- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
حقيقة الأنبار، وما يجري فيها!!! / الجزء الثاني
حجم النص
بقلم: عبود مزهر الكرخي ونستمر في أكمال مقالنا وتضمين هذه الحقائق والتي سوف تكون كالتالي: 9 ـ وقد ذكرنا جزئنا السابق أن لأمريكا والصهيونية هدف استراتيجي لهذه الدوائر ومعها الكثير من الدوائر الغربية وحتى العربية من أجل الإبقاء على داعش وذلك لجعلها (بعبع)يتم تخويف به دول المنطقة وأهمها عربان الخليج وحلبهم لأقصى ما يمكن وجعل داعش مطرقة تدق بها سندان هذه الدول وهذه الدول تنصاع للإرادة الأمريكية حفاظاً على كراسيها وعروشها المتهالكة كما أنها تأتمر بأوامر أمريكا والصهيونية والتي تم خلق هذا التنظيم المجرم للحفاظ على أمن إسرائيل والذي يعتبر من أهم الأولويات لدى أمريكا وكل الدول الغربية. والذي عندما تنتهي الفائدة منه أو صلاحيته يتم التخلص منه وبأسرع طريقة كما حدث مع الصنم هدام إذ تم أبقائه جاثماً على صدور الشعب العراقي ولمدة 13 سنة بعد غزو الكويت وبمساعدة أمريكا إذ كان هو في حكم الساقط بع غزو الكويت واشتعال شرارة الانتفاضة الشعبانية إلا أن أمريكا قد ساعدته في البقاء خدمة لمصالحها وعندما انتهت صلاحيته وأصبح عبئاً ثقيلاً عليها بادرت بإسقاطه وبمسرحية قوات التحالف الدولي. 10 ـ لو لاحظنا عدد الذين نزحوا من الأنبار كان بحدود (90)إلف شخص وهذه العدد كبير جداً في حدود هذه الفترة القصيرة وهنا يتبادر اسئلة وهي في ذهن كل عراقي وهو إلا يوجد من بين هؤلاء النازحين شباب ورجال قادرين على حمل السلاح ومقاتلة داعش والدفاع عن أراضيهم وإعراضهم؟ بل جاءوا مع النساء والأطفال والشيوخ وهؤلاء الشباب الذين شاهدناهم وعلى القنوات الفضائية يطالبون بدخول الحشد الشعبي. وهنا يتبادر السؤال المهم وهو أليس من المفروض أن هؤلاء الذين نزحوا من الشباب ان يساهموا في مقاتلة داعش مع الجيش والقوات الأمنية وحتى الحشد الشعبي وكما حدث في تكريت والضلوعية وغيرها؟ إلا يخرج من هؤلاء النازحين أعداد كبيرة من المقاتلين والتي تكون على أقل تقدير (10) ألاف مقاتل وهؤلاء اغلبهم مسلحين ويملكون من السلاح ما لا يوصف وقادرين على محاربة هذا التنظيم المجرم والحفاظ على الديار والحرمات وعدم اجتياحها بهذه السرعة المذهلة من قبل الدواعش. 11 ـ وعلى ضوء هذه النقطة فأن المرجعية الرشيدة قد أكدت وفي العديد من توجيهاتها وخطبها يوم الجمعة على ضرورة مشاركة أبناء المناطق في تطهير وتحرير مناطقهم من الدواعش ومع إفراد الجيش والقوات الأمنية والحشد الشعبي وحتى في توجيهها الأخير على ضرورة مشاركة أبناء المناطق في تحرير مناطقهم وهذا مالم نلاحظه في مناطق الأنبار إذ لاحظنا أن الكثير من النازحين قد كانوا معهم من الشباب والرجال مالايعد ولا يحصى مما حدا إلى حكومة أحدى المحافظات بمنع الرجال الذين من سن 18 – 50 بالدخول إلى المحافظة والذهاب إلى سوح القتال ومحاربة داعش وهذا باعتقادي المتواضع هو أجراء صحيح ومنطقي. 