حجم النص
![](http://non14.net/images/large/130814094301_140_1.jpg)
قال السياسي والمفكر حسن العلوي ان التحولات التي حدثت خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية كشفت عن حجم المعارضة الهائلة لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي، وتحول رد الفعل ضده الى مكاسب لصالح رئيس الوزراء المكلف، مبيناً ان ترشيح شخص من حزب المالكي لرئاسة الوزراء هو التفاتة ذكية من معارضيه. وذكر في بيان صحفي اطلعت وكالة نون الخبرية على نسخته اليوم الاربعاء:" ان من أهم التطورات المثيرة التي حدثت خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية، قيام تكتل برلماني جديد ضم اليه مجموعات فعالة من كتلة دولة القانون، بالاضافة الى كتلتي الفضيلة والاصلاح الوطني والكتلتين الاساسيتين المجلس الاسلامي الأعلى والتيار الصدري، بعدم التجديد لدورة ثالثة لرئيس الوزراء نوري المالكي، وكان ابرز ما في هذا الخيار ان الكتل التي اجمعت على عدم التمديد للمالكي قد اختارت مرشحاً من داخل حزبه، مما فتح الأبواب امام تساؤل عريض بأن المالكي لايرفض فقط تسليم السلطة لمعارضيه بل لمرشح قيادي من حزبه، وهذه الإلتفاتة الذكية من خصومه كانت المقتل في خاصرة مبدأ التمديد للولاية وإحداث انشقاق داخل حزب الدعوة وداخل ائتلاف دولة القانون ". وأضاف العلوي:" ومن الطبيعي جداً ان لجاذبية السلطة وما تقدمه من منافع وامتيازات شرعية وغير شرعية، قد تدفع معظم الاسماء البارزة المحسوبة على المالكي شخصيا الى جانب المرشح الجديد لرئاسة الوزراء، وسيكون من الصعب على الزعيم الجديد للحزب سواء كان المالكي ام السيد العبادي ترميم الحزب من جديد وتوحيده، وبهذا صدقت نبوءات سابقة لي بأن مستقبل حزب الدعوة سيرتبط بمسقبل مجلس الوزراء، وهو الامر الذي حدث خلال الاربع وعشرين ساعة الماضية ". وتابع بالقول:" وكان من ابرز اخطاء المالكي التي ادت الى هذه النتيجة الصادمة بالنسبة له، خطابه في الدقائق الاخيرة من انتهاء المدة المخصصة لاختيار رئيس الوزراء ونزول قوات عسكرية الى الشارع، مما دفع بجهات محلية وإقليمية بعضها كان محايداً الى الوقوف في صف واحد ضد فكرة تمديدة ولايته، وكان عليه ان يتحاشى هذا المنعطف ويتعالى بعد ان شعر ان حزبه قد انشق وانشقت معه دولة القانون وتُرك الرجل مع أقلية لاتصل الى خمسين صوتا في افضل الاحوال ". وأضاف:" ومن جانب اخر كشفت هذه التحولات عن حجم المعارضة الهائلة سواء على مستوى محلي ام اقليمي ام دولي للرئيس المالكي بشخصه وليس احتجاجا على توجهات حزبه، بدليل ان البديل كان من ذات الحزب، وتحول رد الفعل ضد المالكي الى مكاسب لصالح رئيس الوزراء المكلف وإلى درجة لم يسبق ان حدثت اثناء تشكيل وزارات في منطقة الشرق الاوسط من العالم، الى الحد الذي دفع مجلس الامن الى اصدار قرار بالترحيب بالمرشح الجديد، كما ان الولايات المتحدة الامريكية في ليلة واحدة قد ارسلت ثلاثة تعليقات معادية للمالكي، وانتهت حملة الترحيب بالمرشح الجديد الى تهنئة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز لرئيس الوزراء المرشح ولرئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب، مما يعني ان المملكة فتحت ابواب الخليج امام رئيس الوزراء الجديد ". وبين العلوي:" ان الحملة المحلية والعربية والاقليمية والدولية التي اجمعت على الترحيب برئيس الوزراء الجديد كانت تعني من طرف آخر استياءها من سياسة المالكي المتشددة، وهذا يعني ايضا تحميل رئيس الوزراء المكلف المكلف ما لاطاقة له او لغيره به، فقد انعقدت آمال فضفاضة وكأن مشاكل العراق ستمتد اليها عصا ساحرة فيسود السلم الاهلي وتتحقق الوحدة الوطنية ويبدأ مشروع السنوات الخمس للتنمية وتعود مكانة العراق في محيطه العربي وتُحل مشاكل المركز مع الاقليم وتخرج داعش الى ما وراء الحدود وتنتهي البطالة ويتحول العراق بسهولة الى الصورة التي كان عليها بعد ثورة 14 تموز في نزاهة اليد ونظافتها! ". وأشار الى:" ان اختيار المكلف لرئاسة الوزراء لم يأتِ فقط على الصورة التي نقلتها الشاشات، إذ لابد أن تكون جهود وترتيبات منذ ظهور نتائج الانتخابات قد جرت على كافة المستويات، إذ يجري المألوف السياسي عادة على تمرير المرشحين على جملة محطات تصفية قبل تشخيص المطلوب ترشيحه، وإذ تظهر علامات الزهو لدى مؤسسات حزبية واعلامية بحجم الاهتمام الدولي في مسألة تشكيل الحكومة العراقية، فإن قراءة اخرى لهذا الاهتمام قد تشير الى ما يتصل بمعنى السيادة الكاملة للدولة وهل يتفق هذا مع هذه الترحيبات، وبكلمة أوضح، عندما تتشكل حكومة اردنية او حكومة كويتية هل ينعقد مجلس الامن ويتدخل الامين العام للامم المتحدة والاتحاد الاوربي باصدار بيانات ترحيب او عدم ترحيب بهذا الحدث المحلي جدا؟! ". وأضاف:" لاينبغي ان تأخذنا الموجة ونحن سياسيون مجربون فنرقص على صوت الطبل، فالرئيس المرشح اذا اراد ان ينجح فأمامه طريق واحد مادامت هناك كتل سياسية متناقضة، وهو ان لايَحكُم، وأن يتحول دوره الى منسق عام لهذه الكتل والتيارات المتناحرة، فإذا حكَمَ فسيقع فيما وقع فيه سلفه المالكي، واذا لم يَحكُم فقد تستبد بالحكم كتل اخرى حوله فيُوصَم بالضعف، والطريق الوحيد أمامه هو ان يقبل بأن يسمى ضعيفا حتى يستمر رئيساً للوزراء دون ان يكون حاكما، وهذا هو الهدف من فلسفة الدستور العراقي الذي حول لقب رئيس الوزراء الى رئيس مجلس الوزراء ". وتابع العلوي:" لقد تلقيتُ شخصياً رسائل من اطراف معارضة تبدي تفاؤلها بهذه الخطوة، بل حُملتُ رسائل الى المجلس الاعلى والتيار الصدري حول حسن نوايا من فئات معارضة مستعدة لأن تبدأ صفحة جديدة، ومع علمي بأن الامور قد لاتكون بهذه السهولة وان الانفراج المتوقع قد لايتحقق بهذه السرعة، فقد حملتُ هذه الرسائل الى اصحابها امس ". وأوضح قائلاً:" لاشك انها فرصة نادرة امام الرئيس المكلف، ولكن مثل هذه المهمات لاتحتاج الى رئيس وزراء بل الى مجلس وزراء يشعر كل عضو فيه ان صلاحياته ومسؤولياته هي مسؤوليات رئيس المجلس، فيتشكل مجلس الوزراء لامن وزراء بل من رؤساء وزارات بما لدى الوزير من صلاحيات، وأن تكون حول رئيس الوزراء لجان تخصصية نوعية للنفط والتربية والامن والاقتصاد والزراعة والصناعة والصحة، لأن منصب الوزير يبقى منصباً سياسياً وليس مهنياً، ومجلس الوزراء سيحتاج الى خبراء مهنيين ". وبين:" ان على رئيس الوزراء المكلف اذا وُفق في تشكيل الوزارة ان يحضر في الاسبوع مرتين على الاقل الى مجلس النواب، علما بأن رئيس الوزراء البريطاني يتزعم كتلته في مواجهة زعيم المعارضة في مجلس العموم في كل جلسة، فاذا غاب لسفر او مرض فان نائبه سيكون بديلا عنه في حضور مجلس العموم، ولعل من اخطاء المالكي الكبرى انه كان يستنكف من مجلس النواب عند دعوته للحضور". وختم العلوي حديثه بالقول:" وبين التفاؤل والتشاؤم اتمنى لمعارضي المالكي ان لايذهبوا مذاهب الشماتة المنبوذة في اعراف السياسة والاخلاق، كما اتمنى عليهم ان يقتصدوا في المراهنة على نسب عالية من النجاح في دولة تفتقر الى عناصر وجودها وقيمومتها ".
أقرأ ايضاً
- حزب العمال البريطاني يتصدر نتائج الانتخابات العامة ويفوز بـ 410 مقاعد
- تأييد سياسي غير معلن لـ"مبكرة المالكي".. فهل سيتجه العراق إلى ذلك؟
- خلال استقباله الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية.. السوداني يجدد موقف العراق الثابت في دعم القضية الفلسطينية