اعلنت العتبة الحسينية المقدسة عن اجراء اكثر من (440) عملية جراحية للقلب المفتوح للاطفال في العام الماضي (2024) بالتعاون مع وزارة الصحة ضمن برنامج الاستقدام والاخلاء الطبي، مشيرة الى ان فرقا طبية من دول اجنبية عدة تستقدم لتقوم باجراء تلك العمليات المعقدة والصعبة وبعضها شديدة الخطورة في مستشفى زين العابدين (عليه السلام) الجراحي التابع لهيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية المقدسة، مؤكدا ان نسبة الاطفال الذين يرسلون الى الخارج للعلاج من هذه الحالات المرضية اصبح لا شيء.

فرق طبية عالمية

وقال مدير المستشفى الدكتور "عبد الرحمن اسماعيل" في تصريح لوكالة نون الخبرية ان" المستشفى تعتبر واحدة من اهم مراكز جراحة القلب للاطفال والكبار في العراق، وتتمتع المستشفى بامكانيات واسعة من اجل معالجة جميع الاطفال المصابين بالتشوهات الخلقية في القلب، وبدأ هذا المشروع في العام (2020)، حيث استقبلت المستشفى عدد من الاطفال المصابين بتشوهات القلب الولادية وفق برنامج الاستقدام والاخلاء الطبي بالتعاون مع وزارة الصحة، وتشارك العديد من الفرق الطبية الجراحية في اجراء هذه العمليات تم استقدامها من دول الهند وفيها الطبيب "باندا"، وجورجيا، وروسيا مثل الدكتور "ديفيد"، ومن سويسرا الدكتور "باول"، ومن ايطاليا"، وستلتحق فرق طبية من النمسا بعد شهر انتهاء رمضان المبارك، وتختلف درجات العمليات من "عالية الخطورة، ومتوسطة الخطورة" وجميع انواع العمليات تجري في مستشفى الامام زين العابدين (عليه السلام)".

مئات العمليات

واضاف ان" عمليات القلب المفتوح للاطفال تعتبر من العمليات الجراحية الصعبة والمعقدة جدا، وكانت العتبة الحسينية المقدسة في اعوام (2014 ــ 2016) ترسل طفل واحد او طفلين للعلاج في الهند على نفقتها، ولكن بعد التعاون المثمر مع وزارة الصحة وخاصة في برنامج الاخلاء والاستقدام الطبي وارسال عدد من الاطفال المصابين بالتشوهات القلبية اصبحت العمليات تجرى في مستشفى زين العابدين (عليه السلام)، بعد ان اصبحت مركزا للاستقدام والاخلاء الطبي في العراق، وتختلف مدة رقود الطفل المريض من شدة التشوه من (5 ــ 7) ايام، وتصل في بعض الاحيان الى (10) ايام اعتمادا على شدة التشوه الموجود في القلب"، مشيرا الى ان العام الماضي (2024) تحققت فيه اعلى نسب باجراء عمليات القلب المفتوح للاطفال تجاوزت اكثر من (440) عملية جراحية، ولله الحمد وببركات الامام الحسين (عليه السلام) تحققت فيها نسب نجاح رائعة جدا"، موضحا ان" المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ "عبد المهدي الكربلائي"، يؤكد على ضرورة ان يقدم للمريض افضل خدمة طبية نموذجية في هذا المجال، ويتابع ادق تفاصيل حالات المريض ومنها في احد الايام اتصل بنا شخصيا واوعز بضرورة توفير دواء لعين طفل اجريت له عملية قلب مفتوح خطرة جدا في المستشفى وخرجت بنتائج رائعة ولبينا الطلب رغم انه من تخصص طبي آخر".

من طاجاكستان

وبين "اسماعيل" ان " المستشفى لا تنسى الجهود الطيبة التي قدمتها وزارة الصحة وقسم الاستقدام والخلاء الطبي، وكذلك المركز الاوروبي في تعاونهم معنا، وبعد ان كانت الكثير من العائلات تلجأ الى السفر خارج العراق لاجراء عمليات القلب المفتوح للاطفال وتنفق مبالغ طائلة، لان الخدمة الطبية في هذا المجال هي خدمة معقدة تحتاج الى امكانيات كبيرة وكثير الاجهزة الحديثة، وتحديث الكثير من الاجهزة المتطورة، حتى اصبح عدد الاطفال الذين يرسلون الى الخارج لاجراء تلك العمليات لا شيء وباعداد قليلة جدا مقارنة بالأعوام السابقة، بعد ان اصبح لدى المستشفى الامكانات الكبيرة والملاكات الماهرة التي تستقبل جميع انواع التشوهات القلبية للاطفال وحتى شديدة الخطورة تمت معالجتها في المستشفى، وخططنا الوصول الى استقبال المرضى من خارج العراق لاجراء تلك العمليات لهم داخل العراق، وعلى سبيل المثال اتصل مواطن من دولة "طاجاكستان" يطلب استحصال الموافقات الرسمية لعلاج ابنه المصاب بتشوهات قلبية ولادية بمستشفى زين العابدين، ووافق المتولي الشرعي للعتبة الحسينية على ذلك واوعز بتقديم جميع التسهيلات اللازمة له من اجل اجراء العملية لابنه في المستشفى داخل العراق".

الاجهزة ومعدات

ونوه الى ان" توفير جميع المستلزمات للفرق الطبية العالمية يعتبر موضوع مهم جدا، ونقوم بتوفير الاجواء الخاصة بها فنقوم بتوفير السكن، والطعام، والبيئة الصحية اللازمة لتقديم مثل هذه الخدمة الطبية المعقدة، وبالرغم من ان مثل تلك الخدمات الطبية المعقد تكون مكلفة، الا ان المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة، ورئيس هيئة الصحة والتعليم الطبي يؤكدون على تذليل جميع العقبات من اجل استقبال اكبر عدد من المرضى من الاطفال المصابين بالتشوهات القلبية واجراء العمليات لهم داخل المستشفى، كما ان تلك الخدمات بالاضافة الى كلفتها تحتاج الى اجهزة معقدة، وتواصل مع الفرق الطبية الاجنبية، وتوفير ما تحتاجه من انواع الاجهزة والمستلزمات الطبية والادوية التي تحتاجها، ونحن بتواصل مستمر مع تلك الفرق الطبية ونعقد اجتماعات اسبوعية معهم لتوفير البيئة الصحية والمتطلبات التي يريدونها".

قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي