صدر كتاب جديد يستعرض بشكل مفصل اصول الرتب العسكرية في الجيش والشرطة ورمزيتها وتاريخها، والحكومات التي استبدلت عدد من رموزها وسخرت بعضها لمصالح شخصية بتحويلها من قوات تأديبية الى قتالية ضد الشعب، كما بين الرتب التي حذفت واسباب حذفها والتي استحدثت وما يعادلها من رتب اليوم.
وقال مؤلف الكتاب الحقوقي "علي عذاب كاظم" في تصريح لوكالة نون الخبرية ان" الكتاب يضم مفهوم تعريف رتب الضباط للجيش والشرطة حسب ما ورد في القوانين العراقية، وتفسير نماذج ما مستخدم بها مثل التاج الملكي ورمز الثورة والنسر العربي، وبيان ان النجمة مثلا تمثل الشعب، والسيفين يمثلان الجيش العراقي، والعصا تمثل الشرطة عن طريق تأسيسها في العهد الملكي، وتسبب تدخل الاحتلال العثماني في المؤسسة العسكرية العراقية، وكذلك الاحتلال البريطاني في نشأت الرتب العسكرية وتشكيل لجان خاصة في تشريع القوانين والانظمة، كما هناك تدخلات من قبل الملك فيصل الاول والفريق جعفر العسكري بالاتفاق مع بريطانيا لتأسيس نظام عسكري خاص للدولة العراقية، ويتضمن الكتاب التحول من العهد الملكي الى العهد الجمهوري وتفسير الرتب والشعارات والرموز المستخدمة فيه، والتحول الذي حصل في السياسة بعد ميثاق الوحدة، من رمز الثورة الى النسر العربي بتأثير السياسة الخارجية على رتب وشعارات الجيش والشرطة، وايضا التحول في العهد الجمهوري الرابع في زمن حكم "عبد الرحمن محمـد عارف" فيما يتعلق بالقوانين والانظمة التي لم تطبق في عهد اخيه الذي سبقه بالحكم "عبد السلام محمـد عارف"، ومنها نظام الرتب العسكرية لعام (1965) الذي لم يطبق في عهده بسبب ميثاق الوحدة ومقتلة بحادثة سقوط طائرته".
واضاف ان" هذا النظام طبق في عهد "عبد الرحمن محمـد عارف" وواجه بعض الاشكاليات بالرغم من قصر مدة حكمه، وبعد ان تسلم "احمد حسن البكر" الحكم في عام (1968) قام ايضا باجراء تعديلات كثيرة على الرتب والرموز، ومنها تحويل رمزية رتب ضباط الشرطة التي تشير الى تعاون الداخلية مع الشعب العراقي الى رموز قوات مسلحة تضع السيوف في الرتبة، اي تغيير مهام من قوات تخدم الناس الى قوات مسلحة، وخاصة في رتبة اللواء والفريق اللتان كانت توضع فيهما العصاتين واستبدلت بالسيفين المتقاطعين، واستمرت تلك الرتب الى وقتنا الحالي، ولاحظت ان ميثاق الوحدة كان اكثره ضباط عسكريين واصبح تأثيرهم في شؤون الشعوب الداخلية هو واقع ملموس عاصرناه، باستخدام تصنيف ضباط الشرطة بثلاث مناصب هي الامراء، والقادة، والاعوان، وهي مناضب تستخدم في الجيش في جميع دول العالم، لذلك تجد كل الحكومات السابقة غيرت بالرتب، فبينما كانت الحماية التأديبية بسلك الشرطة قائمة في العهد الملكي، نراها الغيت في عهد "البكر" وتحولت الى عسكرية".
واوضح ان" الكثير من الرتب العسكرية تغيرت من العهد الملكي نتيجة تغير رموز الرتب وحسب تطور الدول المحيطة بالعراق، ومنها حذفت عام (1963) لاسباب سياسية مثل رتبة "الزعيم" التي تعادل رتبة العميد حاليا واقترنت تسميتها برئيس الوزراء الاسبق "عبد الكريم قاسم"، بل وصل الامر الى حذف اسماء قرى او مشاريع اخرى سميت باسمه، كما حذفت رتبة اخرى لاسباب شخصية وهي رتبة "المشير" التي كانت مخصصة للملك وهي اعلى من رتبة "فريق اول" ، وحذفها "البكر" لارتباطها بالعهد الملكي، وكذلك تتعلق بـ"عبد السلام عارف" الذي حمل رتبة "مشير" بعد ان سن قانون يمنحه الرتبة، كما ان هناك رتب تعادل رتبة "فريق اول" وهي رتبة "المهيب"، والتي جعلها "البكر" اعلى رتبة في السلم العسكري العراقي وتقلدها، وحذفت هذه الرتبة بعد سقوط نظام البعث كونها تتعلق برموز النظام، مع العلم انها تعادل رتبة "فريق اول" ، والكتاب يوصي باعادة رتبة "المشير" كونها مرتبطة بتأسيس الدولة العراقية، كما يبين الكتاب دور الرتب العسكرية في الانقلابات العسكرية التي حصلت في العراق".
وتابع انه" اعتمد في تأليف الكتاب على اعداد كثيرة جدا من جريدة الوقائع العراقية من العهد الملكي صعودا التي تنشر فيها القوانين وتوضح رموز الرتب وتفسيراتها للوزارات المعنية الدفاع والداخلية والمواطنين، ومعها اكثر من (100) مصدر وكتاب ومجلات عسكرية عراقية واخرى عراقية وعربية مهتمة بالشأن العراقي، ومدة تأليف الكتاب منذ ولادة فكرته استمرت الى مدة (4) سنوات متواصلة".
يذكر ان الباحث علي عذاب كاظم الغريري مفوض في مديرية الدفاع المدني كربلاء المقدسة من مواليد 1980 تخرج من كلية القانون جامعة المستقبل ولديه عدد من البحوث التي تخص تطوير مناهج دورات الدفاع المدني .
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- مخاوف عالمية من جائحة جديدة في 2025 !
- كربلاء:جامعة الزهراء للبنات تعمل على افتتاح اربع كليات حديثة وخمس اقسام جديدة
- الحوانيت المدرسية أحد أهدافها.. حملة جديدة للصحة المدرسية