- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
منتخبنا الوطني عنقاء نهضت من رمادها للتو ...ولكن
قدم منتخبنا الوطني العراقي خلال بطولة خليجي 20 أداء مبهرا واستطاع أن يعيد ثقة الجماهير العراقية به ,لأن لاعبينا ظهروا بأجمل حالاتهم من الانضباط والمهارة والاستقتال والهمة والوطنية العالية ,حتى في مباراتنا الأولى التي قيل عنها الكثير من النقد فأنها كانت نقطة الانطلاق وبوابة التألق لشحذ هممهم وعطائهم داخل المستطيل الأخضر, وهذا الرأي عززه الأداء المقنع لهم في ما بعد أمام البحرين وعمان .
نعم... كان ثمة خلل في المباراة الأولى في ما يخص الفعل وردة الفعل ,سرعة في التسليم وبطء في الاستلام,عشوائية في التوزيع وارتجالية في التصدي , اللعب التقليدي المتعارف عليه سابقا وغياب لمسات المدرب (سيدكا) ,يقابله اجتهاد مهاري وتكتيكي للاعب العراقي وكل كان يريد أن يثبت للجمهور والإعلام انه الأفضل ,غابت في بعض الأحيان روحية اللعب الجماعي وساد الأداء الانفرادي لإظهار العضلات , إلا أنه برغم ذلك كان المنتخب الوطني في قمة عطائه حتى في أخطائه وهفواته كان أدائه عبارة عن سيمفونية انصهرت فيها النشازات وتبلور في عمومياتها العرض الجميل لمنتخب نهض للتو من رماده كأنه طائر العنقاء الأسطوري .
نهض منتخبنا الوطني عن رقاده كما قالها السيد ناجح حمود نائب رئيس الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم (منتخبنا يمرض ولا يموت ) فهاهو يشفي جراحه ,بأداء وانتصارات يرى بعضهم أنها انتصارات متواضعة وآخرون يرونها عز الطلب ,ومابين هذا القول وذاك نراها بداية الانطلاق الماراثوني للاحتفاظ بكأس أمم آسيا ,ومن أخطائنا في خليجي 20 حتما سنتعلم ونكون على استعداد تام للمنافسة الآسيوية المقبلة لأنها الهدف والمسعى وما عداها من بطولات وكؤوس تعد إضافات لمسيرة الكرة العراقية كما وصفها محمد جواد الصائغ عضو الاتحاد في حوار أجريته معه في وقت سابق .
منتخبنا الوطني الذي يفخر كل عراقي اليوم به بعدما استعاد هيبته وهمته , يضم نخبة من الأسماء الكبيرة ,استطاع المدرب (سيدكا) ومساعده التدريبي إن يجعل منه منتخباً جديداً لا يستطيع أي مدرب خصم أن يراهن على فك طلاسمه من شوط لأخر ومن مباراة لأخرى ,بسبب ما يضمه من لاعبي الخبرة والشباب في تشكيلته الأساس ودكة الاحتياط ,منتخب أريد لها أن يكون مزيجاً مابين لاعبي الاحتراف والخبرة , وهمة وعطاء الشباب الذي يريد أن يثبت نفسه, وبالانضباط العالي الذي لم يشهده المنتخب من قبل في كل البطولات والانسجام والترفع عن الخوض في غمار أي خلاف أو حوار أو مهاترات ,تحول منتخبنا إلى كتلة من النشاط والأداء المهاري الهارموني داخل وخارج المستطيل الأخضر ,هذه التأسيسات المتينة والقوية لمنتخب وطني جديد طالما حلمنا به من قبل ,بالتأكيد ستجعله مستقبلا بان يكون جديرا في خوض أي منافسة مهما كانت صعوبتها أو ظروفها ,ونتمنى أن تستمر هذه التأسيسات لنعود إلى أيام المنتخبات الوطنية العراقية بالأمس أيام الزمن الجميل والأجيال الذهبية التي كانت تعمل بصمت بعيدا عن الأضواء وجعجعة (الأنا).
إن منتخبنا الوطني كان متوقعا له ... لا بل كان لابد أن يقدم المستوى الذي ظهر به مؤخرا في خليجي 20 لأنه بطل آسيا أولا ,ولان كل المنتخبات المشاركة شاركت بالفرق الرديفة, ألا نحن فمشاركتنا كانت بجميع نجومنا لذلك كان لابد أن نظهر بهذا المظهر اللائق الذي ظهرنا به, فكان لا عذر لمنتخبنا في تقديم الأفضل واجتياز صعاب البطولة ,إلا أن أسودنا اثبتوا أنهم كانوا أهلا لهذه الصعوبات واستطاعوا أن يبعثوا رسائل سلام وتحد كثيرة كلها كانت تقول أن منتخب العراق اكبر من التوقعات والمراهنات.
إن بطولة خليجي 20 أوشكت على طوي منافساتها ومنتخبنا يحث الخطى لخطف لقبها وحتى إن لم يوفق في ذلك (لا سمح الله) فأننا يكفينا الأداء الجميل والعروض الكبيرة التي قدمها في البطولة واثبت للآخرين ممن كانوا يظنون إن بطل آسيا يلفظ أنفاسه الأخيرة بان الظنون عكس تلك تماما ورد الدين لمنتخبات كانت لها في رقبتنا ديون في لقاءات سابقة , يكفينا إن المنتخب ولاعبيه الأبطال يمرون بأفضل حالاتهم اليوم من الاستقرار - النفسي - والمهاري, وان اسود الرافدين مستعدون في ضوء أدائهم في خليجي 20 لخوض منافسات أمم آسيا المقبلة بكل نجاح . فلنكن معه ونشد من أزره في النصر الذي هو حليفنا إن شاء الله ,وفي (الهزيمة) التي نؤمن أنها الآن ابعد ما تكون عنه ...فألف طوبى لاسود الرافدين وقلوبنا معكم دائما.
أقرأ ايضاً
- القتل الرحيم للشركات النفطية الوطنية
- العراق وأزمة الدولة الوطنية
- ملاحظات نقدية على الاستراتيجية الوطنية للتربية والتعليم في العراق 2022-2031