12 ـ وهناك نقطة مهمة أريد إن أشير إليها وهي أن أغلب سياسي الطرف المقابل السني وبالأخص سياسي الأنبار وحتى من مجلس المحافظة قد طالبوا بمنع دخول الحشد الشعبي ومن في البرلمان وفي المنطقة الخضراء وحتى لم يكلفوا أنفسهم بالذهاب إلى محافظتهم والدفاع عنها والمشاركة مع القوات الأمنية في القتال بل كانوا يطالبون بدخول قوات التحالف الدولي وأمريكا بالذات بدخول الرمادي وقتال داعش وقد صدرت عدة تصريحات بخصوص هذا الأمر من قبل رئيس مجلس المحافظة والكثير من ساستهم والذي يبدو أن الأمريكان هم مواطنين أفضل من الحشد الشعبي في الدفاع عن أراضيهم والحشد هم من خارج العراق وهم محتلين والذين كما يحلو للكثير من هؤلاء الساسة ووصفهم بالمليشيات والصفويين وهي تسميات لم تأتي من فراغ بل من دواعي طائفية مرتبطة بأجندات خارجية ترفض حكم الشيعة للعراق وتعتبره فكرة غير واردة مطلقاً ولا يمكن القبول بها وهذا ما صرح به ثوار الفنادق في أربيل وعمان وحتى عدد من الساسة الموجودين تحت قبة البرلمان والذين تثبت الأيام أنهم على علاقة بداعش وأجندات خارجية من دول الجوار ومقتل عزة الدوري والاطلاع على هاتفه النقال يثبت وجود الكثير من هؤلاء أشباه السياسيين على هاتفه الخاص وللعلم هذه هي ليست أول مرة بل توجد العديد من الوثائق والأدلة وعلى شكل أقراص مصورة تثبت علاقة هؤلاء بداعش وحتى زيارة معسكراتهم وبالصورة والصوت. ولكن لايتم البوح بذلك والكشف عنها بحجة الخوف على الوحدة وعلى اللحمة الوطنية وسياسة التوافق وعدم كشف المستور والذي ونحن وكما يدعي القادة السياسيين في نظام ديمقراطي والحكم بيد الشعب فعلى الحكومة اطلاع الشعب على كل هذه الوثائق والأدلة التي تدين هؤلاء المجرمين وتعاونهم مع داعش وكذلك مع الأجندات الخارجية ليقرر الشعب وهو من يقرر الحكم لأنه هو بيده القرار والحكم. وهذا يفسر بأن هناك جهات عليا ومن الخارج وعبر المحيطات تأمر بعدم الكشف عن هذه الوثائق وغيرها وتبقي الباب مفتوح لإثارة الأزمات وخلط ومن قبل هؤلاء الساسة ومن لف لفهم من ثوار الفنادق حفاظاً على مصالحها في العراق ويبقى العراق وشعبه نهب للأزمات والمحن والمآسي ونزف الدماء. 13 ـ هناك نقطة ومؤشر عسكري وتعبوي مهم فمن المعلوم أن فتح صفحة الأنبار والقيام بعمليات التطهير من الدواعش هي تثير عدد من الملاحظات. فمن المعلوم أن صفحة صلاح الدين وعمليات(لبيك يا رسول الله)لم تنتهي بعد لأن كان من المفترض أن تنهي بتحرير الحويجة وحتى الشرقاط لتنتهي تلك العمليات وضمان الحصول على قاعدة آمنة لمحافظة صلاح الدين وكل مناطق العمليات ولكن بعد ارتفاع الأصوات النشاز بوجود عمليات السرقة واتهام الحشد الشعبي ظلماً وعدواناً وهو اتهام مقصود تم أخراج الحشد الشعبي من تكريت مع العلم أنها لم تكن مطهرة بالكامل مما أدى إلى قصور وضعف في هذه العملية وبالتالي عدم الاندفاع لتنفيذ هذه الصفحة المتبقية وحدوث خروقات مهمة منها الهجوم على مصفى بيجي وتطهيره بعد ذلك بعد استشهاد الكثير من إفراد قواتنا في قتال لا مبرر له لزهق هذه الأرواح الطاهرة. وأن هذا يدلل على أن قواتنا الأمنية غير قادرة على فتح جبهتين في آن واحد لأنه كان الأولى بقيادة العمليات المشتركة الانتهاء من صفحة صلاح وتطهير الجزيرة غرب صلاح الدين بمساحتها الكبيرة والتي ترتبط بالأنبار ثم التوجه بعد ذلك إلى صفحة الأنبار. 