حجم النص
بقلم:حوراء العلوي / بغداد صحيح انها نتاج القدر لكننا نعتقد انها موجوعة بالفطرة هي كربلاء التي تعيدنا الى ذلك الميقات المقدس الذي لن يتحلل مع الزمن ولن يندثر مهما تداولت حوله القرون او اجتمعت ادوات الباطل واساطير الكيد , هي كربلاء التي اجتمعت برحابها كل مبررات الحياة لتكون مدونة تاريخية تفصل ارث الحق الخالد عن شهقات الباطل , كربلاء التي استفاقت على فجر غارقٌ بالكيد واهله ليأخذها السكون من ذات اليمين لذات الشمال ليكون يوما عبوسا في رحلة البشر, ويختتم الله لها ارث النخوة والدار, كربلاء التي اصبحت مع الزمن عنوانا للحياة والكرامة وسبيلا تزحف صوبه الحشود في مواسم العطاء والثبات , ورغم انها اخترقت جاذبية نيوتن في سحرها المتنامي وحطمت ارقاما قياسية في ندرة الكم الزاحف لها ورغم انها تبحث عن حلمها الانساني الذي طرزته قيم الطف لكنها وللأسف لا تزال مدينة ثكلى في كل مقاسات الجهد الخدماتي الذي لابد ان يتناسق واستحقاقها الانساني ومكانتها عبر التاريخ،وفي حسبة بسيطة فأنها اصبحت علامة فارقة لكل مدن العالم لأنها تستوعب اعدادا من البشر تفوق مساحتها عشرات المرات وهذا يعني ان لها خصوصية في الاولويات ولو كانت حكومتها المحلية بشقيها التشريعي والتنفيذي بمستوى الطموح لكانت كربلاء أنموذج عصري لمدن الكون ولكن للأسف الشديد لا الحكومات المركزية المتعاقبة ما بعد الدكتاتورية ولا الحكومة المحلية يمتلكان ارادة وطنية ولا رؤيا واضحة ولا معيار مهني يعطي لكربلاء مساحة اكبر وافضلية اوسع خصوصا للجانب الخدماتي المتدهور لحد البؤس رغم مرور اكثر من ثلاثة عشر عام على موضة الديمقراطية التي كنا نامل ان تكون فاتحة خير لاسترداد حقوق المدينة المسلوبة منذ امد بعيد والا هل يعقل انها تمتلك هذا الارث السياحي والاقتصادي ولكن حكومتها المحلية عاجزة عن تفعيل هذين القطاعين كما ينبغي ولو أُعيد ترتيب الاوراق لتحققت للمدينة المقدسة مكاسب مالية وفيرة تسد رمقها وتضاعف واردات الدولة سواء الناتجة من رسم تأشيرة الدخول او تنشيط الاقتصاد المحلي الذي يعاني من الركود بسبب سوء التخطيط المرادف للكم الهائل من الفساد المالي والاداري الذي اهلك البنى التحتية للمدينة ولان كربلاء هي المرآة الطبيعية لوجه العراق الجديد لابد ان ترتدي ابهى الحلل لتعود نظارتها التي باتت حلم انساني ويبقى الاهتمام بكربلاء هو الحل الوحيد والغاية الوطنية التي من خلالها يستتب الامن و يزدهي الاقتصاد ولابد من الاشارة هنا الى الجهود المميزة التي تبذلها الامانتان العامتان للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية وما تمخض عنها من مشاريع ستراتيجية وبنى تحتية كالقطاع الطبي والمستشفيات التخصصية المتميزة على المستوى العالمي , وقطاع النقل الذي صار مع الزمن اسطولا بريا مميزا , وكذا القطاع الزراعي والتجاري اللذان يرفدان الاسواق العراقية والمحلية بالإنتاج الحيواني والزراعي وبأسعار تفضيلية وكذلك القطاع التربوي الذي اصبح موسوعة علمية رائدة والمجاميع الصحية التي تستوعب الملايين الزاحفة لقنطرة السلام وارض الشموخ كربلاء ومدن الزائرين التي استقبلت وآوت من تقطعت بهم سبل الحياة لأهلنا في الانبار وتلعفر والموصل وديالى وجرف النصر لتكون لهم ملاذا آمنا لهم ومن فيضها انطلقت شعلت الحشد الشعبي في صولة الجهاد ضد داعش التتري وهي رسالة نطلق حروفها في اعالي الغيرة والولاء لمن يتصدون للمسؤولية انصروا كربلاء خدماتيا وامنيا ينتصر لكم الحق والوطن