ثلة من شباب ناحية "جديدة الشط" اخذت على عاتقها تأسيس موكب حسيني لا يقتصر نشاطه على اقامة العزاء الحسيني في ديالى او كربلاء المقدسة وتقديم الطعام والشراب والمبيت، بل اصبحوا كما يريد منهم امامهم الحسين (عليه السلام) نموذجا للعون والمساعدة للمحتاجين والفقراء، فهم يوزعون السلال الغذائية والمعونات المالية، وساهموا بعلاج المصابين في جائحة "كورونا"، كما دعموا المقاتلين في سوح الشرف.
مواقف مشرفة
ويتحدث خادم الموكب "احمد حسن كامل" (33 عاما) لوكالة نون الخبرية عن المواقف المشرفة لموكبهم وخدماته للمحتاجين والفقراء قائلا ان " الموكب وخدامه جاؤوا من ناحية جديدة الشط في محافظة ديالى، وهو موكب حسيني اسس بعد زوال نظام الطاغية المقبور ويحرص اعضائه سنويا على اقامة الشعائر الحسينية في محافظتي كربلاء المقدسة وديالى، وهذا الحرص ورثناه من آبائنا واجدادنا، وعلى مستوى الناحية تستنفر جميع المواكب والهيئات والاهالي الجهود لاقامة الشعائر الحسينية بمختلف انواعها منذ ليلة الاول من المحرم الى نهاية شهر "صفر الخير"، ونحرص على تنويع الفعاليات شهريا من خلال دعم العائلات المتعففة بسلال غذائية، وتقديم معونات مالية لعائلات الفقراء، وشراء الدواء للمحتاجين، كما ساهمنا في دعم اهالي غزة في فلسطين بالمواد الانسانية بثلاث وجبات، كما كنا من اوائل المواكب التي دعمت المقاتلين خلال عمليات تطهير المحافظات من عصابات "داعش" الارهابية من خلال تقديم الدعم اللوجستي المتمثل بالطعام، والشراب، والملابس، والفرش، والاغطية، والسجائر، والرصيد للهواتف النقالة، وجميع الاحتياجات في جميع جبهات القتال، كما ساهمنا في دعم المصابين في جائحة "كورونا" بكمية (250) اسطوانة اوكسجين ويعاد تعبئتها بين يومين او ثلاثة ايام، وكذلك مواد التعقيم والوقاية والكمامات والعلاجات، ودعم الكسبة ممن توقفت اعمالهم بمبالغ مالية وسلال غذائية لمساعدتهم في معيشتهم، ولنا مشاركة في مساعدة الشعب اللبناني في لبنان وسوريا عند مرقد السيدة "زينب" (عليها السلام)".
الخدمة الحسينية
ورغم التضييق الامني ومنع اقامة الشعائر من قبل نظام الطاغية المقبور الا اننا كنا نحضرها مع اهلنا في نطاق ضيق ومنها تعلمنا الخدمة الحسينية، هكذا يصف البداية ويكمل بالقول" بعد زواله اسسنا الموكب من جميع ابناء العشائر في الناحية وببداية محدودة في محافظة ديالى وعند حلول الزيارة الاربعينية التي كان موعدها قريبا جئنا الى كربلاء المقدسة ونصبنا موكبنا في هذا المكان، وكان عمري حينها (11) عاما ونصبنا الموكب على شكل كوخ من السعف وخدامه حوالي (20) خادم حسيني، ومساحته الان (160) متر مربع ووصل عدد خدامه الآن الى (225) خادم، بعد ان اصبحت اعداد الزائرين مليونية ومن جميع بقاع العالم، ونحن منذ (19) يوم نقدم الخدمة في ناحية "جديدة الشط" مع اقامة المجالس واحياء الشعائر، ويقسم عمل اعضاء الموكب على شكل مجموعات بين الخدمة في ديالى والمسير الى كربلاء ونصب الموكب في كربلاء منذ الثامن من صفر الخير، وتبدأ خدمتنا من التاسع من صفر الى نهاية زيارة الاربعين".
على مدار الايام
ويصف خدمتهم بانها على مدار الايام التي ينصب فيها الموكب دون انقطاع ونقدم ثلاث وجبات رئيسة ووجبات خفيفة بينها والعصائر والمياه والشاي، ويستمر تقديم الفطور الصباحي من بعد صلاة الفجر الى العاشرة صباحا اي لمدة (6) ساعات، وفي الغداء نقدم التمن والمرق، والكباب، والشاورمة وبعدها الفلافل، والفنكر "اصابع البطاطا"، وكباب العروك، وكباب اللحم المشوي، ولدينا افران خاصة تصنع الصمون والمعجنات بانواع عدة، وعندنا مجموعات متخصصة بصناعة حلويات "الداطلي"، واخرى بصناعة وتقديم العصائر، اما الماء المبرد والشاي فلا ينقطع من الصباح الى المساء، وفي العشاء نقدم "المندي"، و"الكباب"، والبطاطا والباذنجان، والفلافل، ومن الحادية عشرة الى الصباح نقدم "لحم بعجين" كونها وجبة خفيفة يتناولها الزوار بسرعة"، مشيرا الى ان "الموكب يقدم في ديالى يوميا (3000) وجبة طعام، وتصل عند الذروة الى (10) الاف وجبة، وفي كربلاء يتراوح بين (10 ــ 12) الف وجبة يوميا، ولدينا (14) سرداق لمبيت الخدام والزائرين للنساء والرجال، ولدينا خدمة خاصة للنساء تقدم من قبل نسائنا اللواتي يخبزن يوميا (15 ــ 20) كيس طحين لتقديم الخبز في الموكب مع الطعام للزائرين، ناهيك عن المخبز الذي يديره الشباب في الموكب والصمون الكهربائي".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي




التعليقات (0)
لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!