- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
حسن العاقبة ...الزبير والحر ونحن
حجم النص
بقلم سامي جواد كاظم
كثيرا ما نردد في دائنا لله عز وجل ان يرزقنا جسن العاقبة والمعلوم لدينا جميعا ان حسن العاقبة هي ان نبقى على الدين الاسلامي عند وداع الحياة ومن المسلمين لاسيما الشيعة الامامية يكون حسن العاقبة هي البقاء على ولاية امير المؤمنين والائمة من بعده صلوات الله عليهم اجمعين عند ساعة وداع الدنيا ، واما سوء العاقبة والعياذ بالله هي من يمضي حياته صلاة وصوم وفي اواخر ايامه فسق وفجور ويموت وهو على هذه الحالة فيقال ان هذا عاقبته كانت على سوء .
ولربما يتبادر الى ذهن القارئ الكريم بعض الصور الاسلامية لهذه المصطلحات منها مثلا الزبير بن العوام الذي قاتل ودافع عن رسول الله في كل المعارك التي اشترك بها وهو الذي وقف مع علي في محنته بعد وفاة رسول الله (ص) وهو الذي صوت للامام علي في شورى عمر ولكن كيف كانت عاقبته ؟ فهو من انتهك حرمة دم المسلمين وقاد الجيوش على الامام علي ومات على ذلك فقيل ان عاقبته على سوء ، والنموذج الاخر هو الحر الرياحي الذي كان احد قادة جيش يزيد وهو الذي جعجع بالحسين وعياله واصحابه الى كربلاء وكانت حياته كلها سوء ولكنه في لحظات تغير موقفه ليعلن انضمامه لصحب الحسين عليه السلام وقد خلده التاريخ على هذه السويعات الاخيرة التي استشهد فيها في سبيل الحسين فكانت عاقبته حسنة .
ولو سالنا الزبير والحر هل يعرفان معنى العاقبة الحسنة والسيئة ؟ انا اجزم انهما لايعلمان بها .
نحن تعلمنا من هذه الدروس والاحاديث الشريفة ان نتمنى ان تكون عاقبتنا على خير والعاقبة هي ان نبقى على ثبات عقيدتنا باصول الدين الخمسة لحظة ساعات وداع الدنيا ولاننا لانعلم متى تكون هذه الساعات فانها متوقعة الان او بعد ساعة او يوم او شهر او سنة وعليه يجب ان نكون مستعدين لها على مدار ساعات ايامنا والاستعداد يكون التمسك بشريعة الاسلام وبولاية اهل البيت عليهم السلام ( من وجهة نظر امامي اثني عشري) وان نتصرف طبقا لما امرونا به ونديم اعمالنا يوميا هكذا حتى اذا فارقنا الحياة فاننا نكون قد حصلنا على الثبات على ولاية اهل البيت وهي قمة حسن العاقبة .
واما من يلهو ويامن من ساعة الموت معتقدا ان اجله لم يحن بعد ولا يبال بما هي عليه تصرفاته فانه يكون قد ضمن سوء العاقبة لانه يعلم ويعاند سواء كان بجهل او بقصد فاذا ادرك معنى حسن العاقبة فانه لايفكر بسوء العاقبة ابدا ولايامن الحياة مطلقا .
فالدعاء العملي للحصول على حسن العاقبة هي الحرص على الالتزام بالشرائع الاسلامية من اصول وفروع والاهم منا هي الاصول التي يحاربنا الاعداء بسببها ومنها ولاية اهل البيت عليهم السلام والايمان المطلق بوجود الامام الحجة عجل الله تعالى فرجه شريف فهذا الايمان الذي يجب ان يترجم بشكل عملي على الدوام يكون المسلم قد ضمن حسن العاقبة ولايبال بالموت متى ماجاء .
الغريب لدى بعض الحريصين على الدنيا بانه اذا طال عمره يوم فانه يقضيه بكسب ملذات الدنيا سواء كانت مشروعة او غير مشروعة ولا يستغلها بالعمل الصالح حتى يستفاد من اعماله في دنيا الاخرة ..
هنالك مباحث اخرى بخصوص العاقبة فالكل يعتقد بان مذهبه هو الصحيح ويكون الحكم لله عز وجل في مدى الصحة والخطا ، ولكن ماذا نقول عن من يستبدل مذهبه في اخر حياته مثلا سلفي يتحول الى شيعي او شيعي يتحول الى سلفي فالطرفان يعتقدان بتحولهما هذا قد اكتسبا درجة حسن العاقبة والطرفان يعتقد احدهما بالاخر انه اكتسب سوء العاقبة وهذه المعايير التي يعتمدونها هي محل خلاف كل الطوائف الاسلامية والدينية ، ومن بين اهم دعائم حسن العاقبة ان لايمتحننا الله بالبلاء وان يمنحنا الصبر اذا كان لابد من ذلك فهذا يقوي دعائم حسن العاقبة
أقرأ ايضاً
- فازت إسرائيل بقتل حسن نصر الله وأنتصرت الطائفية عند العرب
- شرط (حسن السيرة والسلوك) في الوظائف العامة.. شرط قانوني ام إسقاط فرض ؟
- النوايا الحسنة للعتبة الحسينية المقدسة