اعلنت العتبة الحسينية المقدسة ان عمليات التوسعة الجارية في الصحن الحسيني والصحون المجاورة له هي العمارة التاسعة للحرم منذ انشائه وهي الاولى في العصر الحديث التي تتبنى المرجعية الدينية العليا تنفيذها، مشيرة الى ان نسبة الانجاز في صحن العقيلة زينب وصلت الى (75) بالمئة من المخطط له، وبلغت (20) بالمئة من المخطط له في صحن الامام الحسن المجتبى.
قبل (700) عام
وقال رئيس القسم المهندس "حسين رضا مهدي" في حديث مع وكالة نون الخربية ان" القسم أسس عام (2023) بعد زوال النظام المباد وتسلم شؤون العتبة الحسينية من قبل المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي بتكليف من قبل المرجعية الدينية العليا، وخلال (21) عاما تمكن القسم من انجاز العشرات من المشاريع الكبيرة، والمئات من المشاريع المتوسطة والصغيرة، وجميع تلك المشاريع دخلت حيز التشغيل واصبح تقدم خدمات نوعية يستفيد منها جميع ابناء الشعب العراقي وغيرهم من الخارج، وبينهم الكثير من الوافدين الذين نزحوا جراء مخاطر امنية واستفادوا من خدمات تلك المشاريع، وهي مشاريع نوعية ونصفها بهذا الوصف لانها تعمل (365) يوم خلال السنة ولا يتوقف عملها في يوم جمعة او عطلة او راحة، ومن ابرز تلك المشاريع هي ما يجري تنفيذه من مشاريع التوسعة للعتبة الحسينية التي شيدت قبل (700) عام في عصر الملك "أويس الجلائري" في القرن الثامن الهجري، حيث بنيت العتبة بقبتها ومنارتيها"، مستدركا بالقول "كانت هناك منارة ثالثة وازيلت لاسباب معينة، وفي حينها كانت مساحة العتبة المقدسة (15) الف متر مربع فقط، ولو تحدثنا بلغة الارقام فان العتبة لا تستوعب اكثر من (30) الف مصلي بجميع تفاصيلها من الحرم والصحن والاروقة، ولو حسبنا في الزيارات المليونية ان في كل متر اربع اشخاص لارتفعت طاقة الاستيعاب الى (60) الف مصلي فقط، وهي طاقة استيعابية قليلة جدا مقارنة بملايين الزوار والزيارات التي اخذت بالكثافة والزخم الكبير من عام (2003) والى الآن حيث وصلنا الى العام (2025)".
العمارة التاسعة
واضاف مهدي " كان لابد من وضع خطة إستراتيجية متكاملة وطويلة الامد تصل الى (30 ــ40) عاما لغرض التوسعة، ولتكون هذه التوسعة هي العمارة التاسعة التي تنفذ بيد المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف وعن طريق ممثلها الشيخ عبد المهدي الكربلائي، وتعتبر هي الاولى في العصر الحديث حيث بدأت بقسمين شمل القسم الاول التوسعة في داخل الصحن الشريف، اما القسم الثاني فكانت التوسعة خارج الصحن الشريف واضافت مساحات جديدة، لتمكن الزائرين الكرام من اداء الشعائر والعبادات، اضافة الى الخدمات الساندة مثل المضيف والمتحف والمكتبة والمجموعات الصحية، هذه التوسعة في المساحات التي صممت وتمت المصادقة عليها في العام (2014) تصل الى نصف مليون مربع بناء للعبادة، يضاف لها مساحة (250) الف متر مربع خصصت للخدمات الساندة، وتشمل انشاء (5000) مجموعة صحية، ومضيف يستوعب (20) الف زائر يوميا موزع بين الجلوس في الصالات والتوزيع المباشر (السفري)، وكذلك تشيد فيها مكتبة كبيرة مساحتها (10) الاف متر مربع، ومتحف كبير، وحوزات علمية، ومباني ادارية بسيطة لادارة جموع الزائرين في الزيارات المليونية، وتشيد فيها ايضا خدمات اخرى كثيرة منها مخصصة للاستفتاءات الشرعية وتعليم القرآن الكريم، ورياض اطفال منها خصص لاطفال المنتسبين واخرى لاطفال الزائرين، وهي مباني تعطي فائدة للطرفين فالزائر يضع طفله بايدي امينة ليؤدي مراسم زيارته بشكل مريح والطفل يجد من الالعاب والاهتمام ما يجعله يرتاح ويمرح، وبعد المصادقة على مساحة (750) الف متر مربع نقول بفخر واعتزاز ان اكمال مشروع التوسعة سيستوعب الصحن الشريف مليون زائر بوقت واحد".