14 ـ والملاحظة الثانية كيف تم أعطاء الضوء الأخضر لتنفيذ صفحة الرمادي والذي يتخذ لتفسير هذا الأمر منحيين وهو: المنحى الأول: هو أنه عندما أمرت قيادة العمليات المشتركة بهذا الأمر لم تكن على دراية وحتى وزير الدفاع بعلم بطبيعة الأرض والمعركة في حال حدوثها في الانبار. حيث أنها محافظة كبيرة ومن أكبر محافظات العراق وأنها ترتبط بحدود مع ثلاث دول عربية وكلها تعتبر من المصادر المهمة لتصدير الإرهاب والإرهابيين ومساحتها الواسعة تتطلب أعداد خطة عسكرية رصينة لكيفية مواجهة داعش في هذه المنطقة والتي تتطلب وجود عسكريين على قدر عالي من المهنية والخبرة وأعداد خطة عالية لتنفيذ صفحات هذه العمليات والمؤشرات الحالية وعلى أرض الواقع تبين ضعف ما موجود عندنا من قيادات وخبرات عسكرية. المنحى الثاني: وهو أن قيادة عمليات الأنبار وحكومتها المحلية قد اتخذت القيام بهذه العملية ارتجالياً ودون الرجوع إلى قيادة العمليات المشتركة وهو الاحتمال الوارد جداً ظناً من ما موجود في الأنبا بأنه سوف يتم تحقيق نصر عسكري وتحقيق مكاسب خاصة لهم بعد أن شاهدوا انكسار الدواعش وهزيمتهم ظناً منهم أنهم سوف يتم الانتصار على الدواعش نتيجة لضعفهم وانكسارهم في صلاح الدين وبالأخير كانت كل حساباتهم الخاطئة قد انقلبت عليهم لتصبح الرمادي في خطر محدق وأن حساباتهم الخاطئة قد وضعت العراق في خطر حقيقي وهي كما يقال عنها (أنه لم تتطابق حسابات البيدر مع الحقل)وهذا بالتالي يؤشر عدم وجود سلسلة ارتباط حقيقة وقوية بين الأعلى والأدنى وإنما وجود هناك الكثير من الارتجالية وضعف المركزية للقيادات الأعلى بالنسبة للقيادات الأدنى وهذا مؤشر خطير تتطلب من كل المعنيين الوقوف عنده والعمل على بناء ارتباط قوي مابين الأدنى والأعلى بدءً من قيادة العمليات المشتركة نزولاً إلى الأدنى والأوامر تكون ملزمة للكل وعدم تخطي سلسلة المراجع وهذا من اجل بناء جيش وقيادات أمنية قوية لا تخرج عن أوامر مرؤوسيها ولو قيد شعرة. 15 ـ ومن أجل هذا كله كان الحشد الشعبي قد أشترط شرطين مهمين للدخول إلى الأنبار والمشاركة في تطهيرها من الدواعش أولهما عدم مشاركة طيران التحالف الدولي والشرط الثاني تقديم طلب رسمي من قبل عشائر ومجلس المحافظة. وهذا ما أعلنه المتحدث الرسمي باسم المكتب السياسي لعصائب أهل الحق نعيم العبودي. وهي مطالب عادلة تستحق الوقوف عندها لأن أهل الأنبار وعشائرهم منقسمين على أنفسهم وداخل العشيرة الواحدة فقسم يقاتل ويؤيد داعش والقسم الأخر يؤيد الحكومة فقط وهو يتخذ موقف المتفرج وقليل منهم يقاتل داعش ومع الحكومة وتفسير ذلك لأن من يتفرج ولايقاتل يخاف أن يجابه أحد من عشيرته أو من العشائر الأخرى ويقتله وعند ذلك تقوم عشيرته بطلب الثأر والدية وأغلب العشائر في الأنبار لا تقاتل الدواعش وكل من يجعجع ويقول ذلك فهو تهريج أعلامي والحقيقة على أرض الواقع تقول بذلك وهذا ما صرح به اللواء فاضل بروراي في مقابلة له على الحدث حيث وضع النقاط على الحروف وقال بالحرف الواحد أن نزوح أهل الأنبار كان بمبادرة منهم ولاداعي لها وأن مناطقهم أغلبها كانت مؤمنة ولم يدخل الدواعش ودعاهم إلى الرجوع إلى مناطق سكناهم وقد ذكر بعد ذلك أنه لم يشاهد أحد من أبناء العشائر يقاتلون إلى جنب قواته