خلال لقائه بحفاظ القرآن..ممثل السيد السيستاني: القرآن الكريم هو كتاب هداية وفيه مناهج متكاملة للحياة
اكد ممثل المرجعية الدينية العليا خلال لقائه بوفد من دار القرآن الكريم ومجموعة من الطلبة والطالبات الحافظين للقرآن، ان القرآن الكريم هو كتاب هداية وفيه مناهج متكاملة للحياة، والغرض منه ان يتعلم ويتعرف الانسان على الجانب العقائدي الاساسي المهم ثم يعمل به، والحفظ والمهارات واتقان قراءة القرآن امور مهمة وهي مقدمة للعمل بما في القرآن الكريم من مناهج.
وقال المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في كلمة خلال اللقاء ان" المطلوب ايجاد منصة خاصة للقرآن الكريم ليستفاد منها في بعض الدول، ونشر هذه الدورات والطرق في محافظات العراق عبر افتتاح فرع في كل محافظة على مستوى بعض المناهج والدورات والورش التي تقيمونها بعد توفير المكان اللازم، ويصبح طلبتنا وطالبتنا هم الاساتذة ولو استغرق منهج الدار لسنوات عدة"، مبينا ان "عنوان الورشة "الانعاش الذهني والتركيز وتصفية الذهن" ونأمل ان تركز الاختبارات التي اجريتموها على قابليات الحفظ والاتقان لهذه المهارات لتكون قدراتهم افضل من نظرائهم اذا ما تنافسوا في اي برامج قرآنية، لتأكيد ان العراق فيه من الواهب التي لا تقل عن ما موجود في بقية الدول، واظهار الاهتمام الكبيرة بحفظ القرآن الكريم والمهارات الجديدة التي تبرز لاول مرة في الساحة القرآنية على ان هناك اهتمام بها من قبل اتباع اهل البيت، وهي مسألة مهمة في دفع الشبهات وان حصل مقدار لا بأس به، وخاصة ان هناك شبهة ان اتباع اهل البيت لا يعطون الاهتمام المطلوب للقرآن الكريم، بل اثبات انهم يتميزون بالاهتمام بالقرآن الكريم".
واضاف ان" ما نأمله ان تطور مواهب اخرى هي الشجاعة الادبية والقدرة الادبية والبلاغية والنحوية والفكرية، وان يكون من لديه الشجاعة الادبية جريء في الكلام ولا يتردد او يتلعثم، وتطوير مهارة الالقاء الخطابي والقدرة على التكلم بسلاسة وانسيابية من دون اخطاء والتسلسل في الافكار حتى يشاركوا في النسخة الثانية من مسابقة "أمة تقرأ" التي ستقام في العراق، وكذلك المسابقة التي تقام في دولة الامارات العربية المتحدة ويتدربوا على هذه المهارات ويشاركوا في هذه المسابقات"، مشددا على "وجوب التركيز على ان القرآن الكريم هو كتاب هداية وفيه مناهج متكاملة للحياة، والغرض منه ان يتعلم ويتعرف الانسان على الجانب العقائدي الاساسي المهم ثم يعمل به، والحفظ والمهارات واتقان قراءة القرآن امور مهمة وهي مقدمة للعمل بما في القرآن الكريم من مناهج، لكن الذي يجب الاهتمام به هو اقامت دورات لشرح مفاهيم القرآن في الجانب العقائدي او الجوانب الاخرى، وما لفت نظري ان الورش والدورات لا تهدف فقط الى حفظ القرآن الكريم بل تطبيق مفاهيم القرآن حتى حصل تغيير في حياة القارئ والحافظ، وهي مسألة جدا مهمة وعليكم تثبيت هذه المعلومة في ما ستذكرونه عن هذه الورش والدورات بشكل مهم وبارز، وارجو ان يكون الهدف والغاية النهائية التي تعملون على تحقيقها هي فهم القرآن ومن ثم تطبيقه".
