حجم النص
ادت الضربات القاسية لابطال القوات المسلحة وهي تلاحق عصابات "داعش" في مختلف انحاء البلاد، لاسيما الانبار، الى ارتكاب افراد ذلك التنظيم جرائم بشعة، لكن هذه المرة بحق انفسهم، حينما اقدموا على قطع رؤوس قتلاهم ودفنها بعيدا عن الاجساد، خشية التعرف على هوياتهم الحقيقية، في صورة تدلل على وحشية ذلك التنظيم، الذي تكبد يوم امس خسائر جسيمة تمثلت في قتل واعتقال اكثر من 57 فردا من عناصره في الانبار وكركوك والدجيل والشرقاط، فضلا عن تدمير معسكر لـ"داعش" في ديالى يحتوي متفجرات وتجهيزات عسكرية. وتأتي تلك الاعمال الوحشية، في وقت كشفت خلاله مصادر مطلعة عن توصل القيادات السياسية والامنية والدينية والعشائرية في الانبار، الى اتفاق لتمديد فترة الهدنة العسكرية في الفلوجة لغاية يوم غد الخميس، في خطوة تمهد لتسوية الاوضاع في المدينة، لاسيما بعد ان لمس وجهاؤها وحشية وقساوة افراد"داعش" الارهابي.وبينما رحبت اوساط اجتماعية وسياسية ودينية، بمساعي انهاء الازمة في الفلوجة، ومبادرات العشائر لطرد المسلحين منها، اكد محافظ الانبار احمد خلف الدليمي وجود تحرك جدي باتجاه الشباب المغرر بهم للعودة الى عشائرهم وانتهاء المعارك في المحافظة، معربا عن تفاؤله بان تؤدي المبادرات الحكومية والعشائرية الى السيطرة على الاوضاع في المحافظة. جرائم ووحشية {داعش} وعقب الجرائم التي ارتكبها افراد "داعش" بحق المدنيين في الانبار، لجا هذه المرة الى ارتكاب جرائم وحشية بحق قتلاه، حينما عمد الى قطع رؤوسهم، ودفنها بعيدا عن الجثث في محاولة بائسة لاخفاء هوية المجرمين. ووفقا لقائد عمليات الانبار الفريق رشيد فليح، خلال حديثه فان القوات الامنية وخلال تنفيذها لمجموعة عمليات عسكرية على مناطق الجريش والبوعلي جاسم والبوشهاب والبوذياب اكتشفت قيام الإرهابيين بسحب الكثير من جثث قتلاهم من ساحة المعركة وقطع الرؤوس وفصلها عن الاجساد ودفنها لاخفاء هويات القتلى الذين يحملون جنسيات اجنبية وعربية، مبيناً ان الضربات السريعة والمركزة والقاصمة التي سددتها طائرات القوة الجوية ومروحيات طيران الجيش ومدفعياته وباقي الصنوف افقدت الارهابيين توازنهم وقاموا بارتكاب افضع الجرائم حتى بحق اتباعهم، موضحا قتل القوات الامنية خلال حملاتها العشرات من الإرهابيين تمكنت من طردهم بالكامل من تلك المناطق بعد تطهيرها.واضاف فليح، ان الوصول الى مخابئ الإرهابيين اسفر عن العثور على اسلحة ومعدات واعتدة متنوعة وصواريخ قاذفات وعبوات ناسفة واختام وهويات مزورة عراقية وسعودية كان الارهابيون يستخدمونها خلال عملياتهم. وأكد قائد العمليات ان تلك الوثائق تدين وبشكل قاطع العديد من البلدان التي ما انفكت تدعم الارهاب وتقدم له الاسناد، معتبرا العثور على هويات عربية في الانبار دلالة على تورط تلك الدول في ما يجري من تدهور امني في بعض المحافظات العراقية، مؤكداً ان تطهير مناطق اطراف الرمادي واحكام الاجراءات الامنية على المناطق الحدودية سيكون على غرار ما حصل في الرمادي، لاسيما وان القوات الامنية باتت تمتلك امكانيات قتالية واسلحة مناسبة لردع الإرهابيين.