حجم النص
يتابع "المجلس العراقي لحوار الاديان" بقلق بالغ الاحداث المتسارعة في مناطق مختلفة من العراق، وسيادة منطق العنف وتزعزعُ الثقةِ بالآخرِ، وتسييسُ التعاليمِ الدينيةِ لتبريرِ ممارساتٍ بعيدةٍ عن جوهرِ الأديانِ وروحيتِها، وهو ما كان المجلس يحذر منه بشكل دائم في مقابل تأكيد الحاجةٍ الحقيقيةٍ والملحةٍ للحوارِ. وفي الوقت الذي يمر فيه العراق بمنعطف يهدد وجوده ووحدته ومستقبله وهويته التعددية من تنوع ديني وعرقي ومذهبي ولغوي، تم تهديد ثرواته وارثه التاريخي والحضاري في الوقت نفسه الذي يتعرض فيه مواطنوه للعنف والتهجير والاقتلاع من اراضيهم. وحذر المجلس في بيانه الذي اطلعت وكالة نون الخبرية على نسخته حذر من خطرِ تحوّلِ هوية العراق التعدديةِ إلى هويةٍ أحاديةٍ بسببِ هجرةِ مكوناتهِ، وتفككِ نسيجهِ الاجتماعيِّ؛ بسببِ الصراعاتِ السياسيةِ على السلطةِ، من جهة وامتداد الحركات الارهابية لتحتل اجزاء من جسم الوطن وتمزقه الى اجزاء منفصلة عن بعضها. وفي حين كان أملنا وعملنا ينصبان على عبور مرحلة الانتقال الى الديمقراطية بسلام وأمن في ظل حقوق مواطنة مكفولة للجميع، نواجه اليوم اشكالا مختلفة من التصعيد الطائفي والقومي لا تقل خطرا على وحدة البلاد من خطر ارهاب الجماعات المسلحة، وتطرح سيناريوهات مشبوهة لتقسيم البلاد على نحو يهدد الدعوة لبناء عراق مدني ديمقراطي يمثل خيمة لجميع العراقيين مكونات وأفراد. كما حمل البيان كافة النخب السياسية مسؤولية التدهور الشامل الذي تمر به البلاد على الصعيد السياسي والامني والانساني، وندعوها إلى ان تتصرف كجسم واحد لمواجهة خطر الجماعات الإرهابية المسلحة التي حرقت الاخضر واليابس، وان تتفق على مصلحة العراق قبل ان تتفق على صفقة لتقاسم السلطة والمصالح. ونؤكد على ان تكون النخب السياسية بمستوى المسؤولية التاريخية التي تقع على عاتقهم اليوم في الحفاظ على وحدة البلاد وهويتها التعددية، وان يتجنبوا أشكال التصعيد والتأزيم والتهديد والوعيد التي لن تجلب سوى الخراب وتهديد الامل بعراق موحد. وفي الوقت الذي ندين فيه التدمير المنهجي والمنظم للتراث الديني والثقافي للعراق من رموز حضارية وآثار وتراث ديني ودور عبادة من مساجد وحسينيات وكنائس وغيرها، نحمّل الاجهزة الامنية مسؤولية الحفاظ على حياة المدنيين، وحماية مؤسساتهم الدينية والثقافية والحضارية والتي تمثل ثروة تخص العراق ككيان حضاري. كما نحث"الحكومة والبرلمان"على إعطاء الأولوية القصوى لتأمين الحاجات الأساسية للمهجرين من العراقيين وتعويض المتضريين منهم وعلى وجه السرعة، والتي كان أخرها ما حصل من تهجير منظم وقبيح للمسيحيين من الموصل على يد الجماعات الارهابية المسلحة.
أقرأ ايضاً
- العراق يتسلم 185 عائلة "داعشية" من مخيم الهول السوري
- النزاهة ترصد تلاعباً وشبهات فساد بـ73 مليار دينار في كركوك
- السفير الفرنسي لدى العراق بعد زيارة مرقد الامام الحسين (ع): شاهدت جمالية وروعة المكان المقدس