- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ايها الحمقى لاتقتلوا فرحة العراقيين
حجم النص
بقلم: نبيل طامي المسعودي أضحت كرة القدم تمثل متنفس للكثير من العراقيين للتعبير عن افراحهم ولنسيان احزانهم المتراكمة يوما بعد آخر بسبب حكام فاشلين ونفعيين، وأحداث أمنية ملئوها القتل والدمار، وفوز المنتخب العراقي في المحافل الدولية وفي البطولة القارية له نكهة خاصة، تدفع بالكثير من الشباب والاطفال وحتى الكهول الى التعبير عن فرحهم بالخروج الى الشوارع رافعين اعلام العراق ومرددين الاهازيج بهذا الفوز، وذلك شيء جميل تشيع من خلاله روح البهجة والفرح بين أفراد الشعب وتذيب الفوارق المذهبية والمناطقية التي نشرها بيننا سياسيين منتفعين من ذلك التفرق، ولكن ان يتحول الفرح الى حماقات وتصرفات غبية ومسيئة للآخرين فذلك ما لا يمكن السكوت عنه، ويوم أمس حينما سطر لاعبي المنتخب العراقي ملحمة جميلة وحققوا الفوز على المنتخب الايراني في مباراة ماراثونية، فرح الجميع، ولكن شتان ما بين فرحة متحضرة لم تسيء للاخرين وفرحة حمقاء قتلت وجرحت وأساءت للكثير من ابناء الشعب، واليوم طالعتني صورة لاب مكلوم يحمل صورة ابنته التي قتلها رصاص المحتفلين الحمقى بفوز المنتخب، صورة تحمل مأساة بكل معنى الكلمة، ولولا قلبي الضعيف الذي لايحتمل الصدمات والصور المؤلمة لوضعت تلك الصورة الحزينة امام اعينكم والتي باعتقادي ان الكثير منكم شاهدها على صفحات الفيس بوك، ومسألة إطلاق الرصاص احتفاءا بفوز المنتخب او باي مناسبة سعيدة أخرى، هي عادات قبلية لاتصدر الا من اناس رعاع وبرابرة سبقهم ركب الحضارة والتقدم بكثير، وهذه العادات البالية ليست بجديدة بل عانينا منها منذ ثمانينيات القرن الماضي، حينما شهد يوم اعلان انتهاء الحرب العراقية الايرانية اطلاق وابل من الرصاص في السماء، وعودته الى الارض كالشهب المحترقة التي اصابت المئات من ابناء الشعب، كما نلاحظها بشكل مستمر في الاعراس والافراح، وفي عام 2007 حينما فاز المنتخب بكاس الامم الاسيوة سرقت الفرحة منا حينما سمعنا بموت واصابة العشرات بسبب اطلاقات الاحتفاء، بربكم اي احتفاء هذا الذي يصنع الآلام والمأساة للآخرين، واي حماقة تلك التي يرتكبها البعض ممن فقدوا التعقل والتفكير وراحوا يطلقون الرصاص بالاجواء بمنتهى العنجهية والغباء. ترى لماذا هذا الغياب للقانون وللمحاسبة لهؤلاء المتهورين، اين الحكومة واين القانون من كل ذلك، هل بلغت الاستهانة بارواح العراقيين الى هذا الحد حتى بتنا في الحرب نقتل وفي الاحزان نقتل وحتى في افراحنا نقتل.. والغريب بالأمر ان من يجب ان يحاسب على هذا الظاهرة وان يكون اليد الضاربة ضد هذه العادات السيئة هو من يمارسها ايضا، فنحن نشاهد الكثير من رجال الامن وهم يطلقون الرصاص أيضا في هذه المناسبات، بينما هم عليهم ان يقوموا بمحاسبة من يقوم بها، ظاهرة باتت تعكر صفو حياتنا وتجعل الكثير من العراقيين يتمنى ان لايفوز المنتخب ليجنب نفسه واهله رعب الرصاصات الطائشة التي يطلقها الحمقى من المحتفلين، والذين من المفروض ان يتم ايقافهم عند حدهم وان يكونوا عبرة لكل من يسيء للعراق ويعكر صفو افراح أهله.
أقرأ ايضاً
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى
- متاهة العراقيين
- موت العراقيين .. حكاية لا تنتهي