مع ظهور ملامح فصل الصيف، بدأت ساعات تجهيز الكهرباء الوطنية بالانخفاض في جميع المدن العراقية، رغم حجم الإنفاق الحكومي والاتفاقيات والعقود المبرمة، لتحسين الطاقة، حتى باتت الوعود الحكومية تزيد من حرارة قلوب المواطنين الملتهبة من إرتفاع درجات الحرارة.
ومع بدء عمل المولدات الأهلية بشكل أكبر، إذعانا لفقدان الطاقة الكهربائية، أعلن رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم الخميس، افتتاح وتشغيل 200 محطة كهربائية في عموم مناطق ومدن العراق، فيما شكا عدد من المواطنين "ضعف الفولتية".
ويحتاج العراق إلى 42 ألف ميغا واط، في حين لديه 27 ألف ميغا واط، أي أن العجز في الطاقة الكهربائية بين الإنتاج والطلب الفعلي بحدود 15 ألف ميغا واط، بحسب مختصين.
وذكر المكتب الإعلامي للسوداني في بيان، تلقته وكالة نون الخبرية، أن "الأخير افتتح وشغّل 48 محطة نقل للطاقة الكهربائية للضغط الفائق والعالي، و 152 محطة توزيع الكهرباء في عموم محافظات العراق".
وأضاف البيان، أن "هذه المشاريع هي ضمن المرحلة الأولى من حزمة مشاريع حلِّ اختناقات شبكات نقل وتوزيع الكهرباء في بغداد وعدد من المحافظات".
إلى ذلك، شكا عدد من المواطنين في مناطق متفرقة من العاصمة بغداد، ضعف "الفولتية" في تجهيز الطاقة الكهربائية، مشيرين إلى "عجز وزارة الكهرباء عن ايجاد حل للمشكلة التي باتت معضلة بالنسبة لهم"، وفقاً لصحيفة العالم الجديد.
واحتل العراق، المرتبة الخامسة عربيا و الـ50 عالميا من أصل 211 دولة مدرجة في الجدول كأكبر مستهلكي للكهرباء في العالم حسب مجلة CEO WORLD الأمريكية.
وتزداد نقمة العراقيين على وزارة الكهرباء خلال فصل الصيف جراء الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة ووصولها أحياناً الى 50 مْ وقد تتجاوزها في ذروة الصيف.
ويستورد العراق في فصل الصيف 70 مليون متر مكعب من الغاز الإيراني في اليوم لتغذية محطات توليد الكهرباء في البلاد، ويولّد نحو 5000 ميغاواط من الكهرباء بهذه الإمدادات، ويعني هذا التدفق، إلى جانب عمليات الشراء المباشرة للكهرباء من إيران، أن طهران تلبي 40 في المائة من احتياجات العراق من الكهرباء بتكلفة 4 مليارات دولار سنوياً.
ولكن غالباً ما تخفض إيران إمدادات الغاز للعراق، ويساهم ذلك في بعض الانقطاع في التيار الكهربائي والاستياء العام والمشاكل السياسية. وتعزى بعض هذه التخفيضات إلى الطلب المحلي الإيراني.
وكان رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، رعا في 16 من شباط 2023، توقيع مذكّرة تفاهم مع شركة جنرال إلكتريك الأمريكية، لتطوير قطاع الكهرباء في العراق.
وتضمّنت المذكرة: أعمال صيانة طويلة الأمد ولمدّة خمس سنوات، لإدامة عمل وحدات إنتاج الطاقة التي تم تجهيزها من الشركة، إلى جانب زيادة كفاءة عمل وحدات إنتاج الطاقة العاملة حالياً من خلال تحديث المنظومات الملحقة بها، وإنشاء محطات جديدة لإنتاج الطاقة الكهربائية على مراحل تتناسب مع الوقود المتوفر والتمويل، فضلا عن إجراء الدراسات لاستغلال الغاز المصاحب وتنفيذ عدد من المحطات الثانوية سعة (400 و 133 كي في) مع ارتباطاتها في مختلف محافظات العراق.
يشار إلى أن العراق سبق وإن وقع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع شركة سيمنز، منها ما وقعها رئيس الحكومة الأسبق عادل عبد المهدي، وكانت بقيمة 14 مليار دولار.
ومنذ سنوات، توجد منافسة حادة بين شركتي سيمنز وجنرال إلكتريك، لاسيما وأن الأخيرة لديها مشاريع طاقة كثيرة في العراق وتعمل منذ سنوات، وساهمت برفد منظومة الكهرباء بالطاقة المنتجة، سواء في الجنوب أو بغداد.
ومنذ العام 2003 ولغاية اليوم، لم تشهد الطاقة الكهربائية في العراق أي تحسن ملحوظ، وفي كل صيف تتجدد التظاهرات في مدن الوسط والجنوب، احتجاجا على تردي تجهيز الطاقة.
أقرأ ايضاً
- في اليوم الثاني لحظر التجوال.. السوداني يتجول في بغداد و"يلتقي المواطنين"
- المتحدث العسكري بإسم السوداني: الحكومة تلاحق كل من يشترك في أنشطة تهدد أمن العراق
- السوداني يدلي بمعلوماته في التعداد العام للسكان