حجم النص
نشرت صحيفة "العالم" العراقية نسخة من قائمة المتحدثين في افتتاح مؤتمر حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا. تظهر اسم الهاشمي والنجيفي والبرزاني والجعفري
وضمت القائمة اسماء كل من طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي المدان، واسامة النجيفي رئيس مجلس النواب، ومسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان، في حين تضمنت كذلك اسم ابراهيم الجعفري زعيم التحالف الوطني ,إلا إن الاخير رفض تلبية الدعوة التركية بسبب وجود الهاشمي فيها .
و انتقد مستشار حكومي اشراك حزب العدالة والتنمية، لنائب رئيس الجمهورية المدان طارق الهاشمي، في اعمال المؤتمر العام للحزب المقرر عقده اليوم، مرجعا سبب عدم تلبية رئيس الحكومة نوري المالكي لدعوة نظيره التركي رجب طيب اردوغان للمشاركة في المؤتمر الى ما سماه بـ"الظروف غير الملائمة"، لان الحكومة مازال لديها موقف من "تصرفات تركيا" السابقة تجاه العراق. وأضاف ان على تركيا اتخاذ خطوات سابقة قبل توجيهها الدعوة، وهو ما لم يحصل.
واذ قال ائتلاف دولة القانون ان التدخل التركي مازال قائما في الشأن العراقي، رأى في حضور الهاشمي المؤتمر انتهاكا اخر للسيادة العراقية، في حين أكد زعيم التحالف الوطني ابراهيم الجعفري اعتذاره عن الحضور بسبب دعوة الهاشمي.
القائمة العراقية بدورها، قالت ان استجابة اطراف لدعوة اوردغان، واعتذار اطراف اخرى هو مؤشر على وجود تخبط في السياسة الخارجية.
بينما علق التحالف الكردستاني على مشاركة الهاشمي بانه مازال نائبا للرئيس، وذكر ان لقاء زيباري بوزير خارجية تركيا يأتي في سياق تحسين العلاقات بين البلدين.
من جانبه، رأى محلل سياسي ان اعتذار المالكي عن تلبية الدعوة التي وجهها له نظيره التركي سيجبر الحكومة التركية على مراجعة كل تصرفاتها السابقة مع العراق، والتريث في اتخاذ أي خطوة ربما ستنعكس سلبا على علاقات البلدين.
وفي مقابلة مع "العالم" امس السبت، انتقد فاضل محمد جواد، المستشار القانوني لرئيس الحكومة، القاء طارق الهاشمي كلمة في مؤتمر حزب العدالة والتنمية، بحسب قائمة المتحدثين التي حصلت عليها "العالم" من اللجنة التحضيرية للمؤتمر، قائلا إن "الهاشمي ليس له اي صفة حكومية، وهو رجل محكوم بالإعدام وهارب من الاجراءات القانونية، وتارك وظيفته، فبأي حق يعطى كلمة في المؤتمر، فهذا الامر خارج عن كل السياقات الدولية والسياسية والعلاقات الخارجية".
وارجع جواد السبب وراء عدم تلبية المالكي لدعوة اردوغان الى ان "الظروف غير ملائمة لمشاركة السيد المالكي، لانه مازال هناك موقف من تصرفات تركيا، سواء من وجود طارق الهاشمي او مسالة العلاقات بين البلدين، وزيارة وزير الخارجية احمد اوغلو الى كركوك دون علم الدولة، وهذه المواقف لا تزال قائمة ولم تعالج من قبل الحكومة التركية".
وكان رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، قد وجه دعوات الى كل من رئيس الحكومة نوري المالكي، ورئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني، والأمين العام للحزب الإسلامي العراقي اياد السامرائي، وغيرهم، للمشاركة بذكرى تأسيس حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم، في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات العراقيةــ التركية فتورا ملحوظا، ولاسيما بعد لجوء الهاشمي الذي صدر بحقه حكم بالإعدام اليها.
وبشأن اللقاء الذي تم امس الاول، في نيويورك بين زيباري ووزير الخارجية تركيا احمد داود اوغلو، بعد طلب الاخير ذلك، قال المستشار القانوني لرئيس الحكومة "لا اعتقد ان لقاءهما سيضيف شيئا جديدا، على الرغم من ان اللقاء بين الرجلين جرى بموافقة رئيس الوزراء".
وفي اتصال مع "العالم" أمس، أكد مصدر في مكتب زعيم التحالف الوطني ابراهيم الجعفري "اعتذاره عن المشاركة بسبب دعوة الهاشمي".
من جهته، راى محمد الصيهود، النائب عن ائتلاف دولة القانون، بانه "يفترض ان تسبق دعوة رئيس الوزراء التركي الى المالكي لحضور مؤتمر حزب العدالة والتنمية خطوات، كبادرة حسن نية لبدء علاقات جديدة".
