بل تعمق حالة الكراهية والحقد المتبادل بين شعوب المنطقة وهو ما تسعى لتحقيقه إسرائيل وحليفها السعودي الوهابي. إنها العاقبة الوخيمة لسياسة تأجيج الحروب ونشر الكراهية وإشعال الفتن الطائفية والأعمال دوما بخواتيمها وما تزرع تحصد وما تقدم تقدم عليه وعلى الباغي تدور الدوائر (فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ). النمل 52-53.
أقرأ ايضاً
- ترامب يعد بإقناع السعودية باستثمار مبلغ غير مسبوق في الولايات المتحدة
- تقرير مصور: مراسيم استبدال الرايات الخضراء بالسوداء فوق قبتي الامامين الكاظمين ايذانا ببدأ مراسم العزاء على استشهاد الامام الكاظم
- الرئيس اللبناني سيزور السعودية كأول زيارة رسمية بعد انتخابه