من بين جميع المناطق المحيطة بها، تعاني منطقة شهداء البياع من سوء خدمات وتجاوزات خلفت زحامات عدة ونتج عنها حوادث اودت الى موت الكثير من المواطنين، كما ان فيها مشاريع عمرانية بوشر بها وتركت منذ عام كامل دون معرفة الاسباب، هذه المشاريع تشكل اضافة مهمة ليس لاهالي المنطقة بل للمناطق المحيطة بها، ومنها متنزه مساحته واسعة جدا، ومن ابرز ما تعاني منه تلك المنطقة هي تجاوز باعة بسطات الفواكه والخضر وسيارات الحمل التي يمتلكها اصحاب "سكلات" على الشارع العام الرئيسي، ومخالفة المئات من سائقي السيارات و"التكاتك" في الشارع العام والسير بطريقة مخيفة التي تشكل خطر كبير على المارة وسالكي الطريق ومنهم طلاب مجموعة من المدارس الحكومية والاهلية يعبرون الشارع يوميا مرتين، هذه المخالفات ادت وما زالت تؤدي الى وقوع حوداث مرورية يومية.
الشارع العام
تلك المعاناة اليومية التي يعيشها اهالي المنطقة وتشكل بعضها خطرا عليهم، وتحرمهم الاخرى من خدمات لابد ان توفر للمناطق السكنية يبين المواطن "ابو زهراء الساعدي" في حديثه لوكالة نون الخبرية ان" منطقة حي الشهداء في جانب الكرخ من بغداد والتي تسمى "شهداء البياع" تفتقد لكثير من الخدمات الضرورية، وفي مقدمتها الشارع الرئيس للمنطقة الذي يحتاج الى توسعته، كون عرض الرصفين اليمين واليسار واسع جدا ويبلغ عرضه حوالي عشرة امتار لكل منهما، والشارع على حاله منذ العقد الثمانيني، او اخذ مساحة من الرصيفين لتكون مكان لايقاف السيارات التي تأتي للتسوق او مراجعة عيادات الاطباء وباقي الاحتياجات، لان الشارع خلال السنوات الماضية والى الآن اصبح مزدحم جدا وعلى جانبي الرصيف تقف السيارات ويحتار المواطن اي يوقف سيارته"، مبينا ان" الشارع يحتاج الى انهاء مشكلة التخسف التي تحصل بعد كل عمل لشبكة المجاري وخاصة في المنطقة المقابلة لمجمع البديري، وهناك خلل كبير يحتاج الى حل نهائي بسبب عدم نجاح عمليات الترقيع التي تجري ففي كل مرة يقومون بحفر الشارع واصلاح التخسف، ثم يعود مرة اخرى الى التخسف والتموج والتكسر، والشارع يصعب السير فيه من كثرة المطبات الطبيعية التي نتجت عن عدم اعادة تأهيله واكسائه من بدايته في ساحة الشهداء الى نهاية في مدخل منطقة السويب منذ سنوات".
جزرة وسطية ترابية
مشكلة اخرى في الشارع العام يتطرق لها "ابو زهراء" وتحتاج فعلا الى اجراء حقيقي يقول عنها ان" بداية الشارع اجريت معالجات لشبكة تصريف مياه الامطار وقامت الجهة المنفذة بقلع الطابوق المقرنص من طرفي الجزرة الوسطية وترك بعدها العمل وبقي الحفر، ويبس وانتهى الزرع للارضية الذي انفقت عليه مبالغ كبيرة، فتحولت الجزرة الوسطية الى منطقة ترابية تذروا فيها الرياح وتثير الغبار وذرات التراب، كما اصبحت على طول الشارع منطقة لرمي النفايات، ولا نعرف متى يتم اعادة الجزرة الوسطية لسابق عهدها"، مشددا بالقول ان" شارع الشهداء هو الشارع الوحيد في مناطق جنوب غرب بغداد التي تضم أحياء البياع وحي العامل والرسالة والشرطة الرابعة والخامسة والشباب والاعلام والتعليم العالي والمعالف والجهاد وغيرها المنظمة والمرتبة والمكسوة بالزرع، بينما ترك شارع الشهداء مهملا ولا يصلح للسير الآمن او يوصف بشارع مشمول بالعمران الحضاري، لان جميع تلك المناطق نفذت فيها مشاريع اعادة تأهيل وتأثيث وتبليط شوارعها بشكل حضاري، علما ان مشروع هذا الشارع كان من ضمن المشاريع التي ينفذها فريق الجهد الخدمي الهندسي الحكومي في مكتب رئيس الوزراء منذ حوالي عام كامل".