واضاف لـ"العالم"امس، ان التدخل في الشان العراقي ما زال قائما، وهو كثير بدءا من احتضانهم مؤتمرات تدعو للارهاب، ومرورا بزيارة وزير الخارجية التركي لاقليم كردستان والى كركوك، اضافة الى أن حضور طارق الهاشمي المؤتمر بحد ذاته يعد انتهاكا للسيادة العراقية، وعدم احترام قضاء الدولة".
وفسر الصيهود، اعتذار زعيم التحالف الوطني ابراهيم الجعفري عن الحضور في المؤتمر بانه "جاء بناء على وجود الهاشمي في المؤتمر".
وبشأن لقاء زيباري باوغلو في نيويورك، افاد النائب عن ائتلاف دولة القانون "كان من الممكن ان يكون هناك موقف من اوغلو قبل اللقاء به، وهو تقديمه اعتذارا للشعب العراقي عن انتهاكه لسيادة العراق، وكان المفترض ان يخصص اللقاء لتسليم احتجاج من قبل الجانب العراقي وليس لشيء اخر".
وقال محما خليل قاسم، النائب عن التحالف الكردستاني، ان "الحكومة التركية وجهت دعوة الى رئيس الحكومة الاتحادية والرئيس بارزاني، ونحن نعتبر هذه الدعوات حرصا من قبل تركيا على ان تكون العلاقات بين الطرفين مستمرة وفاعلة".
وعلق قاسم اثناء حديثه مع "العالم"امس، على مشاركة الهاشمي في المؤتمر، بالقول "صحيح ان القضاء العراقي اصدر قراره بحق الهاشمي، لكنه الى الان مازال يشغل منصب نائب رئيس الجمهورية".
وعن لقاء اوغلو مع زيباري، راى النائب عن التحالف الكردستاني بانه "مهم، وزيباري اكد لوزير خارجية تركيا ضرورة احترام سيادة كل بلد، وعدم التدخل في الشان الداخلي"، منوها ان "الطرفين اتفقا على تحسين العلاقات المتشنجة حاليا".
من جانبه، اكد محمد الخالدي، النائب عن القائمة العراقية، ومقرر مجلس النواب، ان "تلبية اسامة النجيفي لدعوة اوردغان الى مؤتمر حزب العدالة والتنمية، ستكون في مصلحة البلد، لان العراق سيكون حاضرا في خطابه، بالاضافة الى مسألة العلاقات بين البلدين، وترتيب الوضع العراقي مع دول الجوار".
وانتقد الخالدي في حديث "العالم" معه امس، "مشكلة عدم توحيد صفوفنا، وعدم وجود رؤية خارجية موحدة، فرئيس مجلس النواب يلبي الدعوة، ورئيس الوزراء يرفضها، أو أن رئيس كتلة يذهب، وآخر لا"، معلقا بان "هذا تخبط في السياسة الخارجية".
وعن موقف العراقية من اعطاء كلمة للهاشمي في المؤتمر، قال النائب عن القائمة العراقية "نحن ليس لدينا تعليق على اعطاء كلمة للهاشمي في المؤتمر".
بدوره، قال واثق الهاشمي رئيس المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية، ان "تركيا ستراجع نفسها كثيرا قبل اجراء اي تدخل في الشان العراقي الداخلي مرة اخرى، بعد اعتذار الجعفري والمالكي عن عدم تلبية الدعوة".
وبين الهاشمي في لقاء مع "العالم" امس، ان "التوتر الذي صبغ العلاقات التركية العراقية في الفترة الاخيرة، بدأ تدريجيا بالانحسار"، لافتا الى ان "اسامة النجيفي كان له دور ايجابي في ترطيب الاجواء"، واعتبر، ان "دعوة تركيا الى رئيس الوزراء لحضور مؤتمر ذكرى تأسيس حزب العدالة والتنمية، مؤشر على هذا التحسن".
وافاد رئيس المركز العراقي للدرسات الاستراتيجية، ان "الحكومة العراقية تريد ان يكون لها علاقة طيبة مع جميع الدول، لان العراق يرأس الدورة الحالية للجامعة العربية، وأنه صاحب موقع اقليمي مهم، ولاعب قديم في المنطقة، لكن يجب ان لا يكون هذا على حساب السيادة العراقية"، مشيرا الى ان "العراق كان بوسعه تنفيذ عقوبات اقتصادية بحق تركيا من خلال قطع العلاقات معها، لكن هناك رؤية لا تزال جيدة".
أقرأ ايضاً
- 350 صاروخا على إسرائيل
- في السيدة زينب بسوريا :العتبة الحسينية توزع ملابس وعربات ذوي الاحتياجات الخاصة على اللبنانيين
- تركيا منفتحة على المبادرة العراقية للوساطة مع سوريا وتدعو لاجتماع ثلاثي