البداية عام (2016)
واوضح بالقول ان " الفكرة تبلورة منذ العام (2003) وما تلاها عندما كنا نرى الزائر الكريم وخصوصا في صلوات الجمعة خارج الصحن الحسيني تحت اشعة الشمس الحارقة او البرد والمطر، واكملت التصاميم النهائية عام (2014) وانهاء دراسات مكثفة ونقاشات وبحوث بدأت الاعمال الفعلية في تنفيذ مشروع التوسعة عام (2016)، ونذكر تلك التواريخ لان الكثير من الدول خاضت مثل تلك التجارب وخططت لمشاريع عملاقة ولكنها تركت لعشرات السنين دون تنفيذ، ولبيان حجم التحديات والصعوبات التي واجهتنا لكن بالاصرار الذي امتلكته ادارة العتبة الحسينية المقدسة، شرعنا بالعمل في صحون العقيلة والحسن المجتبى والرسول الاعظم وهو الاكبر مساحة والحجة (عليهم السلام) وصلنا بعد نهاية العام (2024) الى البدء بمشروعين مهمين تعادل مساحتيهما نصف مساحة التوسعة بالكامل، اي (250) الف متر مربع للصحن و(100) الف متر مربع للخدمات، كما وصلنا في صحن العقيلة زينب (عليها السلام) الى مراحل مهمة ونسبة انجاز بلغت (75) بالمئة من المخطط له، وتعتبر نسبة كبيرة جدا مقارنة بهكذا مساحات في الصحون التي تنبع بها المياه الجوفية على مستوى مترين بعد الحفر في مدينة كربلاء المقدسة، ووصلنا الى مستوى (15) متر تحت الارض في صحن العقيلة زينب (عليها السلام) واستثمرت كامل المساحة لخدمة الزائرين، اما في صحن الامام الحسن المجتبى فوصلت نسب الانجاز الى (20) بالمئة، وهي نسب انجاز مهمة جدا في مثل تلك المشاريع، ونتوقع في العام الجاري (2025) وصول نسب الانجاز في صحن العقيلة زينب (عليها السلام) الى (95) بالمئة يمكننا معها افتتاح اجزاء كبيرة منه، ونعول على الوصول الى نسب انجاز تبلغ (50) بالمئة في صحن الامام الحسن المجتبى (عليه السلام) حيث انطلق العمل به في العام الماضي (2024)، وكذلك ننطلق بتنفيذ صحن الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي يقع في الجهة الشمالية الغريبة من الصحن الشريف في هذا العام، يحده شارع السدرة من جهة الشمال وشارع الشهداء من جهة الغرب ومساحته كبيرة جدا تصل الى (92) الف متر مربع، والمساحة البنائية تبلغ (250) الف متر مربع، وسيتضمن سرادين كبيرة تحت الارض في بعض من الصحن سردابين واخرى ثلاثة سراديب قرب الحرم الحسيني مثل الامكنة الخدمية والادارية وامكنة الخزن والوحدات الصحية".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- مع الإغلاق.. انخفاض أسعار الدولار في العراق
- بالتعاون مع شركة عالمية.. تحرك عراقي لإنتاج حليب الأطفال محلياً
- 1320 ديناراً مقابل كل دولار.. مستشار حكومي: آلية التعزيز النقدي الجديدة ستحافظ على سعر صرف ثابت