حجم النص
يدرّب الحشد الشعبي، جنوب تكريت، عناصر من عشائر سنية في صلاح الدين، التحقت مؤخرا بمعسكرات التأهيل استعدادا لزجها في معارك تحرير تكريت التي سقطت بعد يومين من احتلال تنظيم "داعش" للموصل منتصف العام الماضي، كما وعد "الحشد" بتسليم المتخرجين من دورات التدريب السريعة اسلحة ثقيلة، بحسب مسؤولين محليين. ويكشف زعيم قبلي يشرف على احد تلك المعسكرات الجديدة عن مشاركة 40 الف مقاتل بينهم سكان نازحون من تكريت و500 عنصر من "البيشمركة"، وخمسة صنوف عسكرية وطيرانا الجيش العراقي والتحالف الدولي في حملة عسكرية قريبة لتحرير تكريت، فيما يقول ان العشائر تتدرب على استخدام "اسلحة ثقيلة". الى ذلك يجد مسؤول محلي ان الحملة العسكرية المقبلة فيها عوامل نجاح اكثر من سابقاتها التي فشلت في اقتحام تكريت، ويعتقد المسؤول ان عامل الاستعانة بـ"العشائر السنية" له اثر مهم في نجاح الهجوم العسكري القريب، خاصة انهم سيشاركون كـ"رأس حربة" في تحرير بعض البلدات المجاورة لتكريت، لكنه بالمقابل يقول ان تحرير المدينة نفسها يحتاج "قوات خاصة" تتقدم ببطء لتنظيف الطرق المؤدية لها وليس الاكتساح. وكان الجيش قد فشل منذ العام الماضي في اكثر من خمس محاولات لاقتحام تكريت، التي توصف بانها "قنبلة كبيرة"، بعد ان زرع التنظيم كل شبر في المدينة بالمفخخات والعبوات الناسفة. يقول ونس الجبارة، احد ابرز شيوخ صلاح الدين، ان "المحافظة تشهد تحضيرات كبيرة للهجوم على تكريت سيشارك فيها صنوف من قوات الرد السريع، الفرقة الذهبية، الفرقة العسكرية المدرعة التاسعة، بالاضافة الى قوات الشرطة"، مشيرا الى ان الهجوم سيكون بتنسيق مع طيراني الجيش العراقي والتحالف الدولي. ويشير الجبارة لـ"المدى" الى ان "العشائر في المحافظة ستشارك وبقوة في الحملة العسكرية المقبلة مع الحشد الشعبي، التي يرجح قدوم بعض تشكيلاتها من خارج سامراء، لتلافي اي اخطاء قد تحدث في العمليات كما حدث في حوادث سابقة، وتم افتتاح عدد من المعسكرات الخاصة بتدريبهم"، لافتا الى ان "الحشد الشعبي الذي سيشارك في المعركة يقوم على تدريب العشائر على استخدام السلاح الثقيل". ويؤكد الجبارة الذي يشرف على احد المعسكرات الذي اطلق عليه اسم قريبته "الشهيدة امية الجبارة" التي قتلت في اواخر حزيران الماضي في بلدة العلم، شرقي تكريت، بان "المعسكر يضم الاف المتطوعين من العشائر، وبعضهم من سكان تكريت النازحين الى مناطق اخرى"، كاشفا عن وجود معسكرات اخرى في شرق وغرب تكريت، لتدريب العشائر التي وعدت بانها ستتسلم اسلحة كافية للمعركة. ويكشف الجبارة عن مشاركة نحو 40 الف مقاتل في الحملة على "تكريت"، التي لم يحدد موعدها بعد، وسيكون الهجوم من قواطع مخمور وكركوك وبيجي، شمال تكريت، ومن جنوب تكريت، وبمشاركة 500 عنصر من "البيشمركة". بالمقابل يقدر الجبارة عدد المسلحين التابعين لتنظيم "داعش" في داخل تكريت بـ300 مسلح، يحيطون انفسهم بمزارع من الالغام والمفخخات. وحدثت اضطرابات أمنية في شمال تكريت، بعد يوم واحد من سقوط الموصل بيد "داعش"، في الصيف الماضي، قبل ان يحتل التنظيم المتطرف اغلب بلدات صلاح الدين بالكامل في 12 حزيران الماضي، فيما انسحب الجيش "الفرقة الرابعة" بشكل عشوائي من نقاط التفتيش وبعض المواقع في شمال تكريت، ووقعت ناحية سليمان بك، وقضاء الشرقاط بيد المسلحين، كما انسحب من قضاء بيجي الى المقرات الرئيسية، حتى وقع عدد من الجنود في قاعدة "سبايكر" شمال تكريت بيد المسلحين وتم اعدامهم بشكل جماعي. واستطاعت القوات الامنية والحشد الشعبي وعشائر صلاح الدين باستعادة عدد من المناطق، لكنها فشلت في اكثر من حملة لاستعادة تكريت- مركز نفوذ المسلحين في المحافظة- لكن خزعل حماد، وهو عضو مجلس محافظة صلاح الدين، يجد ان "الاستعدادات العسكرية هذه المرة مختلفة عن سابقاتها"، ويرجح انه سيتم استعادة عدد من البلدات المحيطة بتكريت بفعل العوامل العسكرية الجديدة. ويقول حماد لـ"المدى" ان"الحملة مختلفة هذه المرة بسبب الاستعانة بالعشائر التي سترافق القوات الامنية، وستكون رأس حربة في تحرير بعض المناطق"، مشيرا الى ان "العشائر من قبيلتي الجبور والقيسيين اثبتوا جدارة في الحفاظ على مناطق في قضاء بيجي، شمال تكريت، على الرغم من ان مركز القضاء لازال بيد المسلحين بعد ان استعادوه من الجيش قبل شهرين". ويكشف المسؤول المحلي عن ان "العشائر ستكون القوة الرئيسية في تحرير ناحية العلم، شرقي تكريت، التي يسكنها عشائر الجبور"، مشيرا الى ان "الحشد الشعبي يدرب مقاتلين من العشائر الان في عدد من المعسكرات في الدجيل وسامراء، ووعدهم بتسليمهم اسلحة ثقيلة". ويقدر المسؤول المحلي عدد متطوعي العشائر بـ5 الاف عنصر، فيما يقول ان "اعدادا اخرى تنتظر الموافقة للانخراط في عملية تحرير بلدات محيطة بتكريت". فيما يعتبر حماد ان "تحرير تكريت –المدينة- التي يقطنها 10% فقط من سكانها، لايمكن ان يتم عبر العشائر او الحشد الشعبي، لان "داعش" لن تتخلى عنها بسهولة، والمدينة مفخخة بقدرات تفوق التصور، وتحتاج الى قوات خاصة -تكتيكية- مثل الفرقة الذهبية، حتى تتقدم ببطء وتزيل الالغام والمفخخات مع تكثيف للضربات الجوية. ويقول حماد ان "الهجوم الكاسح والسريع سيفشل بالتاكيد". وفجر "داعش"، مؤخرا، عشرات القصور الرئاسية في مجمع القصور في تكريت، والذي كان يضم عددا كبيرا من الدوائر الحكومية والأمنية ومنازل لمسؤولين قبل أن يفرض التنظيم المتشدد سيطرته على المدينة قبل عدة أشهر. المصدر المدى
أقرأ ايضاً
- الرئيس الفقير يستسلم للسرطان ويترك رسالة وداع مؤثرة
- حرائق كاليفورنيا تلتهم قصراً تاريخياً استخدمته هوليود لقرن
- كشف اسرار مترو بغداد ومجسراتها.. نـائب برلماني: نفوس كربلاء مليون و(600) الف وهو رقم فيه ظلم كبير