- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الرأي العام السري وخطره على الدول ولماذا تخاف الحكومات من تحويله الى سخط عام ؟
حجم النص
بقلم:يحيى النجار الصحافة مرآة المجتمع وهي التي تقوم بالتعبير الأصدق عن الراي العام وتقوده فماهو الرأي العام ؟ الرأي العام في نظر خبراء الإعلام هو ((الحكم الذي تتوصل اليه جماعة بعد مناقشات طويلة ومستوفاة) والرأي العام ليس حاصل جمع الأصوات ولاضربها ولاقسمتها ولايتحقق هذا الرأي الابوجود معارضه، أي انك اذا كنت تحاضر في ندوة او جالسا في مقهى وآثرت موضوعا ماولكي يتحقق الرأي العام فلابد من وجود من يعارض رأيك في الموضوع المثار، وبعد مناقشات طويلة يتم خلالها الاقتناع خلال فترة النقاش،ولاضير أن يغيير المعارض رايه في ندوات اونقاشات أخرى لاحقه اذا تمكن من أقناع الآخرين بوجهة نظره.. وينقسم الرأي العام الى عدة أقسام منها الرأي العام العلني الذي تسير بموجيه الدول الديمقراطية،وهو ظاهر للعلن حتى وان كان معارضا لسياسية الدولة.وهذا النوع من الرأي هو النوع الطبيعي والسليم اذا اردنا ان يستقر الحكم وتهدأ النفوس ولابد للحكومات ان تعطي حيزا وافيا من حرية الصحافة والاعلام ولو على حساب سلطاتها وامتيازاتها وان تتنازل عن حرياتها المطلقة في كل شيئ وتفسح المجال للصحافة ان تراقب حد الاختراق لتلك السلطات والامتيازات والثاني الرأي العام السري،وهو ما تأخذ به الدول الدكتاتورية والأنظمة القمعية فلايتسطيع هذا الرأي الظهور بشكل علني فيصبح سريا ويظهر تدريجا على شكل دعايات او إشاعات مايلبث ان يتحول إلى سخط عام ويكون خطرا على تلك الأنظمة، فالرأي العام لاينتهي فهو أما أن يكون علنيا أو سريا.ولا ريب فأن خداع الناس والاستهزاء بهم وتزوير ارادتهم اثناء الانتخابات حتى وان كانت الدولة تتبع النظام الديمقراطي فالنتائج تكون كارئية على تلك الدول وحكوماتها وسيكون السخط العام هو القنبلة الموقوته التي تنفجر في اي وقت وبدون اعلان او اشعار مهما طال الوقت عندها لاتنفع العلاجات مهما كانت صحيحة وصادقة والمثال على ذلك ما حصل ويحصل في عالمنا العربي من احداث عنيفة سميت بالربيع العربي وهي لم تقتلع انظمة وتهز عروش بل انهارت دول بأكملها اثناء مرور[تسونامي] السخط العام وهدمها من جذورها فليبيا كانت دولة فاصبحت قبائل متناثرة يأكل بعضها بعضا واليمن كانت تريد ان تصبح دولة لكنها تراجعت وازدادت قبلية وهي مهدده بالانقسام والتشضي في المستقبل القريب وتونس تلك الدولة العصرية باتت في مهب الريح اثناء صعود الاسلام المتطرف الى سدة الحكم وفي مصر اكبر واقوى واثقف الدول العربية فعل السخط العام فعلته فاسقطوا نظامين واقتلعوا رئيسين في اقل من سنتين نتيجة للسياسات الفاشلة والراكعة امام اسرائيل وامريكا واهمال النظام للشعب المصري والابتعاد عن معالجة همومه ومشاكله وها هو السخط العام يضرب سوريا نتيجة لاهمال البعث السوري لمتطلبات الشعب وابتعاده عن معالجة المشاكل الحقيقية ومحاولة حلها وتطرف المعارضة وارتمائها في احضان الارهاب والقاعدة والتطرف الديني ومؤامرات الدول الاستعمارية وتركيا ودول الخليج العربي الرجعية.وخلاصة القول ان الحكومات حتى وان كانت ديمقراطية لا بد وان تكون عقلانية امام شعوبها وان لاتستهين بهم كل الوقت حتى وان كان الصندوق هو الفيصل وان تحذر كل الوقت من ان يتحول الرأي العام الى سخط عام حينها لا ينفع الندم وياما شعوب كنست حكومات ديمقراطية هي وصناديقها.. أما التقسيم الثاني للراي العام فهو رأي عام ثابت كالدين والقومية،ورأي عام مؤقت تمثله الاحزاب السياسية فالحزب مهما امتد به العمر فلابد ان يتغيير.. وراي عام يومي تمثله وسائل الأعلام كالصحف اليومية والفضائيات وغيرها. اما التقسيم الأهم والأخطر فهو ثلاثة أنواع، الأول هو الرأي العام القائد ويمثله صفوة العلماء والمفكرين في الأمة، وهم يؤثرون في وسائل الإعلام ولايتاثرون بها.ثم الرأي العام المثقف ويمثله المثقفون في الأمة وهم يؤثرون في وسائل الإعلام والمجتمع وفي ذات الوقت يتأثرون بها... اما النوع الثالث فهو الرأي العام المنقاد، وهو اخطر أنواع الرأي العام لأنه يمثل أكثر من 70% من المجتمع وتتغير هذه النسبة صعودا وانخفاضا حسب الثقافة الموجودة داخل كل مجتمع، ففي مجتمعاتنا العربية والإسلامية قد ترتفع النسبة إلى أكثر من 80او90% وتأتي خطورة هذا النوع من الرأي العام من كونه مسلوب الإرادة والتفكير وهو معرض لتقبل الإشاعات والدعايات المعادية وخاصة وقت الأزمات والحروب وكذلك في وقت الانتخابات.وقد وصفه الامام علي [ع] بأنه ينعق مع كل ناعق وتصفه الدول الغربية اسم الكتلة أو الدهماء..بينما تطلق عليه الماركسية اسم الجماهير وهذا النوع من الرأي يسبب نكسة عسكرية لبلده أثناء الحرب أذا تمكنت القوى المعادية من كسبه عن طريق الإشاعات فينهار من الداخل حتى قبل أن تبدأ المعركة.. وفي وقت الانتخابات تجند الأحزاب السياسية والحكومات طاقاتها لكي تتمكن من كسب أصواته.
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- الانتخابات الأمريكية البورصة الدولية التي تنتظر حبرها الاعظم