- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
كربلاء تصرخُ ...لا ...من جديد !!!
حجم النص
بقلم / مسلم الركابي
انها ليست كباقي المدن , هذه العروسة الموشحةُ بالدماء على مر التاريخ, والتي سيزفها الباري عزّ وجل الى الجنة يوم الورود , قدرها ان تقترن بالرفض , وقدر الرفض ان يقترن بها , فقد عَلَمتْ كربلاء العالمَ ابجدية الرفض , لكنها الدماء تأبى ان تغادر شوارعها وازقتها وملاعبها ,هذه المرة ليس الحدث جديداً , ولم يكن الاول , ولن يكون الاخير , فأداة القتل الهمجي والوحشي وصلت الى ملاعب الكرة , هناك في كربلاء الرفض والاباء , لتغتال رمزاً من رموز الحياة , هكذا كانت قوات سوات تغتال الحياة في ملعب كربلاء بعدما اردتْ محمد عباس مضرجاً بدمه , وهو يرمق السماء بعينيه مندهشاً , يتأملُ حمامَ الصحن الحسيني الشريف , الذي كان يرتعشً ويرتجفُ خوفاً وهلعاً من وحوش كاسرة دخلت ارض ملعب كربلاء ذات مساء , لم يكن محمد عباس في يوم ما منخرطاً في صفوف الارهاب , ولم يكن في يوم ما قد انتمى الى احدى المليشيات والتي انتشرت على جسد الوطن الذبيح كخلايا السرطان , لم يمتهن ابو سمية القسوة , فقد كان وديعاً وهادئاً كنهر صغير يسير بخجل على جسد المدينة , لكنها الوحوش الكاسرة والمتوحشة من قوات سوات اصرت على ان تغتال هذا النهر المتدفق حباً وعطاءاً ,لا لشيء سوى انه يعني الحياة والديمومية في العيش , منذ ان غادر ارض الوطن الذبيح اوائل العقد التسعيني , قطع عهداً مع معشوقه العراق , بان يعود ,واوفى ابو سميه بعهده وعاد , وفي حقائبه احلام الصبى وامنيات بحجم وطن , كانت احلامه بسيطة كرغيف خبز , لكنها الوحوش الكاسرة والمتوحشة من قوات سوات اطلقت الرصاص على احلامه وامنياته دفعةً واحدةً , كربلاء اليوم كعادتها تأبى الخنوع والخضوع للظلم والطغيان , فقد اعتلت منصة الرفض من جديد , واماطت شوارعها اللثام عن صمتها وهي تصرخ لا لا , هذه ال لا التي رضعتها من ثدي الثورة الحسينية الخالدة , حيث ستبقى الى يوم الحساب تعلم الرجال والعالم اجمع معنى الرفض , فهي مدرسة الرفض والاباء والكبرياء , فهنيئاً لك ابا سمية بكربلاء الرفض , وهنيئاً لكربلاء الرفض برمزها الجديد محمد عباس ,
[email protected]