واوضح فليح، ان جميع القوات الامنية والقيادات الميدانية اكملت خططها واستعداداتها لتطهير مدينة الفلوجة من سيطرة التنظيمات الارهابية وهي بانتظار امر القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي في بدء الهجوم واقتحام المدينة التي ما زالت التنظيمات الارهابية تسجن اهلها وتفرض عليهم جميع احكامها الجائرة. تمديد مهلة الهدنة في الفلوجة من جانبه اكد نائب رئيس مجلس محافظة الانبار فالح العيساوي في تصريح صحفي ان تمديداً جديداً لمهلة الايام الثلاثة التي اوقف فيها القصف المركز على الاهداف المنتخبة للارهابيين في الفلوجة قد تم بعد مناقشة الامر مع وزير الدفاع بالوكالة ومحافظ الانبار، الذين اتفقوا بشكل مبدئي على تمديد المهلة لغاية يوم غد الخميس.ولفت العيساوي الى ان الموافقة تمت بعد الاستجابة الكبيرة لرجال دين ورؤساء عشائر ووجهاء ومسؤولين محليين لمبادرة الهدنة، مبيناً ان اتصالات عديدة من داخل المدينة وردت الى مجلس المحافظة تؤيد المبادرة وتصر على ايجاد حلول سلمية تحقن دماء ابناء الفلوجة وتتعهد بابعاد الإرهابيين من داخل المدينة وتعيد الحياة اليها. واضاف ان اهالي الانبار ورجال العشائر ورجال الدين يرفضون تواجد أي جهة ارهابية في مدن محافظتهم وانهم مستعدون للدفاع عنها، مؤكدين ان دخول القوات الامنية الى مناطق الانبار بعد طرد الإرهابيين عنها اعاد الامن والقانون وحرية الرأي واحترام المواطنين. تحركات لتطويق الاوضاع في الانبار من ناحيته، كشف محافظ الانبار احمد خلف الدليمي عن وجود تحرك باتجاه الشباب المغرر بهم للعودة الى عشائرهم وانتهاء المعارك في المحافظة، في وقت اعتبر رئيس لجنة الامن والدفاع النيابية حسن السنيد، أن المهلة التي اعطيت لمحافظة الانبار لوقف القصف ليست هزيمة للجيش بل جاءت بناء على طلب قدمته العشائر.وذكر الدليمي في بيان صحفي " نعرب عن تفاؤلنا إزاء إمكانية انتهاء المعارك التي تشهدها محافظة الانبار منذ عدة أسابيع، مبينا" نحن منفتحون على الجميع وندعم بقوة المبادرة التي تهدف إلى القاء السلاح وانهاء التوتر الأمني، مشيرا إلى وجود مساع لاقناع بعض الشباب المغرر بهم بالعودة إلى عشائرهم لتنتهي الأزمة". الارهاب يعطل الحياة في الفلوجة بدوره اكد رئيس مجلس اسناد الانبار الشيخ حميد الهايس خلال حديث ادلى به " ان ارهابيي "داعش" عطلوا العديد من مفاصل الحياة في الفلوجة، لاسيما عقب استيلائهم على جميع اسلحة ومشاجب الشرطة المحلية، مبيناً ان المحاكم التي شكلتها المجاميع الاجرامية ما زالت ترعب الاهالي وتصدر احكامها الجائرة بحقهم، لافتا الى ان اغلب المؤسسات الحكومية والعديد من الاسواق مازالت مغلقة بسبب خشيتها من قسوة الإرهابيين وافعالهم، منوهاً بان الإرهابيين يسيطرون على قلب مدينة الفلوجة وازقتها وزواياها، بينما تمكن عدد من مقاتلي العشائر من طرد تلك الجماعات التي اتخذت من اطراف المدينة مأوى لها باتجاه قلب الفلوجة. وحذر الهايس من امكانية هرب عناصر "داعش" من الفلوجة مستغلين مهلة الهدنة التي منحت لهم من قبل وزارة الدفاع استجابة لدعوات ونداءات شيوخ ورجال دين المدينة، مبديا قلقه من امكانية هروب عناصر التنظيم الى المناطق القريبة من الفلوجة بعد تغير مواقف شيوخ وعلماء المدينة، الذين شعروا بمدى خطورة ووحشية الجماعات الارهابية، لاسيما عقب فرضهم احكاما جائرة على ابناء المدينة، بلغت في العديد من الاحيان قطع الرؤوس والجلد بحق الابرياء. نفاد الوقود لدى الاهالي ونتيجة لتعرض العديد من مركبات نقل المشتقات النفطية الحوضية المتجهة الى الانبار لاطلاق النار، شهدت المحافظة جراء ذلك، ازمة وقود خانقة، خلقت طوابير طويلة على محطات التزود بالبنزين، وخلفت وراءها حالة من التذمر لدى ابناء الانبار، لاسيما عقب انقطاع التيار الكهربائي الناجم عن استهداف الارهابيين عددا من خطوط نقل الطاقة للضغط الفائق 400 كي في واسقاط برجين، وفقا لما افادت به وزارة الكهرباء لـ"الصباح". احمد الكبيسي، احد سكنة الرمادي يروي لـ"الصباح" قصة معاناته مع عملية الحصول على الوقود قائلا"صار على الجميع ان يقفوا لساعات طويلة امام محطات التزود بالوقود الحكومية للحصول على الكمية التي يحتاجونها من اجل التنقل بسياراتهم، او لصالح الاغراض المنزلية". بينما يرى عمر الدليمي، وهو من سكنة الرمادي ايضا خلال حديثه لـ"الصباح" ان "انقطاع التيار الكهربائي المستمر في المدينة يجعلنا بحاجة الى مادة البنزين، غير ان المحطات الحكومية ترفض تزويد المواطنين، وتكتفي بمنح اصحاب السيارات فقط، مما يضطرنا الى شرائه من السوق السوداء باسعار مرتفعة".بدوره قال مدير محطة الرمادي القديمة للوقود، احمد خضير، خلال حديثه لـ"الصباح" انه وحسب التوجيهات الصادرة يمنع تزويد اصحاب الجليكانات ويكون التزويد بمادة البانزين حصرا لاصحاب السيارات، مبينا ان ذلك الامر جعل العاملين في المحطة امام مصاعب جمة اضطرتهم في العديد من الاحيان الى التعرض لشتى انواع الاعتداءات بسبب امتناعهم عن تزويد اصحاب العبوات بالوقود. ولفت خضير الى ان محطته تستلم "صهريجي وقود" يوميا وبمعدل72 الف لتر منه ليتم تزويد المواطنين من اصحاب المركبات بشكل يومي منذ الصباح الباكر ولغاية الرابعة عصرا، وفي حالة تدهور الوضع الامني في المنطقة وانقطاع الطرق وصعوبة وصول الصهاريج في وقتها المحدد يتم تاجيلها الى اليوم الاخر، ويكون استلام الحصص من محطة بيجي الى مستودع الوقود في الرمادي والذي يكون بحماية قوات الجيش ومن ثم يوزع على المحطات في مدينة الرمادي. تكبيد {داعش} خسائر فادحة وعلى الصعيد الامني، فقد تكبد تنظيم "داعش" الاجرامي خسائر فادحة بفضل صلابة واصرار قوات الجيش، التي مازالت تلاحق افراد التنظيم في عموم المحافظات، لاسيما الانبار. حيث افاد قائد شرطة الانبار اسماعيل شهاب في تصريح ان العمليات الجارية الان في مناطق البو ذياب و الجرايشي اسفرت عن قتل أكثر من 30 من عناصر تنظيم داعش بينهم 15 عنصرا كانوا يختبئون في احد الجوامع. واشار