- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
طُوفَانُ اَلْأَقْصَى . . طُوفَانُ اَلبَسَالَةِ
بقلم:حيدر عاشور
طوفان الأقصى.. طوفان البسالة التي تشهدها الآن الأرض العربية فلسطين تشكل نقلة نوعية مهمة على صعيد مقاومة الاحتلال الصهيوني المجرم، وتمثل رغبة شعبية أكيدة للتعبير عن الرفض المطلق للاحتلال ولكل ممارسات القمع والإبادة التي واجهها ويواجهها الشعب الفلسطيني ليس في غزة فحسب بل في كل الحدود العربية(لبنان وسوريا والأردن).
طوفان الأقصى.. لا بد وأن يكون درساً واقعياً لإحكام العرب وجيوشهم وأن يصحو.. فما يفعله أبطال الجهاد الفلسطيني من أجل التحرر من الاحتلال ومن سياسات التهويد التي يمارسها الطغاة الإسرائيليون.. لقد حركت هذا الطوفان مشاعر الفلسطينية من جديد بعد أن كشفوا مؤامرة الاجتياح الإسرائيلي على قطاع غزة.. رغم السياج المحصن والجدار الأسمنتي العميق والعالي.. فبدأت حركة حماس بالهجوم المبكر تحت عنوان(طوفان الأقصى) بعد بلغت كل الجهود مرحلة اليأس القاتل نتيجة لما شهدوه طيلة سنوات التعاطي مع القضية الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي الذي يمارس عبر الاقتتال الأخوي الذي أهدر أغلى الدماء الفلسطينية واستنزف مليارات الدولارات إضافة الى توزيع ألقاب الخيانة والعمالة هنا وهناك وقسم العرب الى عربيين او أكثر وجعل الامة العربية أضحوكة للشعوب الارض.
لقد يئس المجاهدون وأبناء الشعب الفلسطيني في توسع الاسرائيلي، كما يئس من النضالات مثلما يئس العرب الشرفاء.. غير ان هذا يأسهم دفعهم لان يهبون دفعة واحدة في وجه اسرائيل التي تخطط للإبادة الجماعية المسبقة، وتحملوا الموت والدمار بشرف وهم يصدون بصدورهم كل ظلم اسرائيل المجرمة، فكسبوا انفسهم وكسبوا بذلك الشرف العظيم الرأي العالمي كله الى جانبهم، بينما وللأسف الشديد أدى طوفان الاقصى الى نتائج عكسية جعلت غزة محاصرة بسبب اصحاب المصالح من القوى الكبرى التي تتناحر على الدوام بدماء الشعب الفلسطيني بشكل خاص ودماء الشعوب العربية عامة.
ورغم كل هذه المؤامرات لقد حقق طوفان الاقصى في خلال ايام من انطلاقه كسب عالمي فضح به اسرائيل وعملاءها.. فضيحة عالمية لليهود، وبنفس الوقت حققت ما لم تستطع تحقيقه طيلة نضالات تجاوزت الستون عاماً.. واثبت ان الشعب الفلسطيني الصبور في الداخل انه قدوة وانه وحده يحق له التحدث باسم الجهاد. فالكسب الذي حققته معركة طوفان الاقصى لابد من استثمارها عالميا وذلك لا يكون الا باستمرار المجاهدين وتحقيق النصر والتحرر من قبضة (السيوف الحديدية) كما اطلقتها المحتلة والمغتصبة اسرائيل على هجومها المرعب على غزة المحتلة. هذا النصر لا يكون الا بتوحيد الصفوف بموقف عربي واحد موحد لما يتوفر لديهم من امكانات لتحقيق الهدف السامي وهو تحرير فلسطين العربية.
اليوم هو يوم الانسان العربي قيادات وشعوب، وهم مطالبون بالتخلي عن الخلافات بالتحرك من اجل دعم الشعب الفلسطيني المنكوب بكل ما لديهم من امكانات لتتواصل معركة طوفان الاقصى الباسلة.. من اجل التحرير وهي قادرة على فتح الطريق امام العودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً