- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الشهيد أشرف من كراسيكم أيها الساسة!
حجم النص
بقلم:مازن العصمي عجوز تبحث عن لقمة العيشلها،وللأطفالالذين معها، بينأكياسالنفايات،إنهم بعمر الورود، ولكن ملابسهم متسخة، وعلامات الحرمان واضحة عليهم، زادني الفضول، ذهبت اليها متردداً، مقبل بخطوتين، ومدبر بخطوة، ولكني حزمت أمري،وإقتربت منها. قلت لها بعد السلام: (حجية) مًنْ هم هؤلاء الأطفال؟ فأجابت بحسرة تحمل لوعة بحجم العراق، حتى كادت أن تنفجر من شدة الحزن، فقالت: إنهم أحفادي من إبني الشهيد. صدمني الرد فقلت: شهيد كيف وأين؟! قالت: في الصقلاوية قبل أكثر من عام، عندما ذهب ليلبي نداء المرجعية الرشيدة. قلت: الدولة ضمنت حقوقهم، وحقوق عوائلهم، فلماذا انتِ بهذا الحال؟ وأين هي حقوق أطفاله؟! قالت: أذهب يا أبني وأسأل الحكومة، لماذا ظلمتني؟ ومثلي كثير من العوائل، وسلبت حقوقنا من أجل الفاسدين؟ حوار كان على قارعة طريق، مليء بالمصائب، يأخذني الى سؤال، لابد للحكومة الإجابة عليه، لماذا الشهيد الذي ضحى بأغلى ما يملك، من أجل شرف العراقيات، وكرامتهم، ومقدساتهم، يترك أطفاله وأمه بهذا الحال؟ ونحن في بلد ينعم بالخيرات،هليستحقأن يجازى بما قدمه من تضحية، أن تشرد عياله؟! العراقبلدالنفط والخيرات،وصاحب الميزانيات الانفجارية، شعبه يبحث عن لقمة العيش بقسوة، ذهب شبابه الى الجهاد، والدفاع عن أرضه؛ بسبب فشل السياسيين، في ترك خلافاتهم جانباَ،وجمع البلد تحت عنوان الوحدة، والتكاتف والمحبة، ويحافظوا على نعمة الباريء، التي أنعمها على العراق،والنظر الى هذا الشعب المظلوم، الذي جرت عليه كثير منويلات الحروب، منذ السنوات السابقة. السياسة الطائشة، التي أخذ بها بعض السياسيون، إتباعها لمصلحتهم،وملئ جيوبهم من خيرات هذا البلد، وترك الفقر والجوع،والحرمان الى عامة الناس، الذين يقع عليهم عبءالدفاع عن الوطن، وتحمل أخطاء السياسيين الفاشلين،ثم في السنوات السابقةوالحالية، لم نلاحظ أن إبن السياسي قد استشهد؟! أم الاستشهاد والموت فقط للفقراء؟! واقع مؤلم، ومستقبل مجهول،سيؤدي بالعراق الى الهاوية، نتيجة أعمال تافهة، وتزمت حزبي مقيت، يسلكه السياسيون،وبدونتفكير بقضية شعب، هو من أعرق الشعوب في العالم. السياسيون الشيعة، والأغلبية الكبرى تحت قبة البرلمان، ماذا قدموا للشعب عموماً، ولطائفتهم خصوصاً؟ طائفتهم التي سندتهم، وأعطتهم الثقة المطلقة ليمثلوهم،حتى وان كان بالجزء اليسير، ليثبتوا إمتنانهم للثقة التي حظوا بها،ولو بكلمة تحتمايدعى بالبرلمان،فتجدهم شجعان في الإستنكار،أمام شاشات التلفزة، ولكن في الخفاء، يبحثون عن الولائم والارباح، حتى ممن اتهموه بأنه ممول لداعش، وداعم للقتلة ومجرم! سبايكرقضية العصر، التي راح ضحيتها (1700) شهيداً، وعشرات من أبنائنا في الصقلاوية وبادوش، أصبحت من الماضي، لم نشاهد فيهامحاسبة للمقصرين، والمتهمين بالخيانة العظمى، في هذه المجازر،وتسليم الأراضي للدواعش، وبمحافظات كاملة وأسلحة وغيرها. لابد أن تكون هناكإجراءات صارمة، لمحاسبة المجرمين،وإنزال القصاص العادل بهم، وايضاً لابد أن تكرم عوائل الشهداء، ليعيشوا عيشة كريمة، بما قدموه من أجل حماية البلد، لا أن يصبحوا شهداء في مهب الريح،فكل شهيد ترك عائلة، ولربما أنه المعيل الوحيد لها،فأمست عوائلهم تبحث عن لقمة العيش،في قمامة الأغنياء،ما هكذا نرد الدين للشهيد، الذي ضحى بنفسه،فهو أشرف من كراسيكم، التي تجلسون عليها.
أقرأ ايضاً
- أيها النواب.. الدولار يلاحقكم
- أيها النواب.. الدولار يلاحقكم
- تداعيات الإعتداء على الصحفيين في كربلاء.. ما هكذا أيها السادة !