متنزه مع وقف التنفيذ
جميع مناطق جنوب غرب بغداد تفتقد الى متنزه ترفيهي ولا يوجد فيها الا مدينة العاب الكرخ الصغيرة بمساحتها نسبيا، يشرح هذا الامر الساعدي بقوله ان" الجهات الحكومية التفت لهذا الامر الضروري، فسارعت بإقرار تنفيذ مشروع ثاني أكبر متنزه في جانب الكرخ بعد منتزه الزوراء في منطقة شهداء البياع على قطعة ارض تقع بين شارعي المضخة الاول والثاني تبلغ مساحتها ثلاثين دونم اي (75) الف متر مربع واكملت اعمال تهيئة الموقع للزراعة والتطوير خلال هذا العام، لكن ما تم تنفيذه فقط السياح المحيط بالمتنزه وبسلوب حضاري ضخم وجمالية مميزة وترك ارضا ترابية جرداء تجتمع فيها القوارض وتغطي المناطق بالغبار والتراب منذ شهر كانون الثاني من العام الماضي (2023)، ولا نعرف لماذا ترك تنفيذ المشروع، هل بسبب عدم توفر تخصيصات او عجز بالميزانيات التي اقرت، او منحت اولويات لمشاريع اخرى في مناطق تنفذ بها مشاريع".
المستشفى المتروك
في نهاية تقاطع شارع قطر الندى الواصل الى شارع حي الشهداء يوجد هيكل بناية كان من المقرر ان يشيد عليها النظام المباد مستشفى "الحبل الشوكي" لعلاج جرحى الحروب في العقدين الثمانيني والتسعيني، وترك على حاله الى يومنا هذا، يقول عنه "أبي زهراء" ان "اهالي جميع مناطقنا التي يتعدى عددها الثلاثون منطقة يناشدون الحكومة مع ما لديها من مشاريع عملاقة لبناء الجسور المجسرات والانفاق ومناطق الترفيه والمستشفيات ان تستغل هذا الهيكل لبناء مستشفى كبير لاهالي تلك المناطق، لتخفف الضغط الكبير على مستشفى اليرموك من جهة وتوفر للناس مستشفى جراحي وطب عام قريب على محل سكناهم، لاسيما ان الحكومة كانت قد اعلنت في السنوات الماضية عن مشروع بناء مستشفى بسعة (400) سرير مجاور لمرآب البياع من بين اربع مستشفيات قررت ان تشيدها في بغداد، ويبدو ان المشروع ذهب ادراج الرياح، وهذا الهيكل ارضه تعود للمؤسسات الحكومية وموقعه مميز، والجميع يعلم واولهم الحكومة ان عدد نفوس بغداد اصبح كبيرا جدا ومنها مناطق جنوب بغداد، وبما ان التعداد السكاني اجري قبل شهر تقريبا فمن السهل معرفة عدد نفوس تلك المناطق وحاجتهم الى بناء مستشفى"، بالاضافة الى ان " الارض الجرداء التي تمتد على مئات الكيلومترات من منطقة الدوانم الى خلف علوة الرشيد اصبحت سكنية بالكامل وتعيش بها الاف العائلات".
مخالفات ومخاطر
ويعرج على مجموعة مخالفات ويصفها بالقول ان" في مناطقنا رقابة بلدية ضعيفة جدا، وتحديدا المناطق التي تقع فيها اسواق الشرطة الرابعة او الخامسة او سوق رضا في حي الشهداء، بسبب السماح بتكديس النفايات وعدم رفعها واصبحت مرتعا للقوارض وباعثة للروائح الكريهة ومسببة للامراض، وكل ما نراه هو قيام مجموعة من العمال بكنس الشارع وتجميع اكوام التراب بشكل لا يصلوا فيه الى اكداس النفايات، كما ان هناك حاويات نفايات كبيرة رفعت من الشوارع واصبح المواطنون يرمون نفايات بيوتهم على الارصفة، كما ان هناك مخالفات صريحة لم تضع لها الجهات المعنية حلا الى الآن تتمثل في وقوف سيارات بيع الفواكه والخضر في الشارع العام، وتقف معها سيارات الحمل التي تعمل مع اصحاب السكلات التي تبيع المواد الانشئية والتي تحمل شيش التسليح والطابوق والرمل والحصى على الشارع العام، ويسببون زخما مروريا كبيرا ويلتحق بهم اصحاب التكتك الذين يسيرون عكس السير ومعهم مجموعة من اصحاب السيارات يخالفون بالسير المعاكس وتسبب هذا بوقوع حوادث مرورية راح ضحيتها الكثير بين ميت ومصاب وآخرهم شخصين توفيا قبل ايام، كما ادعو جميع المسؤولين الامنيين في المنطقة لردع المخالفين من السائقين الذين يسيرون باتجاه معاكس في جميع فتحات الدوران والانتقال الى الممر الثاني من الشارع (الاستدارة)، لاسيما ان شارع الشهداء تقع على كتفيه حوالي خمس مدارس وفيها الاف الطلاب الذين يعبرون الشارعين مرتين يوميا، وحصلت حوادث ومشاكل كثيرة، ونرى دوريات الشرطة تقف يوم او يومين وتترك الشارع فتعود المخالفات مرة اخرى".
قاسم الحلفي ــ بغداد
أقرأ ايضاً
- في مؤتمر أمنائها العامين.. توافق بالاجماع على دعم العتبات المقدسة بالتخصيصات كونها تقدم مختلف الخدمات(صور)
- هنا سيعيش مع عائلته.. تعرف على حياة الأسد الجديدة في موسكو
- في ثلاث دول: العتبة الحسينية تنفق قرابة (8) مليار دينار على اغاثة الشعب اللبناني