والقوات الأمنية ماعدا قسم من عشيرة البو فهد وهذا كلام من قائد ميداني وهو في خضم نار المواجهات والحرب. ومن هنا كان لابد من قيادات الحشد وضع هذه الشرطين للحفاظ على دماء مقاتليهم لأنها غالية على قياداتهم وعلى كل العراقيين لأنهم يمثلون الحصن المنيع لكل خطر يزحف على العراق وشعبه وهم جنود المرجعية الذين يقفون على أهبة الاستعداد لتلبية نداء المرجعية والواجب ولاننسى أنهم عزيزين على أهاليهم وهم فلذات أكبادنا لا نقبل بأن يدخلوا معركة تكون دماؤهم فيها رخيصة ومستباحة من قبل ثلة من الخونة وعبيد الولاء وخدم الأجندات الخارجية من ثيران الفنادق ومن لف لفهم في الداخل والجالسين في المنطقة الخضراء ويدعون أنهم يمثلون محافظتهم ومذهبهم وهم ابعد مايكونون عن ذلك. ولذلك أدعو أخوتي الأبطال في الحشد الشعبي وبالأخص قياداتهم الشجاعة أن لا تركن إلى كل كلام معسول ووعود من قبل أناس هم مستعدين لبيع ضمائرهم ونكث وعودهم وبأبخس الأثمان والحذر كل الحذر من هؤلاء الناس لأنهم بدو وأعراب وقد ذكرهم الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه إذ يقول { الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله والله عليم حكيم * ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرما ويتربص بكم الدوائر عليهم دائرة السوء والله سميع عليم * ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قربات عند الله وصلوات الرسول ألا إنها قربة لهم سيدخلهم الله في رحمته إن الله غفور رحيم }.(1) وهذا الكلام من رب العزة والجلال والذي(حاش الله) إن يكون في قوله وكلامه العبث. كما أدعوا الحكومة إلى إن ترى الحشد الشعبي بعين الاهتمام ولا تتخذه كوسيلة لتحقيق المكاسب العسكرية من أجل تحقيق مكاسب للحكومة فقط بل النظر على أنه مؤسسة شعبية مهمة يجب رعايتها والاهتمام بها جل الاهتمام والنظر إليها بنظرة أبوية وأنها تمثل مرجعيتنا الرشيدة(دام الله ظلها الوارف علينا)وتسليحهم وصرف مستحقاتهم وجعلهم في حدقات عيونهم كما أن العراقيين يعتبرون أن إبطال الحشد هم في حدقات عيوننا وجعلهم مؤسسة رسمية لها نظامها الداخلي وقانونها الخاص وعدم السماح لأي كائن من يكون بوصفهم بالمليشيات كما يحلو لبعض من سياسي الغفلة وصفهم بذلك وتقديمه للقضاء كل من يتفوه بهذا الكلام التافه والرخيص وأقول لكل ساستنا ومن كل الفرق أن الحشد الشعبي قيمة عليا وسامية وهو من حماكم وجعلكم تركبون سيارتكم المصفحة وتجلسون في مكاتبكم الأنيقة وخلف حماياتكم وتصرحون وتجلسون تحت قبة البرلمان فلا يقبل إي عراقي شريف وغيور أن يمس هؤلاء بأي كلمة كما ولا تجعلوه وسيلة رخيصة للمزايدات وتحقيق المكاسب الرخيصة وإلقاء الأضواء عليكم لأنه أسمى من ذلك ودافعوا عن هؤلاء الأبطال وطالبوا بحقوقهم ونفذوا مطالبيهم لأنه هو الحارس الأمين للعراق وشعبه وتجاوزوا عن خلافاتكم العقيمة والتي لم تجلب إلا المحن والويلات للوطن ولشعبنا الصابر الجريح وقدموا ولاءكم للبلد وللشعب على كل ولاءاتكم الحزبية والمذهبية والطائفية وهذا ما أشارت إليه مرجعيتنا الرشيدة في خطبتها الأخيرة في الجمعة الماضية. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.