حجم النص
بقلم:فلاح المشعل خلال سنوات الحصار الجائر الذي فرضته امريكا على العراق، وحطمت به شعب العراق وليس حكومتة، حدثت الكثير من القصص والمواقف ذات المغزى، قصص بطلها الجوع والفاقة والواقع المأساوي الثقيل. يروى ان احد العراقيين باع حليّ زوجته، واقترض بعض المال واشترى سيارة نقل ركاب من نوع (ريم) الشائع انذاك، سلمها لسائق مصري يعمل فيها، وبينما كان الرجل يمنيّ نفسه بأن وارد سيارته سوف يدخله بحبوحة العيش بإكتفاء، وتعويض ذهب زوجته وشراء جهاز (فيديو) وملابس حديثة وبعض الأحلام الصغيرة، اضاع عليه المصري كل ذلك بسبب العطلات الدائمة وصرف نهارات طويلة بلا وارد مالي، بل صار المسكين يدفع له أجور التصليح ومصاريفه الشخصية..! ولم يقبض سوى الحسرات وامنيات محترقة. تحت تلك الضغوط لم يستمر الرجل على ذلك الحال فسحب سيارته من السائق المصري وأودعها لسائق سوداني، بعدشيوع فكرة الوفاء والطيبة عن السودانيين. صباح اليوم التالي رجع السائق السوداني لصاحب سيارة الريم راجلا ً..! سأله صاحب السيارة بقلق ؛ وين السيارة لعد ؟ فرد عليه السائق السوداني بتلقائية ولهجة تجمع بين العراقية والسودانية (مش الريم إنكلبت.. وماتوا كل اللي فيها..)...!؟ تذكرت هذه الحكاية وانا اسمع السياسيين يتحدثون عن سوء الإدارة و الفساد في حكومة السيد نوري المالكي، يعلق الوزراء السابقون فشلهم وفسادهم على دكتاتورية المالكي وتدخله في كل شيء يخص شؤون وزاراتهم..! بصراحة نقول وضعوا المالكي وراء كل الأزمات والكوارث التي حلت بالبلاد، بعض مايعلق على شماعة (السيد المالكي) صحيح تماما ً، وتحديدا ما يخص الوضع الأمني، لكن يحاول البعض في مهرجان الكذب والتزييف، إعفاء الآخرين، سواء ً في بغداد أم بقية المحافظات. من كان يمنع محافظ الناصرية أوالديوانية أوكربلاء ان يعمل مثل محافظ العمارة..؟ هذا السؤال يبدأ من البصرة ويصعد الى الموصل. من يمنع وزير النفط أو الكهرباء أو النقل والتجارة والصحة والبلديات من تجاوز أزماتهم المزمنة مع هذه التخصيصات المليارية الكبيرة..؟ أليست هي العقود الفاسدة والصفقات المريبة وتراكم الأرصدة في بنوك الدول.؟ لابراءة للمالكي من تلك الأخطاء وزمرة المستشارين وحلقات التمجيد والعزل، واكثرهم للحق كارهون، لكن الحق يقال ان كبار السياسيين والمسؤلين في عموم العراق، ودرازن متعددة من البرلمانيين والوزراء ورؤساء المجالس المحلية والمحافظين وكبار ضباط الدفاع والداخلية، كلهم مشاركون في حفلة إصطياد العراق وتقسيم ثرواته ووضعه في حالة عجز مؤكد. في الأشهر التي سبقت ترشح الدكتور العبادي استشاط عددا من الإعلاميين والصحفيين والسياسيين المنافقين في الدفاع عن المالكي وشرعية الدورة الثالثة، ولم يتخط مأتم الدورة الثالثة أربعينيته حتى انقلب هؤلاء الى موقف معادي من الرجل...!؟ دورة جديدة من نفاق ودجل وأكاذيب تثير السخرية، بعضهم يهاجم المالكي، الآخر يدعي انه كان ناصحا لكن الحاج لايأخذ بنصائحه، ورابع ينشق ويؤسس حزب..!؟ اما مجموعة الأرانب التي رابطت طويلا على شاشة العراقية وآفاق من الدكتور الى المستشار الى الإستاذ الى الدجال..! هؤلاء أنقلبوا على السيد المالكي مثلما " انكلب الريم بيد السايك السوداني وماتوا كل الليّ فيها..!