واوضح ان" من الامور الجيدة التي نتمنى ان يصل اليها ابنائنا وبناتنا هي الجهاد الاكبر الذي نأمله من الحفاظ الصغار والكبار ان يكون من ضمن اهدافهم وغاياتهم التي يسعون للوصول اليها وبالاخص الذين يدرسون الآن في الدراسات الاكاديمية هي الانتقال من المهارات في الحفظ والاستماع والبصر الى مهارة الجهاد النفسي بتوفر التوجه البصري، والحواس، والقلب، والعقل، والرغبة والارادة نحو الشيء لدى الانسان، وهو ان يكون المؤمن على معرفة بالأشياء التي تنفعه وتضره وهي ما تسمى بالمَلَكْة المتعلقة بالشجاعة والحلم والصبر والزهد ، ونأمل الاهتمام بهذه المراحل لانها تمثل الهدف النهائي، ونأمل ان تكون هناك دروس ضمن الورشة للوصول الى هذه المراحل والارادة والهدف الاساسي الذي ذكر في سورة "المؤمنون" وماهي مراحل الوصول الى الفلاح والنجاح، وقضية الخشوع في الصلاة والتي تتطلب فهم معاني الكلمات وفهم افعال الصلاة وما المقصود بها وتأويلات افعال الصلاة وبعدها التوجه القلبي والحضور القلبي ومن بعدها يأتي الخشوع، ونتمنى ان يتضح لابنائنا ان حافظ القرآن الكريم هو القدوة اي انه كما يصفونه قرآن كريم يتحرك على الارض".
وركز على " طريقة استثمار الوقت التي تعتبر من الصفات المهمة لحافظ القرآن، وكيف يستثمر رأس المال للمؤمن وهو الوقت المتمثل بعدد سنين عمره التي تتوزع الى شهور وايام وساعات ودقائق، مثلما يستثمر التاجر رأس المال في تجارته لتنميتها، وكيف ان يحافظ على الوقت ويوزعه ولا يكون هناك تضييع او اتلاف فيه، وكما ورد ان الوقت يقسم الى ثلاث ساعات واحدة للعيش والثانية للعبادات والثالثة للراحة في حلاله وما هو جائز، واستثمار الوقت والجدية في التحصيل العلمي والفضائل والمعارف هي من الصفات الاساسية".
من جانبه بين رئيس دار القرآن الكريم في العتبة الحسينية المقدسة الشيخ "خير الدين الهادي" في تصريح لوكالة نون الخبرية ان" طبيعة اللقاء اليوم الاربعاء مع المتولي الشرعي للعتبة الحسينية والمقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي كان للكشف عن المواهب والقدرات الكبيرة في دار القرآن الكريم في مجال تحفيظ القرآن الكريم، والمشاركون في هذا اللقاء ينقسمون الى اقسام عدة منهم من يحفظ القرآن الكريم بطريقة ماهرة وفنية، وبعضهم شاركوا في الدورات التخصصية في التدريبات والتنمية العقلية، وهذه الدورة تختص بها دار القرآن الكريم في العتبة الحسينية، وهي فريدة من نوعها ونحاول من خلال التركيز على هذه الدورة لتنمية القدرات الذهنية عند الطلبة المتدربين، كما انها محاولة جدية للاستفادة من الوقت وحفظ القرآن الكريم في اقل وقت ممكن والذي قد يصل احيانا الى عشرة ايام بعد الدخول في سلسلة من موجهة التحديات والتركيز العقلي والسمعي، ونحن اليوم بجهود الادارة العليا للعتبة الحسينية ننفرد بمشروع رائد في مجال تحفيظ القرآن الكريم الذي يمكن ان يقدم الكثير للساحة القرآنية والحراك القرآني سواء على المستوى الوطني او حتى على المستوى الدولي"، مشيرا الى ان" توجيهات سديدة استمعنا لها من المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة، خاصة بما يتعلق ببناء الذات ومواجهة التحديات وتزكية النفس والتأكيد على ان اهل القرآن هم اولى من غيرهم في الالتزام بالمبادئ والاخلاق القرآنية"، مؤكدا على ان" عدد المشاركين هم (32) متدرب ومتدربة مع اولياء امور قدموا من محافظات النجف الاشرف وبغداد وبابل والقادسية اضافة الى كربلاء المقدسة".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
أقرأ ايضاً
- تسجيل الهواتف والانترنت الفضائي.. مشاريع استراتيجية تنفذها العتبة الحسينية لاول مرة في العراق
- الفساد يقضي على هور الصليبيات جنوبي العراق
- كل يوم في مبادرة عطاء الحسين الثانية المجانية: مركز السيدة زينب الجراحي للعيون يجري (40) عملية مجانية للعراقيين