حجم النص
يطارد عناصر تنظيم "داعش" نساء ورجالا أماطوا اللثام عن واقع الحياة في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم المتشدد، حسبما ذكر أحد مؤسسي شبكة "الرقة تذبح في صمت" والتي تضم مجموعة من المواطنين الصحافيين الذي وثقوا لجرائم داعش في مدينة الرقة شمال سورية. أبو محمد، البالغ من العمر 27 سنة، هو أحد المؤسسين الخمسة للمجموعة وهو من مواليد الرقة. ومنذ أعلن داعش الرقة عاصمة لـ"دولتهم الاجرامية" سنة 2014، أضحت شبكة "الرقة تذبح في صمت" الشاهد الأكثر مصداقية على أعمال داعش الوحشية في المدينة. فكان جزاء شركاء أبو محمد تصفية ثلاثة منهم خلال الشهرين الماضيين. استهداف الناشطين خلال السنة الماضية، كشف تنظيم داعش عن أعمال مروعة نفذها بحق سكان الرقة بما فيها إعدام عدد من الشباب. ومؤخرا حامت شكوك حول انتشار وباء الكوليرا في صفوف الأطفال بالمناطق الواقعة تحت سيطرة التنظيم المتشدد. وفي 30 تشرين الأول/أكتوبر، أعدم أربعة من عناصر داعش كلا من ابراهيم عبد القادر (21 سنة) ورفيقه فارس حمادي (22 سنة) داخل شقة في مدينة أورفا التركية، على بعد حوالي 60 ميلا من الرقة. ولقي مخرج مجموعة "الرقة تذبح في صمت"، ناجي الجرف، مصرعه في 27 كانون الأول/ديسمبر بعدما أطلق مجهولون عليه النار في وضح النهار بمدينة غازي عنتاب التركية. وكان الجرف يستعد للهروب إلى فرنسا لبدأ حياة جديدة رفقة عائلته. تهديدات بالقتل ويتلقى نشطاء المجموعة وعائلاتهم باستمرار تهديدات بالقتل على يد داعش ولعل الاغتيالات الأخيرة خير دليل على أنهم ليسوا بأمان ولو خارج الرقة. وفي تصريح لمجلة "تايم"، قال أبو محمد الذي يعيش حاليا في إحدى الدول الأوروبية "تعهدنا بمواصلة العمل مهما حدث من قبل إعدام ابراهيم عبد القادر واليوم نحن أكثر إصرارا". غادر أبو محمد وعبد القادر وحمادي الرقة سنة 2015 لإحساسهم بالخطر المحدق. ورغم انتقال الرفقاء الثلاثة للعيش في غازي عنتاب، واصلوا تجميع ونشر أخبار المناطق الواقعة تحت سيطرة داعش. وخلال هذه الفترة، التقى عبد القادر وحمادي بصديق لهما من الرقة يدعى تلاس سرور (23 سنة) انضم إلى داعش سنة 2012 قبل أن يغادر التنظيم ويلجأ إلى تركيا. ورغم تحذيرات أبو محمد، وثقا به لكونه ابن مدينتهما ولكونه ادعى كرهه للتنظيم الذي فر منه. لكن سرور غدر بصديقيه ودل عناصر التنظيم المتشدد على مكانهما لتتم تصفيتهما بطريقة مروعة ووحشية. لقد كان أبو محمد وزملاؤه شاهدين على عدد من جرائم داعش لكن اغتيال بعض من أصدقائهم كان له وقع أكبر. تتلقى عائلة أبو محمد في الرقة بشكل دائم زيارة عناصر داعش الذين يسألون عن أخبار الناشط، فيضطر الأب إلى إبداء كراهيته لابنه لكونه يعارض داعش حتى تسلم العائلة من بطش التنظيم. رغم كل المخاطر والتهديدات، أبو محمد عازم على الاستمرار في فضح جرائم داعش ولو كلفه الأمر حياته. المصدر: التايم /راديو سوا
أقرأ ايضاً
- البنتاغون يؤكد تنفيذ عمليات مشتركة مع الأمن العراقي ضد “داعش”
- تركيا.. توقيف 88 شخصاً في عمليات أمنية ضد "داعش"
- الجيش الأميركي: مقتل 4 من قادة داعش بغارة في العراق