شهاب الى وجود استقرار امني في مناطق عديدة من المدينة، على الرغم من حدوث اشتباكات متقطعة مع بقايا فلول عناصر "داعش" في الجزء الجنوبي من المدينة، مؤكدا قتل 4 ارهابيين في منطقة الملعب و3 اخرين في منطقة حي الضباط، مشيرا الى خوض القوات المسلحة صولة بطولية في منطقة الحوز الواقعة جنوب غرب الرمادي من اجل تطهيرها من تنظيمات "القاعدة وداعش"، مبينا في الوقت ذاته القاء القبض على 10 عناصر من "داعش" في منطقة حي التاميم. كما افادت مصادر امنية، ان قوات الشرطة المحلية بالتعاون مع سوات شنت هجوما على عدد من المنازل في شارع عشرين وحي الشرطة وسط الرمادي وتمكنت من اعتقال ثلاثة من "داعش" بعد محاولتهم الهروب."، في حين اعلنت مديرية شرطة الانبار عن اتخاذها اجراءات امنية مشددة وسط مدينة الرمادي على خلفية انفجار سيارة مفخخة استهدفت مقر مجلس محافظة الانبار وسط مدينة الرمادي.وقال مصدر امني في تصريح خص به " الصباح " اتخذت قوات الامن اجراءات امنية مشددة وسط المدينة من قبل جميع الاجهزة الأمنية بعد انفجار السيارة المفخخة التي يقودها انتحاري واستهدفت مقر مجلس المحافظة.من جهتها، اعلنت وزارة الدفاع قتل عدد من المسلحين والاستيلاء على كدس كبير للاسلحة في محافظة الانبار. وذكر بيان صحفي للوزارة ان "قوات الجيش في قاطع علميات الانبار تمكنت من قتل مجموعة من الارهابيين والاستيلاء على كدس كبير من الاعتدة والاسلحة". الى ذلك، اكدت وزارة الداخلية امس الثلاثاء، ضبط اكبر معسكر لتنظيم "داعش" بعملية نوعية جرت شمال شرق بعقوبة، مبينة أن المعسكر احتوى على كميات كبيرة من المتفجرات وتجهيزات عسكرية ورايات للتنظيم. وقال المتحدث باسم الوزارة العميد سعد معن في حديث صحفي، إن "قوة امنية مشتركة من تشكيلات شرطة ديالى والفرقة الخامسة مدعومة باسناد من الطيران الحربي ضبطت في اطراف منطقة الحفاير معسكرا كبيرا لتنظيم "داعش"، مبينا أن "المعسكر يحتوى على 12 عبوة ناسفة مهيأة للتفجير وقاذفات وبنادق مفخخة و32 قنبرة هاون ودروع وصواعق و15 صاروخ مختلف الانواع وتجهيزات عسكرية ولوحات تسجيل مركبات مزورة ورايات تخص التنظيم اضافة الى كميات كبيرة من المتفجرات". كما اشار معن، الى تمكن قوات الشرطة في محافظة صلاح الدين من قتل "إرهابي" وضبط مخبأ عتاد لـ"داعش"، الى جانب اعتقال أربعة مطلوبين في قضاءي الدجيل والشرقاط. الى ذلك، افاد مصدر عسكري في محافظة كركوك، امس الثلاثاء، بأن مسلحين اثنين قتلا واعتقل سبعة مطلوبين بتهمة "الإرهاب" خلال عملية أمنية جنوب غربي المحافظة، في وقت تمكنت فيه قوة من قيادة حرس الحدود العراقية، امس الثلاثاء، من احباط محاولة لتسلل 15 مسلحا قادمين من الأراضي السورية غرب محافظة الانبار
أقرأ ايضاً
- بعد موافقة مجلس الوزراء عليهما :العتبة الحسينية تنفذ مستشفى لعلاج الاورام ومركزا لعلاج التوحد في بغداد
- الاطار التنسيقي يؤكد دعمه لزيارة السوداني إلى البيت الابيض: نتطلع لدور في عدم توسعة الصراع
- فرنسا توصي رعاياها بعدم السفر للعراق