- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
حربُ إسقاط القداسة...!؟ (الغاية والمنهج)
بقلم: الشيخ احمد المنشداوي
بعد أن كان العراق عَلَى مفرق طريقين ومنعطَفين:
الأول هو العودة الى العصر الجاهلي والذي يتمثل بعصر الغارات والسبي البربري وهتك الأعراض والحُرُمات عَلَى أيدي داعش حيث ظهر عَلَى مسرح الأحداث وبصورة مُتسارعة جدا وقد برز كمشروع إستكباري أمريكي مُرعِب
يعتمد عَلَى آديولوجية وحشية بكل المعايير وقد ساعدت في تقوية نفوذهِ السياسات الفاشلة لحكومة فاسدة بكل المقاييس ضربت عَلَى وتر الطائفية المقيتة مما ساعد عَلَى إسقاط عدة من محافظات العراق وبسرعة الضوء بالإضافة الى تواطُؤ بعض دول المنطقة
عن طريق تقديم الدعم اللوجستي لمُرتزقة داعش!!
والثاني: يتمثل بالمواجهة لهذا الغزو البربري والذي لا يرعى إلاً ولا ذمة من أجل الدفاع عن أرض المقدسات وحفظ الأعراض والحُرُمات
وهذا الخيار كان خياراً لا يخلو من التضحيات الجِسام بالأرواح والأموال وهو ما أختارهُ المرجع الأعلى للطائفة الحقَّة (أعزهم الله)
وبالفعل...وبعد قُرابة أكثر من ثلاث سنوات من الموجهة الشرسة والتي قدم فيها الوطن الجريح الآلاف من القرابين والجرحى أتى نصرُ الله تعالى واجتاز العراق من كارثة كادت بأن تَحرق الأخضر واليابس والحمدلله رب العالمين.
ولو راجعنا ودققنا بعناصر هذا الإنتصار فإننا نجدها ثلاثة وهي كالتالي:-
١-المرجعية الدينية بفتواها المباركة.
٢-رجال الدِّينْ من طلبة الحوزة والمُفكرين
٣- الشعب من خلال تلبيته لهذه الفتوى وتفاعله الواسع.
هذه هي أهم عناصر النصر،
ولذلك انتبه الأعداء الى هذه العناصر واكتشفوا سر القوة لدى هذا الشعب البطل الصابر المجاهد،
فبعد أن فشلت كل الرهانات وتحطم مشروعهم الدموي وبعد أن تلاشت كل آمالهم عَلَى أعتاب أرض سيد الأوصياء عادوا وبمشروع جديد ولعله أخطر من مشروعهم السابق..!!
ملخص المشروع الجديد يتمثل بضرب عناصر الأنتصار التي ذكرناها سابقاً.
فهذا المخطط الشيطاني يتمثل بإسقاط القدسيات لهذه العناصر وبطريقة مفبركة مدروسة وبغاية الدقة!!
وَمِمَّا يُلفت النظر هو أن الشروع بهذا المخطط قد تزامن مع إعلان تحرير الموصل بالتحديد حيث ظهر فكر منحرف يهدف الى إسقاط قدسية المراجع عن طريق التشكيك في التقليد وكان توقيت الظهور لهذه الحركة المنحرفة دقيق جداً..!!
مع العلم بان هذه الحركة الضالة تركت إفرازات سلبية لدى البعض..!!
ثم توسع هذا المخطط لكي يشمل طلبة العلم والمفكرين (طلبة الحوزة) عن طريق التسقيط في شبكات التواصل الإجتماعي وبصورة بشعة خرجت عن كل المعايير الأخلاقية!!
وامتدت الى الشخصيات الإجتماعية المرموقة في المجتمع عن طريق التشهير في نشر الأسرار العائلية والأمور الخاصة!!!
وكانت النتيجة واضحة جداً.. فلا قُدسية أو حُرمة لأحد!!!
لا قدسية لفقيه أو عالم أو طالب علم (معمم) ولا لأي شخص..!!
نعم...إِنَّهُ مشروع إسقاط القداسة...
إسقاط الحرمات...
...مع العلم بأن القرآن وأهل البيت قد حذرا من هذا الخطر حيث أكدا عَلَى حرمة العالم وحرمة المؤمن بل وحتى حرمة المجتمع بصورة عامة..
{ إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ،}
ولكن السؤال الأهم هو:
ماذا بعد إسقاط القداسة..؟؟؟!!!!
وماذا يمكن أن يحدث بعد أن يتم الإجهاز وبشكل نهائي على حرمة وقداسة هذه العناصر (الفقيه - طلبة الحوزة - المجتمع) لا سامح الله..؟؟!!!
أخشى بأن نصل الى نقطة اللاعودة (لا قدر الله تعالى) فحينها لاينفع ولات حين مندم.